الأربعاء، كانون الثاني ٣٠، ٢٠٠٨

سلمت الأيدي التي نسفت الجدار من أساسه


سلمت يدا أؤلئك الشباب الذين وضعوا العبوات التي نسفت الجدار من أساسه ومعه نسفت الشلل العربي المخيف. أولئك الشباب هم من سيصنع النصر فهم لم ينتظروا موقفا مؤيدا من مجلس الأمن ولا الأمم المتحدة ولا مجلس وزراء خارجية الجامعة العربية لكي يجتمعوا بعد أسبوع من وفاة القضية ووفاة أمهات أطفال الجيل الجديد الذي يريدون وأدهم في المهد, أن لم يكونوا مصفقين للخونة والعملاء والرؤساء وأصحاب الفخامة والسيامة والبهامة.
تحية لكل من يأخذ على عاتقه أن لا صلح مع الذل وأن لا سلام مع الهوان والاستكانه وأن الحياة وقفة واحدة مع النفس ومع الله ومع الضمير والآمة. تحية من قلبي أثلجتني وأفرحتني بأننا لم نمت بعد كأمة وأن هنالك بعض المجانين المغامرين الذين لم يناموا ولم يقرأوا القانون الدولي بحذافيره ليعرفو من أي معبر يحق لهم الدخول والخروج. لأول مرة في التاريخ العربي المعاصر يفتح الشعب الحدود دون انتظار أوامر السيادة ولا مجالس النواب والوزراء. لأول مرة أحس العربي أن له أهلا في الجانب الآخر من الحدود الوهمية وأدرك الحكام كم هي ضعيفة نظريتهم للأمن الوطني من الأخ العربي الذي اجتاز الحدود ليشتري الخبز والاسمنت والدواء والوقود ولم يجتزه ليضع متفجرة كما يدعون. المصريون أحسوا أن الأخوة القادمون من الجانب الآخر لهم أيضا تأثير اقتصادي أفرغ مدن مصر الحدودية من البضائع في مدة يومين قصيرين. هذه الحركة الاقتصادية لم تستفد منها اسرائيل بل استفاد منها المصري العربي في الجانب الآخر من الحدود. كل هذه أمور تستحق منا ألانتباه والتنويه والفخر والاعتزاز لأن الشعب مرة أراد الحياة وكسر الطوق وهدم الجدران في عقول الناس قبل أن يهدم جدار الحجر. الحمد لله وشكرا من القلب لهؤلاء الأبطال الذين نسفوا الحدود.

محمد شهاب
لائحة القوميّ العربيّ


ليست هناك تعليقات: