الخميس، كانون الثاني ٣١، ٢٠٠٨

لا تطفئوا الشموع

سوسن البرغوتي

ارتقى الحكيم نجمةً تحملّه صلابة التمسّك بالقيم النضالية الشريفة المخلصة، وتصعد بروحه الطيبة إلى العلياء متألقاً بعطائه النضالي، مدرسة ومنارة.

كان حتى الرمق الأخير متمسكاً بصمود شعبه وحقه بوطنه، لم يتخاذل، ولم ينحرف، كانت فلسطين بوصلته في كل وقت، وعشقه لأرضها أقدس صحائف إيمانه.

كثيراً ما تباينت الآراء بين المعلم وتلاميذه، ودائماً كان الحوار خيره الأول لأجل فلسطين، حريصاً على مسيرة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من أن تشوبها شائبة، أو يعكر صفو نبعها إسقاطات ليست من صلب مبادئها الوطنية.

أملنا كبير بمن سيخلف المعلم جورج حبش، أن يعيد الأمور إلى موازينها الصحيحة، وإلى الخط النضالي الصلب للجبهة الشعبية، مهما حاولت بعض وجوه شاهت فاحتمت بعراها، وخرجت عن سربها غير مأسوف عليها. ويبقى عشمنا بالحسم في المواقف، وكما تعلمنا في مدرسته، أن لا نقبل بأنصاف الحلول.

عزاؤنا أن الحكيم لم يحنِ قامته، ولم تضعف همته حتى في أشد المحن التي أصابت مسيرة القضية الفلسطينية. ولأنه رحل كما بدأ ثابتاً في خطاه، رافعاً رأسه بمواكب شهداء رحلوا قبله، خافضاً جناح الرحمة لمن اختلف معه، ستبقى بصمته خفاقة وعلامة ناصعة أبد الدهر.

لن نقول رحل آخر الرجال وآخر القوميين العرب، لأن هناك الكثيرين من أبناء مدرسة القومية العربية، ما زالوا يحملون نبراس مبادئ لن تتبدل أو تتغير ولم تتلون مهما حاول المنحرفون أن يشوهوا طريقها المعبد بالدماء الزكية، ولن يركع أو يستسلم من كان على الدرب نفسه.

رجال العزة سيكملون مسيرة الإباء والنقاء، ومهما كان الاختلاف بينهم، يبقى الوطن هو الأكبر والمرجع والحضن الأمين، وكما علمتنا فالوطن لا يتحرر بنفوس ٍ مستعبدة.

سلاماً لك أيها المعلم..سلامٌ عليك حين وُلدت وحين رحلت وحين تُبعث حياً، وعهدنا أن نتشبث أكثر بتعاليم تعلمناها من صمودك وصدقك ولن نحيد عنها مهما طال ظلام الليل.

فلتبقى الشموع مضاءة، ولتبقى الهمم عالية شامخة، فلا تطفئوا نور الحق.. فهو الباقي لنا يضيء طريق الخلاص والنصر رغم عتمة الليالي.

Farewell Hakeem


With the passing of Dr. George Habash, the Arab people as a whole along with peoples of the world struggling for liberation have painfully lost one of the towering legends of decolonization. Dr. Habash, popularly known as Al-Hakeem in dual reference to him being a medical doctor and the conscience of the Palestinian movement, is unmatched in Arab history. He is the quintessential intersection of Palestinian democratic nationalism, pan-Arabism, progressive internationalism, and egalitarianism. Yet, even such monumental attributes are but a small part of Al-Hakeem's legacy. It is his unparalleled principled character, humility, love for his comrades and people, and unblemished history that coin him as the archetypical revolutionary leader.

From the day he became a refugee in 1948, to founding the Arab Nationalist Movement and subsequently the Popular Front for the Liberation of Palestine, to emerging as one of the most beloved Palestinian Arab revolutionaries in the seventies, to his final departure in Amman, Jordan, Abu Maysa's 83-year journey is that of Palestine itself.

While many barter for mere crumbs the entirety of their once-existing principles, Abu Maysa gave up none - not an ounce. As purported "leaders" construct palaces through thievery from which to command their gangs of fear, he died just as he lived, in modesty, humility, and enormous dignity. This is a leader who set the highest example by voluntarily vacating his top political seat while at the peak of his popularity.

Al-Hakeem transcended all organizations, political parties, nation-states, and borders. He spoke loudly for the deprived, fought for the needy, and healed the wounds of the poor. He was Palestinian in heart, Arab in blood, and egalitarian in his principles. He leaves a legacy of internationalism situating the Palestinian struggle within an anti-imperialist struggle that transcends the borders of any one state.

Al-Hakeem shunned chauvinists and embraced democratic nationalist who valued unity and home-grown socialism. He rejected the blind mechanical importation of political theory, and argued that it must evolve from our particular Arab conditions. He understood the colonial nature of Zionism as an agent of imperial dominance while also recognizing that it is served by functionaries and servants from within the Arab rank. He was an ardent advocate of the inseparable duality between national liberation and social equality.

Unlike others, Al-Hakeem never saluted a Zionist, never "negotiated" under the Israeli flag, never traded kisses with our people's killers, never knelt before a king, and never stretched a hand in beggary. He remained true to his belief, never oscillating from one political camp to the next in search of a seat of power. Abu Maysa lived and died never distinguishing along religious lines. He was deeply entrenched in the cumulative totality of our Arab history from the Gulf to the Ocean. And while the wretched of our people searched for meager pieces of bread and drops of clean water throughout the Gaza Strip and the camps of exile, he did not reside in a palace, nor did he enjoy pay-offs of treason.


Ironically, the passing of this exemplary unifying pan-Arabist legend comes at a time when our people in Gaza are tearing down fences to join hands with the Egyptian Arab people across imposed colonial divides. How sad it is to loose George Habash at a time when true leadership is scarce and despots are many. How painful it is to loose such a visionary at a time when our people appear to be led by local agents of Empire. How devastating it is to loose an icon of integrity and pride, when Arab pride is trampled every day, particularly by its presumed custodians. And how untimely his loss is when the need to enhance the democratic pan-Arab nationalist alternative is an existential necessity in today's era of right wing ascendancy.

With the loss of this refugee from the town of Lid, we are all painfully so much less, yet due to his life and legacy we are all so much more.

How easy it is to pretend to be a revolutionary during times of luxury, and how almost impossible it is to live and die as one during impossible times. Such is painstakingly achieved only by the select few, of whom El Hakeem is undoubtedly unmatched.

Farewell Abu Maysa!
The struggle continues...

The Free Palestine Alliance
January 26, 2008

البنية التحتية للحصار - اربعة اتفاقيات وثلاثون دولة لخنق المعبر

بقلم : محمد سيف الدولة


معبر رفح هو واحد من خمسة معابر سمحت بها سلطات الاحتلال لقطاع غزة وهو المعبر الوحيد بين غزة ومصر والذى يعتبر من الناحية الشكلية فقط خاضعا للسلطات الفلسطينية والمصرية ، حيث ان هناك معبرا آخر بين غزة ومصر يخضع لسلطات الاحتلال هو معبر كرم ابو سالم ( كيريم شالوم )

ويتحكم فى تنظيم الحركة بالمعبر عدد من الاطراف وعدد من الاتفاقيات والاغرب من ذلك عدد من المعدات.
اما عن الاطراف فهي "اسرائيل" والسلطة الفلسطينية والولايات المتحدة والحكومة المصرية والاتحاد الاوروبى بدوله السبع والعشرين

اما الاتفاقيات فهى :
· اتفاقية المعابر الاسرائيلية الفلسطينية الموقعة فى 15 نوفمبر 2005
· اتفاق اسرائيلى اوروبى فلسطينى لمراقبة المعبر
· الاتفاق المصرى الاسرائيلى الموقع فى اول اغسطس 2005ومعروف باسم اتفاق فيلادلفى
· اتفاقية السلام بين مصر واسرائيل الموقعة فى 29 مارس 1979

اما عن المعدات المتحكمة فى المعبر فهى عبارة عن عدد من الكاميرات واجهزة الفحص للاشخاص والسيارات والبضائع التى فرضتها اسرائيل لمراقبة المعبر ونصت عليها بالتفصيل فى الاتفاقيات .
وهذه الاشياء او الاجهزة تتحكم احيانا فى فتح او اغلاق المعبر لان وجودها شرط اساسى لاستخدام المعبر طبقا للاتفاقيات ولذلك فان اسرائيل عندما تريد اغلاقه فانها اما ان تمنع المراقبين الاوروبيين من الذهاب الى عملهم هناك بحجج امنية ، او تسطو على الاجهزة وتاخذها الى مواقعها بعيدا عن المعبر فيغلق تطبيقا للاتفاق
اذ لا عبور بدون مراقبين
و لا عبور بدون اجهزة مراقبة

وهذه هى باختصار اللعبة التى تتم منذ اكثر من عامين والتى تمكنت بها اسرائيل من اغلاق المعبر على الدوام ما عدا اياما معدودات

وبعض التفصيل قد يفيد :

اولا ــ الاتفاق الفلسطينى الاسرائيلى الموقع فى 15 نوفمبر 2005 وهو ما يسمى باتفاقية المعابر ولقد ورد فى بنوده القيود الاتية :

· اخضاع المعبر للرقابة الاسرائيلية لحظة بلحظة من خلال بث مباشر من كاميرات الفيديو المنتشرة هناك مع ربط اجهزة كومبيوتر المعبر بالشبكة الاسرائيلية
· اخضاع المعبر وممثلى السلطة الفلسطينية لمراقبة طرف ثالث تم الاتفاق على انه الاتحاد الاوروبى
· اخضاع المعبر للمراقبة الامريكية من خلال المنسق الامنى الامريكى بين السلطة وبين اسرائيل .
· وبصدد المراقبة الامريكية فانه قد يكون من المهم هنا التذكير بنص ما جاء فى رسالة التطمينات المرسلة من جورج بوش الى شارون بشان خطة الانسحاب من غزة وذلك فى 14/4/2004 اذا جاء فيها : " سوف تحتفظ إسرائيل بحقها في الدفاع عن نفسها في مواجهة الإرهاب، بما في ذلك القيام بأعمال ضد المنظمات الإرهابية. سوف تقود الولايات المتحدة الجهود، وستعمل مع الأردن ومصر وآخرين في المجتمع الدولي لبناء قدرات وإرادة المؤسسات الفلسطينية على مكافحة الإرهاب، وتفكيك المنظمات الإرهابية، ومنع أن تُشكّل المناطق التي انسحبت منها إسرائيل خطراً يجب معالجته بأية طريقة أخرى."
· حظر مرور الاشخاص من غير حاملى الهوية الفلسطينية ، المسجلون بالسجلات الاسرائيلية والتى لايجوز تحديثها الا بالاتفاق معها . وهو ما يعنى حرمان قطاعات كبيرة من فلسطينيي الخارج و كذلك عرب 1948 . ويعنى بالطبع تحريم دخول المصريين ومواطنى الدول العربية الاخرى وآخرين .
· يستثنى من هذا الحظر فئات حددت حصريا هى الدبلوماسيون والمستثمرون الاجانب والممثلون الاجانب لمنظمات دولية معترف بها وبعض الحالات الانسانية ولكن هذا الاستثناء بدوره يخضع لقيد اضافى هو ضرورة اخطار الحكومة الاسرائيلية ببيانات هؤلاء قبل 48 ساعة من العبور فان رفضت يفوض ممثلو الاتحاد الاوروبى لاتخاذ قرار السماح او المنع .
· حق الاتحاد الاوروبى فى منع سفر اى شخص ومنع عبور اى حقيبة او سيارة او بضاعة
· حق اسرائيل فى ابداء رفضها عبور اى شخص تشتبه فيه فاذا لم تستجب السلطة الفلسطينية يفوض الاتحاد الاوروبى
· ضرورة التنسيق الامنى الرباعى بين اسرائيل والسلطة وامريكا ومصر
· ضرورة تزويد اسرائيل بقائمة اسماء العاملين بالمعبر
· ضرورة ان تاخذ هواجس اسرائيل تجاه الاشخاص والبضائع فى الاعتبار
· حق اسرائيل فى الحصول على اكبر قدر من التعاون والمعلومات من السلطة
· التهديد بتجميد هذا الاتفاق فى اى وقت يقدم فيه الاتحاد الاوروبى تقييما سلبيا لاداء السلطة فى المعبر
· قيود على الواردات اذ نص الاتفاق على ان يستخدم المعبر فى التصدير فقط ، اما الواردات فعن طريق معبر كفر ابو سالم الاسرائيلى
· قيود على عدد الشاحنات العابرة
· تحديد عدد الحقائب المسموح بعبورها مع كل مسافر مع وضع سياسة خاصة لحقائب متعددى السفر
· و يحظر على السلطة الفلسطينية الاتفاق مع مصر على ما يخالف هذه الاتفاقية اذ جاء فيها ما ينص على خضوع تشغيل المعبر من الجانب المصرى لهذا الاتفاق

الخلاصة هو ان ان اسرائيل فى هذه الاتفاقية قد بذرت عشرات النصوص والصياغات والاشتراطات والعقبات والقيود التى تمكنها من اغلاق المعبر فى اى وقت تشاء وتحت حماية ومباركة الشرعية الدولية . فهى اتفاقية لاغلاق المعبر وليس لتشغيله .

ثانيا ــ الاتفاق مع الاتحاد الاوروبى : وهو اتفاق لاحق للاتفاقية السابقة ومترتب عليها ومطبقا لاحكامها و ما يهمنا الاشارة اليه هنا هو :

· الاتفاق هو تفويض اسرائيلى للاتحاد الاوروبى بان تتولى بعثة من الاتحاد ، عدد ها فى حدود 70 فردا ، نيابة عنها مهام المراقبة النشطة والتحقق والتقييم لاداء السلطة الفلسطينية فيما يتعلق بتطبيق المبادىء المتفق عليها لمعبر رفح ، اى انهم بمثابة العيون الاسرائيلية على السلطة الفلسطينية ليس اكثر وليس اقل
· وفى سبيل ذلك عليهم ان يضمنوا عدم تعطيل كاميرات المراقبة وانظمة ومعدات الكومبيوتر المركبة فى معبر رفح
· وعليهم التاكد من استمرار بث المعلومات التى تجمعها هذه المعدات الى الجانب الاسرائيلى
· وعليم التعامل الملائم مع المسافرين الذين ينتهكون القوانين والانظمة
· كما ان لهم كما تقدم صلاحية منع عبور اى شخص و اى شىء
· وللبعثة التشاور مع الاطراف من اجل ضمان الامن الشخصى لافرادها . ومن هذه النقطة تحديدا منعت اسرائيل البعثة من ممارسة اعمالها معظم الوقت متحججة بدواعى امنية

ثالثا ــ اتفاق فيلادلفى وهو الاتفاق المصرى الاسرائيلى حول منطقة الحدود مع غزة والذى تم توقيعه فى اول اغسطس 2005 بعد الانسحاب الاسرائيلى من غزة والذى انتقلت فيه مسئولية تامين هذه الحدود الى الحكومة المصرية . وتجدر الاشارة هنا الى الاتى :

· هذا الاتفاق هو بروتوكول عسكرى بالاساس
· وهو ملحق امنى اضيف الى اتفاقيات كامب ديفيد اى انه محكوم بمبادئها العامة واحكامها
· وهو ينص على ان تتولى قوة من حرس الحدود المصرى فى المنطقة المذكورة مهام منع العمليات الارهابية ومنع التهريب عامة و السلاح والذخيرة على وجه الخصوص وكذلك منع تسلل الافراد والقبض على المشبوهين واكتشاف الانفاق وكل ما من شانه تامين الحدود على الوجه الذى كانت تقوم به اسرائيل قبل انسحابها .
· وتتالف القوة من عدد اربعة سرايا ، تعداد افرادها 750 فردا ، ينتشرون على امتداد 14 كم هى طول الحدود المصرية مع قطاع غزة
· ويتكون تسليحها من 504 بندقية و9 بنادق قناصة و94 مسدس و67 رشاش و27 ار بى جى و31 مدرعة شرطة و44 سيارة جيب
· ولها الحق فى اربعة سفن لمراقبة الحدود البحرية
· وعدد 8 مروحيات غير مسلحة للاستكشاف الجوى
· وعدد ثلاثة رادارات برية وواحد بحرى
· ويحظر على القوة المصرية اقامة اى تحصينات او مواقع حصينة
· وتخضع القوة المصرية لمراقبة القوات متعددة الجنسية الموجود فى سيناء منذ اتفاقيات كامب ديفيد والتى تمارس مهامها تحت قيادة مدنية امريكية بنص الاتفاقية .
· وتشارك فى سلسلة من اللقاءات الدورية مع الجانب الاسرائيلى لتبادل المعلومات واجراء تقييم سنوى للاتفاق من حيث مدى نجاح الطرف المصرى فى مكافحة الارهاب
· ولا يجوز تعديل هذا الاتفاق الا بموافقة الطرفين فلكل طرف حق الفيتو على اى اجراء يتخذه الطرف الاخر
· ويخضع هذا الاتفاق كما تقدم لبنود اتفاقية المعابر الاسرائيلية الفلسطينية ، وهو ما يعنى فى احد تطبيقاته انه اذا اغلقت اسرائيل معبررفح من الجانب الفلسطينى فانه يتوجب على مصر ان تغلقه من عندها .
· ورغم ان المحللين فى مصر قد اعتبروا ان هذا الاتفاق يمثل مكسبا لمصر حيث انه يعد سابقة يمكن تكرارها لتعديل شروط التدابير الامنية الواردة فى الاتفاقية الرئيسية الموقعة عام 1979 ، الا ان الحكومة لاسرائيلية قد صرحت اثناء مناقشة هذا الاتفاق الاخير فى الكنيست ان المهمة المحددة والوحيدة للقوة المصرية هى تأمين الحدود على الوجه المنصوص عليه .

رابعا ـ اتفاقية السلام المصرية الاسرائيلية الموقعة فى مارس 1979 :

· تنص هذه الاتفاقية فى مادتها السادسة على انه " يتعهد الطرفان بعدم الدخول فى اى التزام يتعارض مع هذه المعاهدة " . وهو الامر الذى يحد من صلاحيات الادارة المصرية فى التصرف فى ازمة رفح الاخيرة او فى ازمات سابقة مماثلة على الوجه المامول شعبيا .
· وتنص فى مادتها الثالثة بان " يتعهد كل طرف بأن يكفل عدم صدور فعل من أفعال الحرب أو الأفعال العدوانية وأفعال العنف أو التهديد بها من داخل أراضيه أو بواسطة قوات خاضعة لسيطرته أو مرابطة على أراضيه ضد السكان أو المواطنين أو الممتلكات الخاصة بالطرف الآخر ، كما يتعهد كل طرف بالامتناع عن التنظيم أو التحريض أو الإثارة أو المساعدة أو الإشتراك فى فعل من أفعال الحرب أو الأفعال العدوانية أو النشاط الهدام أو أفعال العنف الموجهة ضد الطرف الآخر فى أى مكان ، كما يتعهد بأن يكفل تقديم مرتكبى مثل هذه الأفعال للمحاكمة ".
· وتنص مذكرة التفاهم الموقعة بين امريكا واسرائيل فى 25 مارس 1979 على ان " حق الولايات المتحدة في اتخاذ ما تعتبره ملائما من اجراءات في حالة حدوث انتهاك لمعاهدة السلام او تهديد بالانتهاك بما في ذلك الاجراءات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكري "
· كما تنص على : " تقدم الولايات المتحدة ما تراه لازما من مساندة لما تقوم به اسرائيل من اعمال لمواجهة مثل هذه لانتهكات خاصة اذا ما رئى آن الانتهاك يهدد امن اسرائيل "
· لذلك اكدت اسرائيل فى اتفاق فيلادلفى مع مصر انه مجرد ملحق امنى اضافى للاتفاقية الرئيسية وليس اتفاقا موازيا وذلك لتحتفظ بكل الضمانات الامريكية المذكورة عاليه

نحن اذن امام ترسانة من الاتفاقيات بين عدد من الاطراف هدفها الوحيد هو ضمان امن اسرائيل وليذهب الآخرين الى الجحيم
صحيح ان الغضب الشعبى العربى ، خاصة فى فلسطين وفى مصر قد ادى الى انفراجة لحظية فى ازمة المعبر لكن المشكلة باقية ما بقيت هذه الاتفاقيات .
ان الحل لن يتاتى فقط بمحاولات " ترقيق " قلب الحكومة المصرية او المجتمع الدولى على الفلسطينيين المساكين . وانما يكمن الحل فى هدم البنية التحتية للحصار. وفى امتداد الغضب الى اصول المسائل فهى مربط الفرس .

* * *

القاهرة فى 25 يناير 2008

الأربعاء، كانون الثاني ٣٠، ٢٠٠٨

أبو تريكه يسجل هدف التعاطف مع غزة

د . أحمد الخميسي

قام محمد أبو تريكه لاعب كرة القدم المصرية المعروف ، ونجمها اللامع أثناء مباراة مصر والسودان في دورة كأس أفريقيا برفع " فانلة " اللعب الحمراء التي كان يرتديها ليظهر للعالم كله من تحتها فانلة أخرى بيضاء مكتوب عليها بالعربية والإنجليزية " تعاطفا مع غزة " ! مستهينا بإمكانية أن يتخذ اتحاد الكرة الأفريقي قرارا بوقفه عن اللعب نظرا لمنع الشعارات السياسية خلال المباريات ، ومستهينا بإمكانية أن يخسر فريقه بخروجه من المباريات كأس أفريقيا ، ومستهينا بكل ما قد يعرضه له موقفه من غضب أو استياء رسمي . وبذلك سجل أبو تريكة أجمل أهداف حياته كلها ، لأنه الهدف الذي احتشد فيه تأييد الشعب المصري كله لنضال شعب فلسطين البطل وصمود غزة . هدف لم يسجله أبو تريكة بقدمه بل برأسه وبقلبه وباعتزازه بكرامته كمواطن مصري. إنه الهدف الذي اجتمعت فيه جنبا إلي جنب كل صفات اللاعب الماهر الفنان مع صفات المواطن الحقيقي . وأثبت " أبو تريكة " لمئات الآلاف من محبي كرة القدم الذين تابعوا المباراة أن الأمر " ليس لعبة " ، وأن تحت سطح كل ما يبدو مألوفا ، ثمة قلب آخر ، ونبض آخر ، تحت سطح لشوارع مصر الهادئة ، وتحت سطح منازلها الساكنة ، وتحت مظهر البشر الاعتيادي ، توجد قضية أخرى ، لأن الأمر " ليس لعبة " . فلا حصار الفلسطينيين ، ولا تجويعهم ، ولا كل مساعي الإبادة المستمرة يمكن أن تمر هكذا من دون أن تؤرق مصر ، ومن دون أن تثير غضبها وتعاطفها مع غزة . سجل أبو تريكة هدفا بأقدام مصر كلها، بتأييدها لحق فلسطين في التحرر ، بعدائها لإسرائيل والصهيونية ، بإدراكها أن كل حديث عن السلام هو أوهام ، وأنه لا خلاص لمصر من دون أن تتحرر من التبعية . لقد فزنا في المباراة في كل الأحوال ، وفزنا بكأس أفريقيا ، وبكئوس كل مباريات الكرة في العالم بمختلف أنواعها ، فالأمر " ليس لعبة " في نهاية المطاف .

First Interview Ever on the Net with Dr. George Habash

From the archives of the Free Arab Voice

conducted by Ibrahim Alloush

The *FREE ARAB VOICE* February 15, 1998

In this issue of the Free Arab Voice we present an exclusive interview with Dr. George Habash, the General Secretary of the Popular Front for the Liberation of Palestine (PFLP). In this interview, Dr. Habash who is otherwise known as El-Hakim, which means in Arabic the sage or the doctor, truly lives up to that name. With decades of experience behind him, and a revolutionary resume longer than the best of them, El-Hakim was immensely enjoyable to interview...and no, he hasn't retired yet!!

The topics covered include: 1) participation in the institutions of the Palestinian National Authority, 2) an evaluation of the Oslo Agreements, 3) military action by the PFLP, 4) a pointer for a future strategy linking local to Arab nationalist activism, and a few other issues.

####################################

The Interview with Dr. George Habash (El-Hakim) Interview Headlines: WE DON'T PARTICIPATE IN ANY PNA INSTITUTIONS MAKING POLICY OR NEGOTIATING WITH THE [ZIONIST] ENEMY THE DILEMMA THAT THE OSLO AGREEMENTS HAVE REACHED NOW IS THE SURE PROOF OF THE VALIDITY OF OUR PRIOR OPPOSITION TO THEM THERE ARE NO DECISIONS TO HALT THE MILITARY OPERATIONS OF THE PFLP WE HAVE JUST FINISHED PREPARING THE MAIN DOCUMENTS FOR OUR SIXTH CONVENTION CONTAINING A COMPREHENSIVE CRITICAL ANALYTICAL EVALUATION OF OUR PREVIOUS EXPERIENCE I SAY THE MOST IMPORTANT LESSON FROM OUR PREVIOUS [PALESTINIAN] EXPERIENCE IS THE NECESSITY OF LINKING LOCAL AND ARAB NATIONALIST ACTIVISM [The following interview with Dr. Habash was conducted for the Free Arab Voice (FAV) by Ibrahim Alloush.]

*FAV: There's confusion among some Palestinians who are opposed to the Oslo Agreements over the position that the Popular Front for the Liberation of Palestine (PFLP) upholds towards the Palestinian National Authority (PNA). On the one hand, the PFLP publicly denounces the Oslo Agreements on which the PNA was based. On the other hand, some Palestinian observers point out that many PFLP cadres are staff or personnel in the PNA's administrative structure, or are at least part of some of the PNA apparatuses. Is that true?

**El-Hakim: As far as working in some of the apparatuses or institutions of the PNA, we have to distinguish between the higher political institutions like the Legislative Council or the government on one hand, and the lower institutions. The crucial thing is that we don't participate in any institutions involved with making policy or negotiating with the [Zionist] enemy, since we don't acknowledge the Oslo Agreements, the legal framework of reference within which the PNA stands. As for other institutions forming a natural part of the Palestinian social infrastructure, for example those pertaining to education, health, the civilian police, the media, culture, labor, and the economy in general,
...Well, these are an indivisible part of our people's social institutions in which we've always been an active force. It would be a mistake to abandon them. Therefore our comrades and friends do what they can within them. They are institutions without which no society could function or run its affairs...

*FAV: But how do you respond to those who argue that PFLP involvement with the PNA bureaucracy stands in sharp contrast to the PFLP's opposition of the Oslo Agreements?

**El-Hakim: The position the PFLP has taken on the Oslo Agreements was not randomly chosen, but was rather based on a careful reading of them. The criterion of the rights and interests of the Palestinian people and the Arab nation is whence we began: Did those agreements serve these rights and interests or did they differ with the least of them??

In fact the Oslo Agreements were signed under the worst possible Arab, Palestinian, and international conditions for the Palestinian people. Therefore they hinged on a balance of forces tilting decisively in favor of the [Zionist] enemy. Wrong are those who believe that the outcome of negotiations is determined by ability and negotiating skill alone apart from the balance of forces! Good negotiators are the ones who know how to use the available cards to obtain the best possible conditions obtainable under the existing balance of power.

In that sense, the mediocre performance of the Palestinian negotiating team diffused away some the most powerful Palestinian cards. For example:

1) Agreeing to the containment of the Intifada (uprising), thus bowing at the onset to a clear Israeli condition.

2)Giving up the legal international framework represented by United Nations and Security Council resolutions, including those recognizing the rights of the Palestinian people; our right to self-determination, to establish an independent state with Jerusalem as capital; our right of return; not to mention the natural and inalienable right to resist and not to recognize the legitimacy of Zionist settlement.

That's why the Israeli position always rejected an active role for international agencies in the negotiations. Europe was given an observer status...

As such this international framework of legal reference was bypassed for one donned by a U.S. mediator well-known for its total bias in Israel's favor. Thus the negotiations' point of reference drops to become...what the negotiating partners agree to, taking us back once more to the balance of forces, i.e., the law of the jungle.

And as if that wasn't bad enough, the Palestinian Oslo team stooped down even farther when
it agreed to engage in secret negotiations away from any Palestinian popular or institutional oversight. Hence the influence of the Palestinian street was neutralized, and with it all the action and pressure it could've generated to countervail U.S.-Israeli pressures.

In addition to that, isolating the Palestinian issue from its natural Arab depth and milieu just made it so much easier for Zionists to impose the conditions and solutions that best befit their interest. Consequently, the current leadership of the PLO lost its: 1) Arab backing, especially from Syria and Lebanon, and 2) Palestinian backing represented by internal Palestinian unity. Then this leadership wallowed in a maze of secluded agreements with the enemy drowning deeper and deeper in ever-worsening conditions and concessions that are clearly opposed to Palestinian rights. Are we in the PFLP just saying that to accuse or out pessimism? A good
reading of the contents of these agreements reveals their truth in the way of unacceptable concessions, starting from recognizing Israel's right to exist, to amending the Palestinian National Charter, to evading the most basic components of the Palestinian cause like the right of return, to self-determination, an independent state, Jerusalem, removing settlements, or sovereignty. That's what we mean by saying that these agreements didn't bring about any solution, and didn't even result from a normal negotiating process, but rather reflected the brute imposition of the conditions of the stronger party on the weaker party. Where are then the rights of the Palestinian people, even in the minimum? The dilemma that the Oslo Agreements have reached now is the sure proof of the validity the former evaluation. Otherwise, let those who signed them explain to our people the meaning of all the disasters and tragedies taking place in our occupied land nowadays!! Is there any conflict between the aforementioned position and getting involved in institutions of different sorts that are concerned with running the daily affairs of our people? I don't think so. I hope this explanation would set straight some of those doubtful of the positions of the PFLP. *FAV: We all know that the PFLP has and still calls for the continuation of the struggle to liberate Palestine, instead of getting carried away in the current of Madrid and Oslo, or any other solutions taking away the rights of the Palestinian people. But we also notice that the PFLP military action has practically come to a complete or a near-complete halt. How can we explain that? Has the PFLP decided to quit all military operations for the time being, if El-Hakim wouldn't mind answering this question?

**El-Hakim: No, there are no such decisions to halt military action in the PFLP. There can be no such decisions as long as there's occupation of Palestinian land. The path of armed struggle is not an expression of some individual will, and neither is it merely the result of a committee's administrative decision. But armed struggle reflects the nature of the conflict, which is determined by the nature of the enemy, and the objectives of the Palestinian people.

For one thing violence and terror are two of the principle pillars upon which the Zionist ideology arises. That's why Israel goes on accumulating the elements of violence and military force including about 200 nuclear warheads, and a huge arsenal of deadlier and more obscene traditional weaponry too!

Israel goes on practicing armed terror on daily basis against the Palestinian and Lebanese people, and threatens with its arsenal the rest of the peoples of the region. Its threat extends as far as Iran and Pakistan and it continually tries to prevent these states from possessing any advanced weapons so as to guarantee for itself, with U.S. support, regional dominance and control.

In contrast to that the Palestinian people were uprooted from their land, made refugees time and again, then the ugliest of massacres were committed against them. What type of logic is that going to be which deprives them from their natural right to self-defense, or which coerces them to give up the struggle to restore their raped national rights?!

Armed struggle then is a principle pillar for any objective or comprehensive analysis of the forces which give rise to this type of confrontation, regardless of any projections or personal desires.

We hold the belief that the Zionist enemy simply will not allow our people to achieve their national objectives through diplomatic means alone. If that had been possible, there wouldn't have been a conflict to begin with. It would be contradictory to the nature of Zionism itself, and the stark reality of the settlement project which rises upon negating the very rights of the Palestinian people.

So regarding the decrease in the effectiveness of the PFLP in this arena, that shouldn't be attributed to any retreat in the PFLP's beliefs or political vision, but to difficult circumstances and the lack of financial and physical resources. This is of course in addition to the new political conditions in the territories, and all that they incurred in the way of difficulties and siege. All that just must leave its marks on the ability and effectiveness of the PFLP, but not its beliefs. For the latter are based on recognizing the comprehensiveness and historicalness of the struggle: No one can control the dynamics of that even if they wanted.

*FAV: Okay, military action aside, one may also notice that the political and organizational effectiveness of the PFLP has also decreased to a great extent in many places where the PFLP was THE main Palestinian force, as was the case for example among the Palestinians of the U.S.A in the mid to late eighties, or in some regions of the West Bank. What is the cause of these marked absences where they took place?

**El-Hakim: On this level, the PFLP is getting ready now to hold its Sixth national Convention. We have just finished preparing the main documents containing a comprehensive critical analytical evaluation of the whole of our previous experience. The basis of that evaluation has been to preserve accomplishments, learn lessons, and take recent developments into account in drawing up a new intellectual-political-organizational vision and sense of direction. We're all full of hope that the PFLP will be able to shed its crisis and rise up into the realm of better
effectiveness in order to restore the brighter image which the masses have come historically to associate with the PFLP.

*FAV: After all these decades of a long and very rich experience filled with many events first on the Arab then on the a Palestinian level, how would El-Hakim respond to those who say that maybe the time has come to re-establish the Arab Nationalist Movement, which you helped create then dissolve, or its modern equivalent today? And shouldn't that be the main lesson from the dismal failure of the solo Palestinian effort of the PLO which ended in Oslo, especially after the exodus from Beirut in 1982?

**El-Hakim: As a matter of principle, I believe in the necessity of having a unified Arab party that works to achieve Arab unity, contributes to establishing a free, progressive, and democratic Arab society, stands up to the Zionist conquest, and liberates all occupied Palestinian and Arab lands.

These are not mere desires or general imaginary wishes. They reflect the ambition of an Arab nation that has come to realize from historical experience the extent to which tragedies and disasters can be caused by the divisions tearing up our nation, depleting its wealth, and destroying its very human being.

But this belief that I have bumps in the present with many difficulties, the most important of which is perhaps the way Arab provincialism (el-Qutreyah), under the colonial divisions imposed, have developed full-fledged material, political, economic, and even cultural structures. Bypassing those differences has come to require a cumulative historical process in every sense of the word.

Similarly, as much as uniting the nation is no longer possible in one scoop, neither is founding a unified Arab political
party...

This dictates that we use the available means to evolve reality into what's required. The different Arab groups should first coordinate with each other, leading necessarily into a higher plane of interaction and communication. This comes not as some kind of sentimental yearning, but because the challenges confronting the Arab human being in every Arab state necessarily intersect and intertwine: It has become impossible to tackle these challenges with a narrow provincial mentality whether these were political, economic, cultural, or social.

Moreover the imperialist-Zionist plan against the Arab nation operates in a coordinated and unified manner. That must imply that we confront it likewise with a higher degree of unity with each other.

Here we should take note of the continuous attempts by the U.S. and Israel to foster the elements of division and fragmentation in the land, people, and culture of the Arab nation.

This certainly doesn't contradict with the need of every Arab group to exert itself separately on the local level, but within a strategy that marks the close connection between its own backyard and the general Arab nationalist aspect. I say this is the most important lesson from the previous experience: the necessity of linking Arab nationalist and local activism.

*FAV: And what about the PLO then? **El-Hakim: It is within this context that I view the PLO. It should also evolve out of the narrow organizational perspective which has justified hegemony and the rule of the individual within its ranks so far. The PLO's role and function should be handed on so it may express the genuine unity of the Palestinian people on democratic basis. PLO institutions should supervise all its executive agencies, and should preserve the
organization as a higher Palestinian national framework of reference whose task is the defense of the interests and rights of the Palestinian people.

* On the behalf of all concerned parties among the Internet audience, the Free Arab Voice extends a warm cyber thanks to El-Hakim for giving us the opportunity to share his time and views.

وسقط أول الجدران ولكن إحذروا القادم من الأيام

بقلم محمد رياض

كما يشار لتاريخ سقوط القسطنطينية في 27-5- 1453م بإنه تاريخ إنتهاء العصور الوسطى في أوروبا, و كما يشار لتاريخ سقوط جدار برلين في 09-11-1989م بإنه بداية إنتهاء الحرب الباردة فإن تاريخ 22-01-2008م سيشار له بإعتباره البداية العملية للوحدة العربية و سقوط الفكر الإقليمي و الحدود المصطنعة بين بلاد العرب.

فدلالات ما حدث على شقي الحدود بين مصر و غزة أعمق بكثير مما يذهب إليه بعض السطحين بإعتباره مجرد حركة (تنفيس) أو أنه وضع إستثنائي مؤقت لا يلبث أن يزول لتعود الأمور لما كانت عليه, و ذلك لأن الإستعمار و أذنابه من الحكومات العميلة بعد أن قاموا بتشيد هذه الحدود الإسمنتية العالية على الأرض أرادوا تكريس الفكر الحدودي التجزيئي في قلوب الناس و عقولهم, بحيث تزداد قدسية و رهبة هذه الحدود مع تعاقب الإجيال فيتعسر على الناس مع مرور السنين مجرد تخيل عدم وجودها, فتكتسب بهذا شرعيتها من قدمها و أنها اصبحت عند الناس بحكم القضاء و القدر.

و لهذا فإن من اهم إنجازات يوم العبور الغزاوي العظيم إلى مصر و الذي تابعه جميع العرب على الهواء مباشرة أنه أثبت للناس ان تلك الجدران حجارة لا تضر و لا تنفع و لا تملك من أمرها شيئاًَ و لا تقدر أن تذود عن حماها, و إنما ظن الناس انها لا تزول عن جهل منهم و قصر نظر.

و لهذا و بعد ان سقط جدار الخوف و الرهبة العربي بسقوط جدار رفح فإنه سيكون لهذا اليوم ايام مشهودة تليه و سنشهد سقوط المزيد من مخلفات سايكس بيكو من الجدران الفاصلة بين بلاد العرب.

حين كنت اتابع مشهد إكتساح الحدود بين غزة و مصر من قبل الجماهير الغاضبة, عادت بي الذكرى و رجعت أعواماًَ طوالاًَ إلى الوراء و تحديداًَ في رمضان لعام 1996م حيث علقت و علق معي عشرات الألوف ممن قصدوا الأراضي الحجازية لإداء العمرة لثلاثة أيام في المنطقة الفاصلة بين الحدود الإردنية و السعودية, و مع أني لا أعرف حتى لحظات كتابة هذه السطور على وجه الدقة سبب ذلك التأخير و الذي أجبرنا على إفتراش أرض الصحراء و إلتحاف سمائها طوال هذه الأيام الثلاثة (مع اني سمعت فيما بعد من مصدر غير موثوق أن السبب يرجع إلى خلاف بين السلطات الحدودية في البلدين حول بعض الإجراءات الشكلية لإدخال الباصات) , المهم, شعرت كم كنا أغبياء حينها, فالأمر لم يكن يستأهل كل هذه المعاناه و كل ما كان علينا القيام به هو الدوس على ذلك السلك الشائك اللعين و التوجه( بباصاتنا) نحو بيت الله الحرام, و لم لا! و قد كنا نزيد عن العشرة ألاف و من يحرس المعابر من الطرفين لا يتجاوز المائة عنصر.

أما الاّن و قد تعلمنا الطريقة و شاهدنا الأسلوب و إستمتعنا بالأداء فسيصبح هذا الامر موضة بإذن الله.

غير أني أخشى على هذا الإنجاز من أهله قبل غيرهم, فالأن و قد فتح المعبر عنوة بات إغلاقه مجدداًَ جرماًَ لا يغتفر, و بما ان النظام المصري بالخمسمائة جندي الذين يسمح له بنشرهم في سيناء (كحد اقصى) غير قادر على و قف زحف مئات الألاف من البشر من و إلى المعبر حتى لو أراد منعهم, فإن من بيده القرار الفعلي لإغلاق المعبر و إعادة الأمور إلى ما كانت عليه إبان حقبة سايكس بيكو هي المقاومة الفلسطينية و حركة حماس تحديداًَ .

و لهذا يحاول النظام المصري ونظام السلطة الغير وطنية في رام الله قتل الظاهرة المذهلة بما تحملة من بذور مشروع وحدوي في مهدها و ذلك بالإيقاع بحركة حماس و بعبارة اخرى إستهبالها للإلتفاف على هذا الإنجاز الجماهيري العظيم و تجيره لصالحها, فالحكومة المصرية تريد إستعادة بعض ماء الوجه المهدور تحت اقدام الغزاويات بالعودة للسيطرة على الوضع و إغلاق الحدود و تصوير الأمر و كأن النظام قد منح الفلسطينين تعطفاًَ منه و تفضلاًَ بضعة أيام لتذوق طعم الحرية و للتزود بالسلع التموينية و قد إنقضت المهلة و عاد كل إلى بيته...(طبعاًَ لو كان الامر هكذا لقامت الشرطة المصرية بفتح بوابة المعبر و لما إحتاجت المقاومة لتفجير الجدار!!!).

و سلطة الخون في رام الله تريد عودة نفوذها إلى غزة و لا يضير أن تكون البداية في المعبر و تحت ذرائع شتى, و حماس كلما كادت أن تركن إلى هذا الطرف او أن تميل إلى ذاك سخر الله لها مصيبة ترجعها إلى رشدها.

و بإختصار, على حماس أن ترفض إغلاق المعبر مجدداًَ, فالحصار الإسرائيلي لم يرفع بعد, و إستمرارية تدفق الاشخاص و البضائع و المؤن من و إلى القطاع ضرورة حيوية لا غنى عنها, و الرأى العام المصري مع فتح المعبر, و ليبعث النظام المصري بمليون جندي (إن هو أصر على غلق المعبر) ليضبطوا مليون و نصف غزاوي جائع و متمرد إن إستطاعوا, و لن يفعل طبعاًَ, ليس لأنه محكوم بإتفاقية كامب ديفد التي لا تتيح له نشر اكثر من خمسمائة جندي في سيناء فحسب, بل لأنه ليس هنالك مليون و لا حتى ألف جندي عربي مصري مستعد لضرب أهل غزة.

أما إرجاع السلطة الفلسطينية العميلة إلى معبر رفح بعد ان أخرجوا منه أذلة مهطعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم و كل منهم يقول النجاة يا نفسي فخيانة لله و للغزاويين.

غزة تفرض معادلة جديدة

عبد الستار قاسم

صنعت غزة حدثا تاريخيا بارزا ستخلده صفحات التاريخ على أنه من ألمع ما قام به شعب فلسطين، ومن أكثر المواجهات الجماهيرية شجاعة وجرأة وإقداما. سيكتب التاريخ عن يوم الأربعاء 22/كانون ثاني/2008 بإسهاب على أنه يوم مشهود في التاريخ الفلسطيني وفي المواجهة ضد الصهاينة الغزاة، وسيسجل لجماهير شعبنا في غزة أوسمة من الإباء والتضحية دفاعا عن الحق وعن النساء والأطفال التي كادت أن تضيق بهم الأرض. وسيكتب أنه كان يوما فاصلا فتح الطريق نحو تحولات حيوية وكبيرة في معادلة الصراع ضد الغزاة الصهاينة، وفي تطور فكر المواجهة لدى الفلسطينيين والعرب.

لم أبالغ عندما كتبت قبل الحدث أن إسرائيل ستخسر الجولة إذ أن الظروف الموضوعية التي تمر بها قوى الصراع في المنطقة، والأوضاع الداخلية في غزة تشير إلى أن مسارب جديدة قد أخذت تنفتح أمام القضية الفلسطينية، وأن مآزق إسرائيل ستتسع. لم يكن اندحار إسرائيل في جنوب لبنان عام 2000 بلا تأثيرات، ولم تكن هزيمة إسرائيل عام 2006 على يد حزب الله بلا أثقال وأحمال وتبعات على مستوى المنطقة ككل. اكتسيت فصائل فلسطينية معرفة قتالية أفضل، وأصبحت أكثر قدرة على التعامل مع النشاط السياسي وحشد الجماهير، كما أن الساحة الفلسطينية، على الرغم من الخلافات الواسعة التي تجتاحها، قد أصبحت أكثر عمقا في فهم جدلية الصراع ومتطلباته، وأكثر قدرة على تطوير الوسائل والأساليب.

لم تعد فكرة حصار غزة بعد 22/1/2008 ذات جدوى كبيرة لأنها انهارت. كان الهدف من الحصار هو استعمال أحزان الناس وآلامهم علّ وعسى أن يخرج الناس ضد حماس فتنهار وتتخلى عن إدارة غزة. هناك من وقفوا ضد حماس بقوة وحملوها مسؤولية الحصار ومسؤولية تجويع الناس ونقص الأدوية ومواد الغذاء، لكن قوتهم لم تكن كافية وانهاروا أمام القوة الأخرى التي صبت غضبها على الاحتلال. لقد جربوا الحصار على مدى سنتين تقريبا وقطعوا الأموال عن الشعب الفلسطيني، وثم حاصروا غزة بعد أن أفرجوا بعض الشيء عن الضفة، وأتاهم في النهاية الخبر اليقين.

ثورة غزة على الحصار حدثت هذه المرة عندما وصل السيل الزبى، لكن الناس لن ينتظروا الزبى في المرات القادمة. المرة الأولى هي الأكثر صعوبة، وبعد ذلك يبدأ سقف الانفجار في الانخفاض. أي أن شعب غزة سينفجر مع كل مرة يشعر فيها بالضيق ولن ينتظر الظلام الدامس وإغلاق المعابر بصورة كلية. وأظن أن إسرائيل ومن يعاونها من العرب قد تعلموا الدرس، ولا بد أن يستخلصوا العبر. كان من الأجدى منذ البداية أن يعرف الجميع أن للضغط حدودا، وبعدها ينقلب على الضاغط.

تنتهي الأحزان أحيانا بنتائج حميدة، ولولا الأحزان لما كان للنتائج أن تتبلور. المعنى أنه لو لم يكن هناك حصار لبقيت فكرة الحصار عبارة عن عصا تلوح بها إسرائيل وتهدد بها الناس في غزة، أما الآن فلم يعد هناك عصا من هذا القبيل. وما دامت عصا الحصار قد تهشمت فإنه من المتوقع أن يطرأ فكر إسرائيلي وأمريكي جديد في كيفية التعامل مع فصائل المقاومة الفلسطينية. الفكر الجديد لن يكون بذات الحدية التي سادت سابقا، وسيأخذ التطورات القائمة بعين الاعتبار وعلى أنه قوة للخصم وضعف له. ستطرأ تحولات على السياسات الأمريكية والإسرائيلية، كما ستطرأ تحولات على الساحة الفلسطينية تضع قوة الشعب بعين الاعتبار وليس فقط قوة الفصائل.

لم تضع الفصائل الفلسطينية قوة الشعب بعين الاعتبار، وبعضها اعتبر الشعب مادة للبيع والشراء والتلاعب بعواطفه ومشاعره، أو حتى شراء ذممه ومواقفه. على مدى سنوات وهناك محاولات لتحويل الشعب الفلسطيني إلى مجرد "هتّيفة" يهتفون لهذا الفصيل أو ذاك، أو لهذا القائد أو ذاك، وإلى متسولين يستعطون في المحافل الدولية. الآن ظهرت قوة الشعب كما ظهرت قوته جزئيا في بدايات الانتفاضات، ولا أظن أن الفصائل أو بعضها ستغمض عيونها عن هذا الأمر وتعود إلى سابق العهد. الشعب هو القوة الحقيقية حتى لو لم يكن مسلحا، وهو الرصيد القوي والدائم في مواجهة العدوان وفي مد الأحزاب والتنظيمات بالقوة العنفوان والاستمرارية.

من المفروض أن يعيد الجميع حساباتهم، وأن يفكروا في ينبوع القوة، وكفى هروبا من التعامل العلمي مع المعطيات الموضوعية والذاتية، ومن المتغيرات التي تفرض على الأعداء موازين ومعادلات جديدة.

في ردّ على مقالة: اقتحام "حدود" غزة ومصر، وجدلية الوحدة والتحرير



مازال في بطن هذي الأرض مقاومون
يضربون بصواريخهم الجدر الصهيونية

وما زال هناك مقاومون
يعبرون وصولا إلى غزة زحفا على الثلج أمثال المناضل ابراهيم علوش وكثر مثله لا مجال لحصرهم وذكرهم هنا

ومنهم من يمشي على جمر النار
ليفك الحصار بعد الحصار

ولطالما كان هناك مقاومون من الشعوب العربية
في أصقاع الأرض
ومن ام الدنيا مصر الأبية

فلا بد وان يكون في غزة ذاتها وقلب الوطن العربي "فلسطين" مقاومون يعبرون الجدر والحدود
يوما بعد يوم

تحية الصمود وتحية المقاومة المستمرة

لمقاومي هذي الأرض رجالا ونساءا وأطفالا وشيوخا

تحية المقاومة المستمرة المتصاعدة لهم "مقاومون صابرون مصابرون" في ارجاء الأرض وسلام عليهم ورحمته ونصره وبركاته يوم ولدوا ويوم يموتون ويوم يبعثون

وطن

سلمت الأيدي التي نسفت الجدار من أساسه


سلمت يدا أؤلئك الشباب الذين وضعوا العبوات التي نسفت الجدار من أساسه ومعه نسفت الشلل العربي المخيف. أولئك الشباب هم من سيصنع النصر فهم لم ينتظروا موقفا مؤيدا من مجلس الأمن ولا الأمم المتحدة ولا مجلس وزراء خارجية الجامعة العربية لكي يجتمعوا بعد أسبوع من وفاة القضية ووفاة أمهات أطفال الجيل الجديد الذي يريدون وأدهم في المهد, أن لم يكونوا مصفقين للخونة والعملاء والرؤساء وأصحاب الفخامة والسيامة والبهامة.
تحية لكل من يأخذ على عاتقه أن لا صلح مع الذل وأن لا سلام مع الهوان والاستكانه وأن الحياة وقفة واحدة مع النفس ومع الله ومع الضمير والآمة. تحية من قلبي أثلجتني وأفرحتني بأننا لم نمت بعد كأمة وأن هنالك بعض المجانين المغامرين الذين لم يناموا ولم يقرأوا القانون الدولي بحذافيره ليعرفو من أي معبر يحق لهم الدخول والخروج. لأول مرة في التاريخ العربي المعاصر يفتح الشعب الحدود دون انتظار أوامر السيادة ولا مجالس النواب والوزراء. لأول مرة أحس العربي أن له أهلا في الجانب الآخر من الحدود الوهمية وأدرك الحكام كم هي ضعيفة نظريتهم للأمن الوطني من الأخ العربي الذي اجتاز الحدود ليشتري الخبز والاسمنت والدواء والوقود ولم يجتزه ليضع متفجرة كما يدعون. المصريون أحسوا أن الأخوة القادمون من الجانب الآخر لهم أيضا تأثير اقتصادي أفرغ مدن مصر الحدودية من البضائع في مدة يومين قصيرين. هذه الحركة الاقتصادية لم تستفد منها اسرائيل بل استفاد منها المصري العربي في الجانب الآخر من الحدود. كل هذه أمور تستحق منا ألانتباه والتنويه والفخر والاعتزاز لأن الشعب مرة أراد الحياة وكسر الطوق وهدم الجدران في عقول الناس قبل أن يهدم جدار الحجر. الحمد لله وشكرا من القلب لهؤلاء الأبطال الذين نسفوا الحدود.

محمد شهاب
لائحة القوميّ العربيّ


اقتحام "حدود" غزة ومصر، وجدلية الوحدة والتحرير

د. إبراهيم علوش

إن المبادرة التي قامت بها قوى المقاومة الفلسطينية في غزة بنسف الحدود بين مصر وغزة، وقيام عشرات الآلاف من أهلنا في غزة بالدخول إلى مصر، وضعت الكيان الصهيوني والولايات المتحدة والأنظمة العربية المتحالفة معهما في مأزق سياسي حقيقي.

وهذه الخطوة بتدمير الحدود الوهمية بين العرب تتجاوز في أهميتها ما يجري في غزة، بل تشكل سابقة لكل الحدود بين الأقطار العربية، ولذلك تستحق غزة أكبر تحية على سبق الريادة في خطوتها الوحدوية في خضم القيام بخطوة تحررية من الحصار الصهيوني، مظهرةً بذلك أن الوحدة والتحرير صنوان، وأن العلاقة بينهما لا تنفصم.

هذه المبادرة الرائعة التي تتعرض الآن لتآمر غير محدود، ودعوات من السلطة الفلسطينية وأمريكا "لكي تستعيد مصر سيطرتها على حدودها"، تظهر أن الحدود بين الدول العربية هي أهم ظهير لوجود العدو الصهيوني، وأن التجزئة والاحتلال صنوان، وأن العلاقة بينهما لا تنفصم، تماماً وبنفس النسبة كما الوحدة والتحرير صنوان.

لقد كانت خطوة تدمير المعبر واجتياحه شعبياً خطوة وحدوية جذرية من الطراز الرفيع، وكانت خطوة عملية واحدة أفضل بالفعل من دزينة من البرامج، خطوة رائعة أثبتت مدى تهافت الحدود القطرية، ولا شك بأن مشاعر الشارع المصري الوحدوية التحررية كانت العامل الأساسي والأهم الذي فرض على النظام المصري أن لا يتعامل بشكل دموي أحمق مع اقتحام معبر رفح، وكل "الحدود" بين مصر وغزة، من قبل تحالف المقاومة والجماهير.

ولا بد من التنويه هنا أن عدم قيام النظام المصري بخطوة دموية حمقاء يجري توظيفه سياسياً الآن بقوة باتجاه: 1) تعزيز دور النظام المصري في غزة، 2) فرض شروط رسمية عربية في العلاقة بين العدو الصهيوني والمقاومة الفلسطينية، و3) فرض شروط رسمية عربية في العلاقة بين حماس وجماعة التنسيق الأمني والسياسي مع العدو الصهيوني.

وهو ما يحتاج إلى قدر كبير من التيقظ والتماسك، كما يتطلب الحفاظ على ما تم تحقيقه وتعزيزه من خلال تصعيد التحركات الجماهيرية الداعية لرفع الحصار عن غزة بلا قيد أو شرط، كي لا يتحول ما جرى إلى مجرد "عملية تنفيس" كما طالب نبيل شعث على الجزيرة مثلاً.

وما جرى لا يعفي الشارع العربي من ضرورة التحرك على الأرض، بل يقدم قدوةً ونموذجاً للتحرك الشعبي العربي المطلوب على الأرض، وهو بالضرورة تحرك جذري جماهيري مقاوم لا يراعي الخطوط الحمراء، وبالأخص، لا يراعي "الحدود" بين الدول العربية.

وأود في هذا السياق أن أؤكد أن الأحداث أثبتت صحة الموقف الذي تبنته لائحة القومي العربي في 23/7/2007 في بيانها المتعلق بمعبر رفح، وبالأخص أود التذكير بالفقرة التالية في ذلك البيان:

وبمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو المجيدة، نؤكد على حق هؤلاء جميعا بحرية العبور والتنقل بين جناحي الأمة, غير آبهين بالحدود المصطنعة التي صنعتها القوى الاستعمارية, كما أننا ندين الصمت الدولي والعربي المعيب إزاء هذه المأساة, ونطالب فصائل المقاومة بأخذ زمام المبادرة بجدية أكبر في مساعدة وفك أسر هؤلاء جميعا حتى بالقوة لو اقتضى الأمر، وهي مسؤولية فصائل المقاومة في النهاية أن تتصدى لهذه المأساة دون تقديم تنازلات سياسية مبدئية.

وتجدون البيان على الرابط التالي:

http://www.freearabvoice.org/arabi/anba_u/7awlM2satAlafAl3alkeenfeeRafa7.htm

من جهة أخرى، أود أن ألفت النظر أيضاً لمقالة بعنوان" حق المقاومة المشروع باقتحام معبر رفح بالقوة"، كتبت في نفس الفترة، وقد جاء فيها في سياق الدعوة لفتح المعبر بالقوة:

والمدنيون لن يتعرضوا لأذى انشاءلله، إذا أغرقت المقاومة المعبر بقوى كبيرة في هجمة تكتيكية مباغتة، قد تكون خسائر المدنيين فيها أقل بكثير من موتهم البطيء على المعابر من الجوع والمرض

وتجدون تلك المقالة على الرابط التالي:

http://www.freearabvoice.org/arabi/maqalat/7akALMoakwmehAlMashroo3.htm

لقد كان تاريخ 22/1/2008 يوماً رائعاً بالفعل في تاريخ الأمة العربية، لا فلسطين فحسب، وهو يومٌ يشهد بأن اقتحام "الحدود" بالقوة هو الطريق الوحيد أمام الأمة العربية للخروج من الحصار المرئي وغير المرئي الذي تعانيه.

الآن تعالوا نتخيل كيف يمكن أن ينقلب الوضع العربي لو تحركت الجماهير بنفس هذه القوة في عدة ساحات عربية رئيسية في آنٍ معاً!!! بنفس الاحتقار للخطوط الحمراء، وبذات النفس الجذري والوحدوي!!

وهذا ليس مجرد خيال، فإن ذلك اليوم ليس ببعيد...

شكرا لمراسلي الجزيرة وائل الدحدوح وسمير عمر


بسم الله الرحمن الرحيم

استوقفني التقرير التلفزيوني الذي شاهدته امس على قناة الجزيرة الفضائية , وهو التقرير الذي تحدث عن عبور الفلسطينيين لمصر .. عندما شاهدت اول التقرير اعتقدت انه تقرير عادي لكن عندما شاهدت خاتمته ... إكتشفت انه اقوى ضربة صحفية تمكن الاعلام من فعلها , واجمل ما وصل اليه الاعلام في هذا الزمن البائس والذي كسر فيه الرتابة التي اعتمدتها المدارس الصحفية المختلفة .... لقاء فلسطيني مصري لمراسلي الجزيرة بعد تحطيم القيود ( الحدود ) وتكاتف الاكف لتكون يدا عربية واحدة ...

حيث اختتم مراسل الجزيرة في غزة وائل الدحدوح تقرير عبور الفلسطينيين لمصر امس بالكلمات التالية : ( ولو مؤقتا تحطمت نظرية الحدود التي زرعها المستعمر بين الشعوب , فعبر الفلسطينيون الحدود ) ... وبعد مصافحة تهز النفوس وتداعب القلوب رد عليه مراسل الجزيرة في مصر سمير عمر ( فاستقبلهم اشقائهم المصريون في مشهد يؤكد ان المواطنين على جانبي الحدود لا تعنيهم حسابات السياسة وان ارادة الحياة اقوى من سياسة الاحتلال والحصار والتجويع ) .
اللقاء الذي جمع الرجلين على الحدود الفلسطينية المصرية كان لقاءً تاريخيا ومؤثرا .. شهدنا فيه تحطم هذه الحدود المصطنعة , والتكاتف وعمق الأثر الذي قد يتركه الاحتلال في نفوسنا كفلسطينيين وكعرب .. لا بل كاخوة ... تحية لكما وائل الدحدوح وسمير عمر .. سيبقى تقريركما هذا خالدا في اذهاننا لانكما بينتما كم من المؤلم ان تلتقي اخوك رغم الحصار والدمار والاحتلال ... وعسى ان نلتقي جميعا كعرب في وطن عربي واحد لا تمزق اشلائه قيود صنعها الغاصب المحتل ...

ريمون رباح
عضو لائحة القوميّ العربيّ


قراءة في صورة العجز العربي أمام عنفوان غزة

"اسرائيل" الجنون قبل الهزيمة

محمد لافي "الجبريني"


الحصار لغزة الذي تواصل تصعيديا بقطع امدادات الوقود، الغذاء والدواء عن القطاع لفت النظر بعد ايام من الحراك الشعبي الى حالة الوضع العربي مرة اخرى، والى السياسة المتبعة من قبل النظام الرسمي العربي لتجاوز مثل حالات الاحراج هذه، عبر وسائل كلاسيكية يتم استخدامها بنجاح كل مرة تعيد المزاج الشعبي الى ماكان عليه- الاهتمام بنمط العيش، الخدمات والمشاكل الفردية الداخلية!

وا معتصماه.. ممنوع من الصرف

فبعد تأخر اي تصريح رسمي -يتوقع منه طبيعيا الاستنكار على الاقل، بدا واضحا ان ما يشغل القيادات العربية أمر أهم مما يحدث ويمكن ان يصل اليه في فلسطين وغزة تحديدا، التي تسير النظام فيها حكومة غير مرحب بها عربيا ودوليا، بسبب ما يقال عن كونها جاءت بعد انقلاب على "شرعية" السلطة في رام الله المرحب بها دوليا وعربيا وفق ما بات يسمى "الشرعية الدولية"، بعد أن استحوذ على اهتمامها تصاعد وتيرة الصراع في لبنان بين الاياد الدولية المنقسمة بتأثرها بين الولايات الامريكية، وبين ايران، وثالثة اتخذت الحياد مصحوبا بالقلق مما قد يؤل اليه النفوذ هناك، لتجد دول ما يسمى بالاعتدال العربي –التعريف الامريكي للدول الموالية لها- في دعوات عقد قمة عربية طارئة المنفذ لها لإعتماد اعلى درجات الحلول في مثل هذه الحالات لمواكبة المزاج الشعبي، ليس لنصرة غزة كما يفترض، بل لسحب البساط من تحت دمشق التي ستستضيف القمة العربية العادية المفترض عقدها في آذار القادم، وهو ما سيجعل عقد القمة في موعدها مستبعدا.
أما لماذا نفترض ان القمة الطارئة وان اتخذت من غزة عنوانا فهي ليست عمليا لنصرتها، فهذا لأن موعد تلك القمة الطارئة سيكون نهاية شباط، اي بعد أكثر من شهر على التصعيد في الحصار، والذي بات يعني ان انقضاء كل ساعة فيه تعني رحيل شهيد آخر اما بسبب افتقاد الدواء او لأي علة يكون سببها الحصار وانقطاع المواد الاساسية. علاوة على أن الوضع الاقتصادي العربي والمرتبط سواده الاعظم بالدولار الامريكي والبورصة الامريكية بأنواعها، يعاني ترديا بسبب ما أمست عليه الاحوال الراكدة امريكيا، خاصة مع محاولات الدول البترولية تخفيض سعر برميل البترول الذي أثر عكسيا بالدولار، وكلها عوامل تجد فيها تلك الدول استراتيجيا ذات اولوية، لا يمكن التغاضي عنها، بعد أن أكد أهدافها بوش في زيارته الاخيرة للمنطقة وهي التي تضع على المحك ضمنيا استقرار تلك الدول التي تعتقد أن ثباتها مرهون بإبتسامة بوش.

وعود عاصفة

بالمقابل كان هناك طرف عربي اساسي لا يمكن اغفاله، فرض بصمته على ما تتعرض له وسيصل اليه القطاع الفلسطيني، فقد شكل الخطاب الاخير للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله زوبعة سياسية بعثرت الى حد ما بعض تفاصيل الخطط الأمريكية والصهيونية في المنطقة، وربما شكلت حاجزا ما امام المزيد من التصعيد على جبهة غزة، خاصة بعد ردود الفعل المشدوهة على الصعيد السياسي والشعبي الصهيوني، وهو ما ألقى بظلاله على حالة الترقب العام لما سيحمله التقرير الختامي للجنة فينوغراد عن حرب تموز، وما يتوقع منه ان يطيح بحكومة اولمرت، التي حاول رئيسها استباق التقرير بتصعيد تجاه غزة في محاولة لكسب تأييد المستوطنات وقطاع واسع من السياسيين وقادة الجيش، الا ان حديث نصر الله عن اشلاء جنود صهاينة هدف منها كما يرى محللون اعادة الحياة الى المسار التفاوضي، ثم تهديده الواضح والصريح للجيش الصهيوني بأنه لن يسكت على الاعتداءات المتكررة على الجنوب –وهو الذيي يحطى بمصداقية عالية لدى الجمهور الصهيوني- أعاد بلا شك حسابات القيادة الاسرائيلية لتوازن بين اولوياتها ان كانت بالاستعداد سياسيا وعسكريا لمواجهة اخرى مع الشمال، ام الاستمرار في التصعيد تجاه غزة، في حين ترى الادارة الامريكية ان وضع حلفائها في لبنان لم يعد مشجعا بعد خطاب عاشوراء، الذي تقصد حزب الله من خلاله توجيه العديد من الرسائل في اتجاهات متعددة، بدءا من التنظيم الحاشد والمنضبط، مرورا ببروز امينه العام المختفي منذ اشهور من وسط الجماهير دون خوف من الاغتيال، وليس انتهاءا بالخطاب الناري وما تبعه من ملحقات من قبل قيادات الحزب.

بيد الشيطان

فلسطينيا الحال لم يختلف كثيرا، وهو المتأثر دائما بالتباينات الدولية، والاستقطابات العربية منذ نشوء منظمة التحرير بمبادرة عربية عام 64، الا انه هذه المرة حمل مفاجئات من ناحية مستوى العدائية الداخلية بين قطبي الصراع الفلسطيني، لم تصل اليها في اشد حالات الخلاف الفلسطيني الداخلي. فلأول مرة يتحالف طرف فلسطيني ما مع سياسة الاحتلال بهذه العلنية ضد طرف فلسطيني آخر، وهو ما يشير الى حالة من انعدام التوازن الوطني، والخلل في تركيبة البناء السياسي، عبرت عنه أصوات داخل حركة فتح، بدءا من الشماتة باستشهاد ابن محمود الزهار، مرورا بتحميل حركة حماس مسؤلية الحصار وحتى الشعب الذي انتخباها، الى وصف الفلسطينيات اللائي تجاوزن بوابة رفح في مسيرتهن الثلاثاء الماضي بأقذع الصفات، وليس انتهاء بإعتبار ان "هناك مبالغة في وصف حالة الحصار في غزة واعتبار ان الاوضاع ليست بذلك السوء" وهي للمتابع ليست مجرد اصوات غوغائية تصدر هنا او هناك، بل أمسى جليا انها ضمن أجندة وسياسة مدروسة ضمن الحملة الاعلامية، النفسية والسياسية ليس على حماس وحسب بل وعلى جماهير القطاع، في تماهي غير مبرر مع أهدف العدو في ذات المجال، عبرت عنها معظم المواقع الالكترونية والجرائد وتلفزيون فلسطين التابعة لفتح.
هذه الحالة الانهزامية لسلطة رام الله لا تنفصل بطبيعة الحال عن الحالة العربية عموما، التي أخذت جرعة مضاعفة بعد زيارة بوش الاخيرة للتأكيد على مقررات انابوليس، عبر عنها بوضوح مختصر عزام الاحمد رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي قائلا في تعليقه على احداث غزة على فضائية المنار اللبنانية أن "كل شيء بيد اسرائيل حتى الهواء، وأننا –السلطة في رام الله- لا نخجل من القول اننا نتعامل مع اسرائيل، لأن ماهو غير ذلك غير منطقي" وفق ما قاله الاحمد مساء الاربعاء الماضي.

"اليسارية" الذيلية

اما على صعيد باقي المنظمات الفلسطينية خاصة تلك التي تشكل منظمة التحرير الفلسطينية خاصة ذات التوجه اليساري، فلم يطرأ اي جديد على مواقفها التي هي غدت بعد اوسلو لا تمثل رأيا جذريا مستقلا بقدر ما تكون تابعة لهذا الاتجاه او ذلك، وفصائل المنظمة اتبعت ذات البراغماتية بالانحياز الى سلطة الرئيس عباس ضد حماس، فيما اختارت البقية بما فيه جبهة القيادة العامة، الجهاد الاسلامي وحماس أخذ صفة الاحزاب المعارضة عبر تبنيها مؤتمر دمشق الذي بدأ اعماله صباح الاربعاء، والذي جاء تحت شعار الوحدة والوطنية والدولة الفلسطينية على حدود 67، في اشارة هزلية سياسيا للمعارضة الصالونية، فرغم مناداتها المستمرة بالمقاومة، الا انها تتبنى ذات السقف الذي بنيت عليه اوسلو وظهرت عليها السلطة الفلسطينية التي طالما نددت بها تلك الفصائل، فيما تروج للجماهير عدم اعترافها بالكيان الصهيوني، واستمرار المقاومة، وهي كما يرى المحلل د. ابراهيم علوش حالة لا تختلف كثيرا عن أحزاب المعارضة العربية، ما يدخلها في باب النفاق السياسي، الذي يحاول حمل اكثر من بطيخة في يد واحدة –المقاومة المسلحة حتى التحرير والاعتراف الضمني بوجود الاحتلال.

النصر ممكن ولكن..

"اسرائيليا"، كشفت المقاومة والصمود في غزة عن هشاشة الموقف الاسرائيلي، وقصر نفسه في المواجهات طويلة الامد، وما التصعيد الوحشي الذي قام به الاحتلال لخنق القطاع حتى وصل الامر لقطع كل اسباب الحياة عنه –عدى الهواء- الا دليل على فشل استراتيجية الاغتيالات والضغط السياسي وقطع الارتباط مع القطاع لإسقاط حماس ومشروع المقاومة هناك، ومن نافلة القول ان الصواريخ الفلسطينية –على عكس ما يقال عن عبثيتها- الاخذة بالتطور قد أثبتت صدارتها كسلاح استراتيجي زلزل الكيان السياسي للإحتلال وفكك فكرة التناغم الشعبي فيه بعد ما حصل في مستوطناته الجنوبية، الى الدرجة التي بات فيها وجود اولمرت مرهونا بإيجاد حل لتلك الصواريخ، مقابل عدم الضغط عليه كثيرا بعد تقرير فينوغراد المرتقب والمهدد بوضوح لولمرت، وقد راهن اولمرت على التغاضي الدولي عما سيكون في غزة، في حين يراهن على الزمن الذي سيرهق فيه الفلسطينيين لإسقاط حكومة حماس، ضمن استراتيجية لن تغفل ايضا الاغتيالات والهجمات الدموية، وهو ما أثبت فشله حتى الان، ويتوقع ان يؤدي فعليا الى رحيل اولمرت، بل وتأثير جذري في السياسة الاسرائيلية التي اثبتت مرارا انها لا تفهم الا لغة القوة، وكان أخرها حرب تموز في لبنان التي جرتها الى طاولة التفاوض لتحرير الاسرى، والتي عادت بعد خطاب نصر الله لتعطي غزة وقتا تأخذ نفسها فيه.

لقد دفعت غزة طوال سنوات الصراع العربي الصهيوني الثمن الاعلى مرارا، وهي اليوم تستمر في ذات الايديولوجيا الشعبية المقاومة التي تبنتها فطريا، وهو ما يمكن الرهان عليه، في حال واحد وهو عدم تخلي العرب عن الشعب هناك، الذين سيشكل صمودهم ورقة قوة لكافة الدول العربية أكثر مما قد تفعله عشرات الابتسامات من بوش، او خبراء الاقتصاد والسياسة الامريكيين.

www.ezza3tar.spaces.live.com

الجمعة، كانون الثاني ٢٥، ٢٠٠٨

بيان لائحة القومي العربي: تحية لاقتحام "الحدود" العربية بالقوة



Declaration by the Arab Nationalist List

A Salute to Smashing Arab "Borders" by Force

English follows Arabic

النصّ الانغليزي يتبع

الرجاء التوزيع على أوسع نطاق



تحية لاقتحام "الحدود" العربية بالقوة


إلى جماهير أمتنا العربية على امتداد رقعة هذا الوطن

إلى القوى الوطنية والقومية والإسلامية المتصادمة مع المشروع الأميركي – الصهيوني لتفتيت هذه الأمة

تحية لأهل غزة، وللمقاومة في غزة، تحية للذين علموا كل الأمة كيف تكون الخطوات الوحدوية، وكيف يكون تجاوز الخطوط الحمراء التي فرضتها الأنظمة أو الطرف الأمريكي-الصهيوني!!

تحية للجماهير المصرية التي احتضنت غزة، ولعبت دوراً لا يقل أهمية في فتح "الحدود" معها، وأثبتت أن الضغط الشعبي العربي يمكن أن يثمر نتائج سياسية مفيدة وفعالة، بدون تقديم تنازلات مبدئية!

وإننا نود أن نؤكد أننا في لائحة القومي العربي نؤيد قيام الجماهير المصرية والفلسطينية، وقوى المقاومة الفلسطينية، بفك حصار غزة بالقوة، وهي الخطوة التي دعونا إليها في بياننا حول معبر رفح في 23/7/2007.

ويهمنا أن نؤكد هنا أن الحصار المضروب على شعبنا في قطاع غزة هو قرار سياسي دولي بتواطؤ عربي رسمي بامتياز، يحاصر إرادة المقاومة والتصدي التي هزمت المشروع الصهيوني وأجبرته على الاندحار صاغرا من غزة هاشم. وفي هذا الصدد، نؤكد أيضا أن سلطة أوسلو – رام الله متورطة - بل هي شريك أساسي - في إدامة هذا الحصار، لاسيما بعد زيارة جورج بوش الأخيرة لبلادنا التي أعطت الضوء الأخضر للعدو الصهيوني وعملائه المحليين بتشديد الخناق على خيار المقاومة وملاحقة المقاومين الأبطال. ولم يتورع رئيس سلطة أوسلو عن كشف نواياه لخدمة أسياده الأجانب والمحليين مصرحا لقناة الجزيرة " ... سنبقى ندين الصواريخ العبثية ومن يطلقها." هذه الصواريخ التي اعترف الكيان الصهيوني بدقتها وخطورة ما تمثله من توازن الرعب ونقل المعركة إلى داخل مستوطناته ومغتصباته.

هذا بالضبط ما يشكل جوهر الأزمة - الصراع ما بين نهجين متصادمين لا يلتقيان ولا يتعايشان على ارض واحدة: نهج المقاومة والتصدي على طريق تحرير المغتصب من أرضنا، ونهج الأنظمة الرسمية المهادنة والمساومة على حقوقنا ومستقبل أجيالنا بحجة "الواقعية السياسية" ومنحها مزيدا من التمسك الزمني بالقرار والمقار.

جماهير غزة تطالب بتحرك جماهيري عربي متواصل لفك الحصار وأسبابه ومعاقبة مسببيه ومحاكمتهم كمجرمي حرب، وقد شكلت نساؤه بادرة قل نظيرها بفتح معبر رفح مع مصر بالقوة وهدم الجدار المصطنع كي تشكل البوصلة لنا جميعا بأن شعبنا متمسك بخيار المقاومة والتصدي والتحرير.

إن نساء غزة هاشم تستصرخ أمتها لتخلق وسائلها النضالية الملائمة لدعم خيار المقاومة وتعزيزه، وأن لا تتوقف فقط عند وسائل الدعم الإنسانية رغم أهميتها القصوى، وتطالبها التحرك علناً حتى لو أدى ذلك للاشتباك مع أدوات الأنظمة من أجهزة قمعية من اجل التواصل مع المحاصرين هناك. وجماهيرنا تعي بالفطرة أن مجهود كسر الحصار يعني بالضرورة التصادم مع خط الأنظمة المهادنة والمستسلمة. إن صراعنا ذو طابع تحرري وطني قبل أن يكون إنسانياً من اجل البقاء فقط، ومهمة إدامته هي مهمة عربية وإسلامية بامتياز.

آن الأوان لقوى المقاومة أن تعلن قطاع غزة ارضاً عربية محررة وتعبئة القوى كافة على طريق الالتزام بخط المقاومة والتصدي والتحرير، واستنباط الأطر العملية لتعزيز هذا الخيار الذي بدون حسمه ستبقى قوى المساومة تتغنى بالمفاوضات وعبثيتها وهدر طاقاتنا الجمعية. إن جل ما تتطلع إليه جماهير الأمة هو تواصل وتعزيز خيار المقاومة في الساحات العربية الملتهبة في عراق الحضارات ولبنان المقاومة وفلسطين الجهاد. وهذا يتطلب أيضا جهدا شعبيا عربيا لاحتضانه ودعمه بكافة السبل والوسائل وتعميم تجربته على كافة الساحات العربية، على غرار تجربة شعبنا العربي في مصر، والأطر الجماهيرية التي بدأ يخلقها للانخراط في إيصال وسائل الدعم للجماهير المحاصرة. وتبقى مهمة هذه الأطر التحرك لقطع العلاقات القائمة والدافئة للأنظمة العربية مع الكيان الغاصب وطرد ممثليه وأعوانه من الأرض العربية.

عاشت فلسطين حرة عربية من النهر إلى البحر

عاش النضال العربي من أجل الوحدة والتحرر

المجد للأمة ولشهدائها الخلود


لائحة القومي العربي
24/1/2008

----------------------------------



Declaration by the Arab Nationalist List



A Salute to Smashing Arab "Borders" by Force


Please distribute widely


To the masses of our Arab nation throughout the homeland.

To the patriotic, Arab nationalist, and Islamic forces battling the Zionist-American project to break up this nation.

A salute to the people of Ghazza, and to the resistance in Ghazza! A salute to those who have taught the entire nation how steps for unification are taken and how to break through the red lines imposed by the regimes or the Zio-Americans!!

A salute to the Egyptian masses who have embraced Ghazza and played a role no less important in opening the border with it; who have affirmed that Arab popular pressure can produce practical and beneficial political results without concessions of principle!

We in the Arab Nationalist List would like to reaffirm our support for the actions of the Egyptian and Palestinian masses and the forces of the Palestinian resistance to break the blockade of Ghazza by force, a step we called for in our statement on the Rafah Crossing on 23 July 2007.

It should be emphasized that the blockade imposed on our people in the Ghazza Strip is an international political decree in which official Arab regimes are prominent for their complicity. Its aim was to wall off the will to stand up and resist that has brought defeat to the Zionist project, forcing upon it a crushing retreat from the overwhelming city of Ghazza.

In this connection we also stress that the Oslo-Ramallah Authority has been complicit, indeed has been a full partner in maintaining this blockade, particularly since the latest visit of George Bush to our country which gave the green light to the Zionist enemy and its local stooges to tighten their strangle hold on the resistance option and step up the pursuit of heroic resistance fighters. The Oslo Authority President did not hesitate to reveal his intention of serving his foreign and local masters as he did when he declared to al-Jazeera satellite television “we will continue to condemn the hurtful rockets and those who fire them” – a reference to the rockets whose precision and danger were recognized by the Zionist entity, which acknowledged that they upset the balance of terror and carried the battle to inside the Zionist settlements and colonies.

This is what constitutes the essence of the crisis – the struggle between two opposed lines that do not intersect and cannot coexist on one spot: the line of standing up and resisting in order to achieve the liberation of our land from the invader, and the line followed by the official regimes of cutting deals and bargaining over our rights and our future generations on the pretext of “political realism” giving themselves a tighter chronic hold on power and decision making.

The masses of Ghazza demand continued Arab mass action to break the blockade and its causes and to try and punish those who have brought it on as war criminals. The unique initiative taken by the women of Ghazza who broke the Rafah pass to Egypt by force, destroying the wall artificially installed there must serve as a compass for all of us, indicating that our people are holding fast to the option of continuing to resist and fight for liberation.

The women of the powerful city of Ghazza call on our nation to create the appropriate means to carry on the struggle in support and reinforcement of the resistance, and not confine our efforts solely to humanitarian support, vitally important though that is, they demand that we move openly even if that should lead to clashes with the forces of the repressive agencies of the Arab regimes so as to maintain contact with those blockaded there. Our masses know instinctively that the effort to break the blockade means of necessity confrontation with the line of the sell-out, surrendering regimes. Our struggle has a national liberation character before its role as a simple, humanitarian effort to survive, and the task of protracting that struggle is an Arab and Islamic task in the first place.

The time has come for the Arab liberation forces to declare Ghazza liberated Arab territory and to mobilize all the forces to adhere to the line of resistance, defiance, and liberation. They must devise practical ways to reinforce this option which must play a decisive role if the sell-out forces are not to continue wasting our common energies while they go on with their useless negotiations. All that the masses of the nation expect is that the resistance option will continue and grow stronger in the inflamed Arab regions from Iraq, to Lebanon, and Palestine.

But this also demands Arab popular efforts to embrace that resistance struggle and to support it with all ways and means, spreading its experience throughout the whole Arab region, as our Arab people in Egypt have done by spreading the grass-roots organization that formed there to take part in the effort to bring means of support to the blockaded masses. The task of these organizations is to continue acting to cut the warm relations that exist between the Arab regimes and the colonial Zionist entity, to expel its representatives and supporters from Arab lands.

Long live Palestine, free and Arab from the Jordan River to the Mediterranean Sea!

Long live the Arab struggle for unity and liberation!

Glory to the nation and to our eternal martyrs!

The Arab Nationalist List.
24 January 2008


من لجنة الاشراف على المدوّنة الى جميع القرّاء بخصوص التّأخيرات


قرّاءنا الاعزّاء

تحيّة العروبة و بعد،

ستقوم المدوّنة بأثر رجعي بنشر ما تاخّر من اصداراتها للفترة بين 13 تشرين الثاني 2007 و 23 كانون الثاني 2008، مشيرين بأن الذي سينشر بشكل متأخّر سيظهر بتواريخ حديثة نسبيّا لا تتزامن مع الاحداث المشار اليها بالضرورة، و أن تعويض هذه الاصدارات سيحصل تدريجيّا و حسب توفّر الوقت لمديري المدوّنة.

و نعتذر لمتابعينا عن التأخيرات الناتجة عن ظروف قاهرة

- لجنة الاشراف على المدوّنة