الأربعاء، حزيران ٢٠، ٢٠٠٧

ردود على مقالة د. ابراهيم علّوش بخصوص الوضع في غزّة

ردّ على تعليق

أخي العزيز علي

اعتقد أن المقال واضح تماماً بالنسبة للموقف من تنازلات حماس السياسية، ناهيك عن تصريحات قادتها داخل وخارج فلسطين بالنسبة للاعتراف بمرجعية السلطة ومشروعية عباس، وبما أنك موجودٌ على اللائحة منذ مدة، فمن المؤكد أنك تعرف موقفي تماماً من النهج السياسي الذي اتبعته حماس منذ دخولها الانتخابات، ولكن أخي العزيز من المؤكد أيضاً أن الخطوة الأخيرة التي قامت بها كتائب عز الدين القسام في قطاع غزة تمثل 1) شطباً عملياً لوجود السلطة الفلسطينية في القطاع، 2) تجاوزاً لخط أحمر عربي ودولي، 3) استهدافاً مباشراً لرموز التعاون الأمني والسياسي مع العدو الصهيوني، 4) اجتثاثاً لرموز الفساد الأوسلوية. وهذه الخطوة بالتالي إنجاز عظيم جداً لا يقلل منه إلا تصريحات هنية ومشعل بالنسبة لاعترافهم بمشروعية السلطة ورئيسها ومشروعية الاتفاقات التي وقعتها مع العدو الصهيوني. ومن هنا يجب أن نتمسك بهذه الخطوة وندعو للبناء عليها، لأنها تحقق شرطاً موضوعياً باتجاه تكريس نهج المقاومة في الساحة الفلسطينية، ولو جاءت قوة غير حماس، من داخل فتح أو غيرها مثلاً، وأرادت أن تعيد لنهج المقاومة اعتباره في الساحة الفلسطينية، فإن عليها أن تتجاوز خراريف "الشرعية الفلسطينية" لسلطة لا سلطة لها وأن تسقط مقولة قدسية "الوحدة الوطنية الفلسطينية" مع العملاء وغير الوطنيين، تماماً كما فعلت كتائب القسام في غزة، وكما تفعل المقاومة العراقية مع المتعاونين مع المحتل الأمريكي، وكما تفعل أية قوة مقاومة مع المتعاونين مع المحتل. فأهمية ما قامت به كتائب القسام أهمية تاريخية، ويتجاوز الموقف السياسي لقيادة حماس إلى تكريس نهج المقاومة عملياً في التعامل مع أعدائها. وهذا الأمر علينا أن ندعمه ونعززه دون أن نمنح قيادة حماس السياسية غطاءً مطلقاً لتفعل ما تشاء بعد هذه الخطوة الرائعة، تماماً كما رأيت في المقال أدناه.

مع التحية

أخوك إبراهيم علوش


فيما يلي تعليق الأخ علي على مقالة الأخ ابراهيم علّوش المعنونة "كتائب القسام تنجز ما كان يفترض أن تنجزه كتائب الأقصى والعودة"


هل حقا ما حدث مؤخرا في غزة هو عملية تطهير لطحالب قامت بإعاقة المقاومة نهجا وممارسة وحتى إضعاف السلطة كما تقول؟ ما هذا الكلام؟ وهل "الشرعية الفلسطينية" التي تجاوزتها حماس وهي شرعية اتفاقيات اوسلو هي شرعية السلطة فقط؟ وكيف وصلت حماس الى اكتساح المجلس التشريعي وتشكيل الحكومة؟ ألم تركب وتتسلق هذه الشرعية الاشرعية؟ أما بالنسبة "للوحدة الوطنية" ماذا جرى؟ لماذا قبلت حماس بالامس أن تجلس مع هذه الطحالب وتعقد الاتفاقيات معها في مكة وفي القاهرة وربما في اماكن أخرى، هل تغيير على الطرفين شيء منذ ذلك اليوم؟ لقد بدأت حماس تقدم التنازلات منذ فترة، وكل مراقب موضوعي، يشاهد أن ما تنازلت عنه فتح خلال أربعين عاما تنازلت حماس عن معظمه في فترة اقل من سنتين. فقد عرضت حماس على اسرائيل هدنة طويلة الامد الى أكثر من عشر سنوات وهي مستعدة أن تتفاوض على دولة فلسطينية في الاراضي المحتلة عام 1967 كما وافقت على ما يسمى بمبادرة السلام العربية، وكلنا يعرف ما هو فحوى هذه المبادرة وما هو هدفها الحقيقي. الصراع لم بين فتح وحماس لم يبدأ او يحتدم الاسبوع الماضي فقط، وهو واضح للجميع انه صراع على سلطة وهمية وعلى تقاسم هذه السلطة، وما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية لم تكن سوى نتاج لهذا الصراع اخذ شكل المحاصصة. والان وبالرغم من الحسم العسكري لصالح حماس، فانها سوف تقدم المزيد من التنازلات لكي لا يتم اقصائها نهائيا عن الكعكة من قبل العالم العربي قبل امريكا واسرائيل. إذن الصراع لم يكن بين نهج المقاومة ونهج المفاوضات التصفوية، بل هو صراع داخل نهج التسويات اما المقاومة فانها ليست اكثر من ورقة لعب، ليست أكثر من قناع. لا يمكن أن تأكل الكعكة وتبقيها سالمة في الوقت نفسه. لا يمكن أن تكون ضد أوسلوا وتنعم بمخلفات أوسلو. لا يمكن أن تعرض هدنة طويلة الامد على اسرائيل وتشن حرب (تنظيف) ابادة على المتعاونين مع اسرائيل. في الحقيقة هذا الموقف غير غريب على حماس، بصفتها رضعت منذ ولادتها فكر وممارسة الاخوان المسلمين. وهنا تكمن الطامة الكبرى، ولا اريد هنا أن اتطرق الى تاريخ الاخوان على امتداد الوطن العربي. بعض الاخوة الين تكلموا عن المظاهر التي تلت هذا "الانتصار" الكبير معهم حق. انها مظاهر تشمئز لها النفوس وليست من شيم الثوار. ماذا يعني توزيع الحلوى؟ والرقص بالشوارع واطلاق النار وصرخات الله أكبر؟ هل حرروا تل ابيب؟ نعم يوجد هناك طحالب ويجب تنظيفها ولكن الطحالب تم تهريبها قبل القتال وهي تعيش آمنة هنعمة في أحد فنادق رامالله وبعض فيللاتها الفخمة. هل الطحالب هم هؤلاء الاسرى الذين اخرجوا عراة وتمت اهانتهم تماما كما فعلت اسرائيل عندما اجتاحت سجن اريحا واعتقلت المناضل احمد سعدات وآخرين؟ من بيته من زجاج لا يرمي الاحجار على بيوت الاخرين. ومن يدفع ثمن هذا الصراع الهمجي كله، اليس المواطنين البسطاء من ابناء شعبنا؟ لقد آن الاوان أن نقيم كل نضالنا وكل تاريخنا بكل جرأة وشجاعة، يجب أن نحطم الكثير من الاصنام التي ما زلنا نعبدها. لقد فقدنا البوصلة وآن الاوان أن نعمل على تصحيح مساراها، لقد آن الاوان أن ننظف الطحالب المنغرسة في عقليتنا وفكرنا وثقافتنا ومن ثم نعمل على انطلاقة ثورية جديدة.

ليست هناك تعليقات: