الاثنين، تشرين الثاني ٢٦، ٢٠٠٧

عن الحب ..!!

معاوية موسى

حقيقة لا ادري كيف يمكن ان يكتب عاشق ( سابق ) مثلي عن الحب ففي تجربتين سابقتين كانت القصة تنتهي نهاية تراجيدية تشبه الى حد كبير ما يحدث في الافلام .
فعندما كنت طالبا ً في الجامعة وقعت في حب فتاة كان والدها ( سيدا ً) في مذهبه ( يعني مسلم شيعي ) , لم تستمر الحالة وقتا ً طويلا ً اذ كيف لي وأنا ( معاوية ) أن أرتبط في علاقة حب مع فتاة أبوها من السادة الذين يُدفع لهم الخمس , لا أخفي عليكم أنها كانت لحظات جميلة قضيتها مع تلك الفتاة التي عشقتها حد الجنون ولكن استجابة لحالة التناقض الرئيسي واستحالة استمرار العلاقة ثم الانفصال

أما اذا بحثتم عن سر التجربة الثانية والتي أصبحت الان فاشلة أيضا ً فأعتذر لكم عن ذلك فالحديث عنها يضعني امام مأزق لا ينتهي ووجع لا أقوى على اختزاله .
لا شك ان الكتابة كانت مختصرة فلن ابيح بالكثير احتراما لقدسية وخصوصية هكذا مسائل وقضايا ولأن البوح اكثر يجرح نزقي العاطفي بل حتى ( الثوري ) , لكن اعتبر ما كتبته كان لزاما علي أن أقوله فأنا هنا ادفع ضريبة كوني كائنا ً اجتماعيا ً .
للحب عند العرب معنى أخر فمن معلقة عنترة وأمرؤ القيس حتى هذا الزمان ظل الحب يغطي المساحة الأوسع من مساحة الشعر , أن كل شعراء العربية على تفاوت , كتبوا في الحب وبعضهم كرس كل اشعاره للمرأة الى حد أن شاعرا ً عرف بمجنون ليلى وهو ما استهوى شعراء كبارا ً عالمين في العصر الحديث باستعارة التسمية فكان أول من استعارها الشاعر الفرنسي الشهير (اراغون ) الذي سمى نفسه مجنون ليزا .
أتدرون ما الذي أضطرني للكتابة عن الحب ؟
إن أحدا ً من شباب قريتي التي أعيش مات منتحرا في سبيل الحب فسماه رفاقه شهيد الحب وللأمانة فأنه لم يبقى احدا في القرية إستطاع أن يمشي في جنازة الشهيد ولم يذهب , فالجميع أحزنهم الموقف
ولم يتردد الكثير منهم حتى في البكاء , انها حادثة أدهشت وأحزنت الجميع فعاشت القرية في حزن عميق وحالة من العزاء الجماعي لم يسبق لها مثيل .
تذكرت على الفور أحدى القصص الطريفة والحزينة عن الموت في سبيل الحب , ما رواه الأصمعي الذي يقول أنه مرّ يوما بجانب حائط فوجد بيتا من الشعر قد كتب على هذا الحائط ونصه :

أيا معشر العشاق بالله خبروا
اذا حــــل عشق بالفتى ما يصنع


فكتب الأصمعي تحته :

يداري هواه ثم يكتم حبـــــه
ويسكت في باقي الامور ويخشع


وبعد يومين مر الاصمعي من جانب الجدار فوجد المحب قد كتب تحت البيتين السابقين :

فكيف يداري والهوى قاتل الفتى
وفـــــــــــي كل يوم قلبه يتقطع


فكتب له الاصمعي :

فإن هو لم يقوى على حمل همــه
فليس له عندي سوى الموت أنفع


ولما عاد الاصمعي ومر أمام الجدار وجد بيتا اخيرا من الفتى يقول :

سمعنا اطعنا ثم متنا فبلغوا
هوانا لمن قد كان للوصل يقطع

ليست هناك تعليقات: