الاثنين، تشرين الثاني ٢٦، ٢٠٠٧

غساسنة ومناذرة العصر

سميره الخطيب

لا ارى مثيلا للوضع العربي الراهن سوى مرحلة الجاهلية التي سبقت بعثة رسول الله عليه الصلاة والسلام بفترة وجيزة . الناظر الى الوضع العربي الحالي يرى كيف عاد الوجه المستعبد الى ساحة العرب : غساسنة ومناذرة على امتداد الوطن من المحيط الى الخليج : غساسنة ومناذرة في لبنان , في فلسطين , في العراق , وفي شتى مشيخات النفط في سائر اقطار جزيرة العرب يستوي فيها حكام امتداد وادي النيل وحكام المغرب العربي مع حكام بلاد الشام ونجد والحجاز, وحكام اصغر مشيخة ممن نصبوا انفسهم امراء ام سلاطين ام ملوك . فبغض النظر عما طرحوا على انفسهم من القاب تعظيم وتفخيم فإنهم ما ان يعبروا المتوسط غربا , او العراق شرقا الى حيث يعيش اولياء نعمتهم واسيادهم حتى يتحولون الى جنود انفار محتقرين في جيش الامبراطوريتين الشيطانيتين اللتين باعوا انفسهم لها مقابل ثلاثين قطعة فضة . يستوي في هذا من باع شرفه وشرف امته لكسرى او لقيصر .

لكن تحت هذه الأنقاض والدمار نارا حقيقية تضطرم على مهل , تعيد أيام معركة ذي قار الأولى حين وصل اعشى قيس (صناجة العرب ) الى مضارب تجمع القبائل التي قررت انهاء عبوديتها لكسرى بمقاتلة جيوش العجم حتى النصر أو الموت . كان قرارا انتحاريا ومتهورا بمعايير اليوم كما يعتبر حكام العرب الذين ابتليت بهم الأمة اليوم المقاومة (متهورة وانتحارية ): "الله! عايزينا نحارب امريكا ؟ ده حتى ربنا ما بيقدرش يحارب امريكا ." حسني مبارك

اعشى قيس الذي عاد لتوه من مكة بقصائد وحدوية طويلة في الفخر والحماسة والأمل حدث القبائل العربية أن المشهد على الضفة الغربية لجزيرتهم هو الأروع في تاريخ العروبة , إذ ان هناك نبيا عربيا يدعى محمدا بن عبد الله كلف وامته بحمل رسالة الإسلام الخالدة الى شتى اصقاع الأرض . من هنا كان هتاف المحاربين الأبطال في يوم ذي قار وهم يقارعون العجم وعبيدهم وتابعيهم الأنذال من القبائل العربية الذليلة:

يا محمد يا منصور

المجاهدون هذا اليوم اولى بالنصر من تجمع القبائل العربية التي هزمت فارس في يوم ذي قار . فبينما كان اولئك يهتفون لنبي جديد ودين مقبل , يجاهد هؤلاء الأبطال وقد استقر لهم الدين ووضح منذ اربعة عشر قرنا ونيف, ووضحت لهم تعاليم نبيهم العربي الذي بعث للبشرية جمعاء وبان فكره , يجاهدون وقد حمل العلم الحديث عقيدتهم ودينهم ومبادئهم عبر الأثير الى اقصى بقاع الأرض , فما احراهم بالنصر الإلهي , وما اروعهم وهم يهتفون:

يا محمد يا منصور
ويا م احلى النصر بعون الله

ليست هناك تعليقات: