الاثنين، حزيران ١٨، ٢٠٠٧

أحمد الرمحي : العربي ليس عاجزا بل هو محارب عنيد

بعد مشاركة لافتة لفيلمه `الطائرات الشراعية` بمهرجان الجزيرة
أحمد الرمحي : العربي ليس عاجزا بل هو محارب عنيد
الدستور الاردنيّة - محمود منير
17/6/2007

بعد مشاركة لافتة لفيلمه "الطائرات الشراعية" في مهرجان الجزيرة السينمائي الثالث يبحث المخرج أحمد الرمحي عن أفكار جديدة لطرحها في أفلامه الوثائقية التي يعمل عليها ، في محاولة لاعادة انتاج الكفاح الفلسطيني في جملة من الوثائقيات تبتعد في الشكل والأسلوب عما تم طرحه من قبل حيث الدعاية من جهة ، أو التشويه من جهة اخرى. ويؤكد الرمحي في حديثه لـ "الدستور" على مواصلة أعمال السينمائية مقتنعاً بتجربته السابقة التي مولها بالكامل على حسابه الشخصي نظراً لعدم رغبته في الخضوع لحسابات السوق ، كما تحدث عن قضايا اخرى تمس صناعة الفيلم الوثائقي في الحوار التالي:

ھ لماذا جسدت عملية الطائرات الشراعية في فيلمك؟.

- الفيلم يتحدث عن عملية فدائية قام بها شابان عربيان يمثلان جناحي الأمة في أواخر عام 1987 أحدهما من سوريا واسمه خالد أكر والآخر ميلود نومة من تونس ، طار البطلان بطائرتهما الشراعية البسيطة انطلاقاً من مرتفعات الجنوب اللبناني متجاوزين رادارات العدو الصهيوني ليهبطا في معسكر اسمه معسكر (جيبور) الواقع في شمال فلسطين المحتلة أي معسكر الأبطال ، وكان للعملية الوقع الكبير على (الإسرائيليين) وأثار جدلاً داخل مؤسساتهم وكان لها أيضاً على أبناء الداخل الذين أشعلوا الانتفاضة الأولى - انتفاضة الحجارة بعدها بأيام قليلة.
أردت أن أقول أن العربي ليس إنساناً عاجزاً بل هو محارب عنيد لا ييأس ولا يستكين وهو قادر على صنع المستحيل بإمكاناته البسيطة ، وهي دعوة للشباب بأن يعملوا ويجدوا ليصلوا لمبتغاهم ، وبأن فلسطين ليست للفلسطينيين وحدهم بل هي للأمة العربية والأمة الإسلامية ولا يجوز التفريط بها من قبل أي أحد أو أي تيار ، وأن واجب تحريرها فرض على العرب وليس على الفلسطينيين وحدهم.
من جهة أخرى ، هي محاولة لنفض الغبار عن أحداث مشرقة يتجنبها الإعلام أحيانا بقصد، فرأيت أن أعيد تذكير المشاهد بتلك الأيام أي أيام العمليات النوعية البطولية محكمة التخطيط التي كان يقوم بها المجاهدون والمقاومون في السابق وتأثيرها الكبير على العدو وعلى الشارع العربي.

ھ ما هي الصعوبات التي واجهتك أثناء العمل على تنفيذ فكرة الفيلم؟.
- أبرزها صعوبة البحث عن مراجع وعن معلومات أرشيفية عن الموضوع ، بسبب الإهمال الذي أصاب الأرشيف الفلسطيني ، كما ان إنتاج فيلم بمصادر وتمويل ذاتي مهمة ليست بالسهلة فذلك يتطلب السفر واستئجار المعدات باهظة الثمن في زمن يبتعد المنتجون عن مثل تلك الأعمال التي قد تسبب لهم المتاعب.

ھ ما هي رؤيتك الإخراجية ؟
- لم أستخدم الدوكيو - الدراما الذي يلجأ إليه المخرج عندما يكون الأرشيف شحيحاً ، الفيلم اتخذ أسلوب روائي حيث يروي أحدهم القصة من بدايتها إلى نهايتها ، بطريقة غير مملة يتخلل ذلك صور ولقطات أرشيفية.
واستخدمت في الفيلم بعض الأغاني التي انتشرت في أيام الانتفاضة الأولى والتي كانت تلهب الجمهور العربي كأغاني مرسيل خليفة والفنانة الرائعة جوليا بطرس ، فجمهور اليوم اشتاق لتلك الأنغام التي تتجنبها الفضائيات اليوم ربما لتواطئها أو ربما حتى لا تتهم بالتعبئة والإرهاب في زمن اختلطت فيه المفاهيم.

ھ كيف جرى استقبال الفيلم في مهرجان الجزيرة السينمائي الثالث الذي شاركت فيه؟.

- بعض المشاركين في المهرجان كان قد أخرج أفلاماً من إنتاج شركات إعلامية وفضائيات معروفة مثل وخخ والجزيرة وغيرهم ، ورغم ذلك فإنني وزملاء آخرين استطعنا منافسة تلك الوثائقيات المترفة ، أما عن الانطباعات فكانت أن الجالية العربية هناك قد جذبت بعنوان الفيلم وحضرت الفيلم وقد أبدى معظمهم استغرابهم عدم معرفتهم عن تلك العملية البطولية بالرغم من أهميتها وضخامتها.

ھ ألاّ تعتقد أن التاريخ الفلسطيني يحتاج إلى توثيق سينمائي مغاير عما هو سائد؟.

- لقد عاب الأعمال السابقة التي كانت تتلمس مثل هذه المواضيع البعد الدعائي للتنظيم فكانت العمليات تستغل أحياناً بشكل انتهازي لتعكس التنافس الأيديولوجي للفصائل ، كانت الأعمال تعكس توجهات مخرجيها.. لذا على المخرجين تناول تلك المواضيع بحيادية وتجرد ونقل التجربة على حقيقتها دون ادعاء المثالية وإخفاء الأخطاء.
وفي كثير من الأحيان ، كان العمل الوثائقي الذي يلقي الضوء على الثورة الفلسطينية يظهر مشوهاً خاصة إذا كان الإنتاج غربياً ، فكم من عملية بطولية تم تزويرها والنيل منها عن طريق قلب حقائق التاريخ ، وإظهار المقاتل الفلسطيني كمجرم بربري ، وللأسف كانت التلفزيونات العربية تتسابق لشراء وترجمة تلك الأعمال لتبثها للمشاهد العربي.
أعتقد أن علينا اليوم التركيز على العمل الوثائقي الذي يتوجه مباشرة إلى عقل المشاهد ووعيه ولا يجب ترك ساحة الوثائقي للغرب الذي قد يتلاعب بالحقائق وفق أجندته ، وسيبحث القطاع الإعلامي بنفسه عن صناع الأفلام خاصة أن ازدياد عدد الفضائيات العربية وازدياد حدة التنافس بينهم لا يتناسب مع عدد الساعات التي ينتجها العرب لذا سيزداد عطش تلك المحطات وستبحث كذلك عن من ينتج مواد لتغطية تلك الساعات.

(ملحوظة: ألاخ السيّد أحمد الرمحي هو من أعضاء لأئحة القوميّ العربيّ
- لجنة الاشراف على المدوّتة)


هناك تعليقان (٢):

غير معرف يقول...

تحية المقاومة المستمرة بثبات وإصرار

أتمنى على المناضل محمد العربي ،،الرمحي ،،،رمح الوطن الصنديد العتيد المنغرس بعناد دوما في نحرهـــم بكل ضراوة وشراسة وقوة
أن يضع بصمة رمحه التوثيقية على مدونة اللائحة واتحاف هذا التاريخ النضالي المشرف وإثراءه بوضع وصلة فيلمه المجسد للـ "العنقاء المستحيلة إلى شراعية بمعجزاتها المستحيلة إلى نسور بشرية

لست أدري مدى الإمكانية ولكني لفي شوق لمحييا شهداء قبية وسائر العمليات الفدائية

فالأرض وإنسانها لجوعى وعطاشى لمثل هذا
الصنف من التغذية وتلك الدماء الزكية

وطن

غير معرف يقول...

وجب التصحيح

المناضل

أحمد


أحمد الرمحي

أحمد العربي

أبحر بعيدا في دمي


يا أحمد العربي