السبت، آب ١١، ٢٠٠٧

لقاء مع صباح الموسوي رئيس المكتب السياسي لحزب النهضة العربي الأحوازي

اجرى اللقاء هشام عودة من وكالة قدس برس:

س- بعد ما يقرب من القرن على احتلال الاحواز، كيف تنظرون الى العلاقة مع نظام طهران، وما هي خيارات الشعب العربي في الاحواز؟

ج- ان مشكلة الشعب الأحوازي ليست مع نظام بحد ذاته بقدر ما هي مع الدولة الايرانية. فجميع الانظمة التي تعاقبة على الحكم في ايران منذ اغتصاب الأحوازعام 1925 والى اليوم جميعها تنهج نهجا واحدا في تعاملها مع الشعب العربي الأحوازي وقد توافق على هذا النهج جميع الاطراف الايرانية بما فيها المعارضة بجميع ايديولوجياتها وحتى المؤسسة الدينية المتمثلة بما يسمى بالحوزة العلمية اوالمرجعية وهذا دليل على ان هذا التوافق على التعامل مع القضية والشعب الأحوازي بهذه الطريقة العنصرية نابع من رؤية دولة وليس نظام بعينه انما النظام هو المطبق لهذا المخطط او النهج الهادف الى محو الهوية العربية لشعب الأحوازي وبوتقته في الدولة والشعب الإيراني .اما حول خيارات الشعب الأحوازي فيمكن القول ان الشعب المكبل بالاغتصاب وسياسة الاضطهاد العنصري التي شملت جميع منح حياة هذا الشعب الفاقد لابسط انواع الدعم المعنوي والسياسي من قبل المجتمع الدولي عادة ما تكون خياراته محدودة إلا أن شعبنا تمكن أن يتغلب على هذا الواقع واستطاع أن يثبت للغاصب الإيراني أنه شعب حي لا يمكن أن يرضخ لارادة غاصبيه وقد عبر عن حيويته ورغبته بالتحرر والانعتاق من الاغتصاب الفارسي بعدة وسائل تارة كانت عن طريق الانتفاضات والثورات الشعبية وتارة أخرى عبر المقاومة المسلحة التي ماتزال قائمة ولوبوتيرة خفيفة الا انها موجودة وتعمل ضمن قدراتها الذاتية وفيما لوا حضيت هذه المقاومة بدعم لكانت اليوم لا تقل قوة عن باقي حركات المقاومة التي نشهدها في باقي الاجزاء المحتلة من الوطن العربي . والى جانب هذا الخيار فهناك ايضا الخيار السياسي والذي يمكن أن يتطور لاحقا ليصب بالمستوى الذي يمكن أن يرفع من مكانة القضية الأحوازية على مستوى الداخل والخارج.


* س- تتعرض ثورة الشعب العربي في الاحواز الى تعتيم اعلامي كبير، خاصة من ذوي القربى، ما هي بدائلكم لكسر هذا الحصار الاعلامي؟

ج- نعم انه لأمر مؤسف حقا أن تلاقي معانات الشعب العربي الأحوازي هذا التعتيم والتجهال الاعلامي الكبير من قبل ذوي القربى تحديدا ولكن مع ذلك فأن هذا التعتيم لم يمنع الشعب الأحوازي من محاولاته المستمرة لكسر هذا الدوقوعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الحركة الأحوازية من اجل انشاء وسائل اعلامية لكسر الدوق المفروض على قضية ومعانات الشعب الأحوازي وايصال مظلومية الأحوازيين الى العالم الا انه تبقى الحاجة للإعلام العربي والدولي قائمة ولا يمكن الاستغناء عنها ونحن نعمل بكل جهد لاقناع الوسائل الإعلامية العربية بضرورة ان تلقي الضوء على القضية الأحوازية وهذه المحاولات بدأت تأتي ثمارها ولله الحمد.


* س- تدور الان على ارض العراق المجاهد عجلة اهم ثورة عربية معاصرة، كيف يمكن لكم الافادة منها، وهل تتطلعون الى نوع من التنسيق مع المقاومة العراقية؟

ج- في الواقع أن شعاع هذه الثورة وهذه المقاومة الباسلة بدأ يضيأ سماء الأحواز حيث أن المقاومة العراقية اعطت أمل جديد ورفعت من معنويات ابناء شعبنا بعد حالة الاحباط التي عاشوها نتيجة غزو العراق واحتلا له من قبل قوى الشر العالمي وهي ذات الحالة التي عاشها الشعب العربي برمته إلا أن اشتداد عود المقاومة العربية والاسلامية في العراق خلق واقع جديد على ارض الأحواز ودفع بالعديد من الأحوازيين الى العمل و تصعيد المقاومة في وجه الاغتصاب الفارسي فالشباب الذين اشتركوا في التصدي للغزو الامريكي الصهيوني على العراق قبل احتلال بغداد وبعض الشباب الذين اشتركوا مع المقاومة العراقية عقب احتلال بغداد عادوا وشكلوا حركة مقاومة مسلحة في الأحواز وهي الآن تمارس عملها بشكل تصاعدي وقد تمكنت من توجيه ضربات قوية للمؤسسات الاقتصادية والتجارية والعسكرية الفارسية في الأحواز وقد تمكنت من خلق ازمة امنية لسلطات الاغتصاب في الأحواز بالشكل الذي لم يسبق له مثيل . و اما فيما يتعلق بموضوع التنسيق مع المقاومة العراقية الصاعدة فهذا الامر لايمكن استباعدة ابدا وان لم يكن قائما الآن فهو يسقع حتما وذلك بسبب وحدة العقيدة ووحدة المصلحة والمصير.


* س- الدور الايراني في العراق يخدم الاحتلال الاميركي، كيف تنظرون الى هذا الدور، وما الذي تريده ايران؟

ج- ايران دولة معادية للعراق منذ القدم كونها ترى فيه الجبهة والدرع القوي الذي يقف في وجه اطماعها التوسعية في الوطن العربي ولهذا عملت وما تزال تعمل على ضرب هذاالدرع وتمزيقه ليتسنى لها تحقيق اهدافها واطماعها التوسعية ومن اجل ذلك فقد تعاونت مع الشيطان ومع كل اعداء الأمة العربية والانسانية لتحقيق حلمها في تمزيق العراق وتحطيمه وسوف تستمر في غيها ونحن نأسف ان هذا التوجه التآمري لنظام الإيراني مازال غير مكشوف للبعض من اشقائنا العرب الذين يعتقدون بصدق الشعارات الكاذبة التي يرفعها النظام الإيراني والتي تتحدث عن دعم القضية الفلسطينية او دعم موقف سوريا والى ما هنالك من شعارات جوفاء . وهنا نتسائل كيف يمكن لمن يدعي انه مساند لشعب الفلسطيني لسترجاع حقه والتخلص من الاحتلال يعمل هو نفسه على احتلال اراضي عربية( الجزر الاماراتية مثالا) ويغتصب شعبا عربي ( الشعب الأحوازي) ويعين الامريكان على احتلال العراق.


* س- كيف استطعتم مقاومة سياسة التفريس، وما هي الظروف التي تعيشها الاحواز اليوم؟

ج- بالارادة والتصميم استطاع شعبنا ان يقاوم التفريس ويحافظ على عروبته بعد أن فقد سيادته على ارضه ونفسه والدافع وراء ذلك هو تمسك الأحوازيين واعتزازهم بهويتهم واصالتهم العربية . لقد واجه الشعب العربي الأحوازي ابشع انواع سياسة الاضطهاد والتمييز العنصري بدأ بسلخه عن محيطه العربي وليس انتهاء بحرمانه من حقه بالتعلم والتعليم بلغته العربية وقد اصر هذا الشعب على أن يواجه مصيره بنفس عندما فقد الدعم المؤيد لستعادة حقوقه المغتصبه وراح منكب على الحفاض على هويته من خلال التمسك بالعادات والتقاليد و احياء التراث العربي الاصيل . اما فيما يخص الظروف الحالية التي يعيشها الشعب الأحوازي فهي اكثر من سيئة بل انها في حدود المآساة حيث يعاني هذا الشعب اضافة الى حرمانه من ابسط حقوقه القومية فهو محروم بالاساس من حقوقه الانسانية حيث تفشي البطالة وفقدان الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها من الخدمات الحياتية الأخرى علاوة على ذلك تفشي ظاهرة الادمان على المخدرات حيث تنتشر المخدرات في الأحواز بشكل واسع وتباع بارخص الاثمان ناهيك عن القمع السياسي وعمليات الاعدام العلنية المستمرة ضد المناضلين الأحوازيين تحت مسمى معاقبة ( الاشرار) والى ماذلك من ارهاب واضطهاد متنوع .


* س- كيف هي العلاقة مع فصائل المقاومة الاحوازية ، وهل هناك صيغة من التنسيق بينها ؟

ج- في الواقع الحركة الأحوازية تعاني من فقرعام الامر الذي مازال يأثر على أدائها وتطورها كما انه يؤثر على علاقاتها البينية حيث لم تصل هذه العلاقة بعد الى مستوى التنسيق . كما ان التوجهات الفكرية واختلاف برامج العمل لعبت دورا في غياب اي رؤية عمل مشتركة وهذا بطبيعة الحال هو امر طارئ يمكن التغلب عليه من خلال تطور الوضع البنيوي والمعنوي لاطراف الحركة الأحوازية . علما ان هذا الأمر لا يشكل عائقا بالنسبة لنا حيث نعتقد ان الايام كفيلة بحل هذه المسألة ونحن نعمل على ان تكون كل جهودنا موجهة لتقوية البنية الداخلية لحزبنا ولحركة المقاومة بكل اشكالها في مواجهة الاغتصاب الفارسي.


* س- يحلو لبعض وسائل الاعلام الغربية الحديث عن تيار اصلاحي وتيار محافظ في ايران ، كيف تنظرون الى ما يجري في هرم السلطة الايرانية ، وكيف تتعاملون مع سياساتها ؟

ج- لاشك ان هناك اختلاف في وجهات النظر بين الشخصيات والمؤسسات التي تمثل اجنحة داخل النظام وهذا الاختلاف يقوم على كيفية التعامل مع الواقع السياسي التي فرضته الاحداث الدولية والاقليمية ولكل طرف في النظام الايراني اصبح له تفسير وتوجه معين لتتعامل مع هذه المسألة او تلك يختلف فيها مع الجناح الاخر. ومن هنا اصبحت وسائل الاعلام الغربية ولاهداف سياسية معينة تستخدم مصطلحات خاصة بها مثل تيار الاصلاحيين في حين انه ليس تيارا بقدر ماهو جناح في النظام يريد ان يدير العملية السياسية وفق نظرة جديدة تضمن مصالح النظام والدولة الايرانية على حد سواء. ولهذا رأينا ان في ظل حكم ما يسمى بالتيار الاصلاحي شهدت ايران اعتقال اكبر نسبة من الصحفييين واغلاق اكبر عدد من الصحف ووسائل الاعلام الاخرى هذا اضافة الى عمليات التصفية والاغتيالات التي طلت عدد غير قليل من الصحفيين والمثقفيين والسياسيين . كما شهدت ايران خلال السنوات الثمانية الماضية من عهد ولاية خاتمي المسمى بالاصلاحي حملة اعدامات واسعة طالت ابناء الشعوب الايرانية المطالبة بحقوقها القومية كما تم اعدام اكبر عدد من الفتيان والفتيات القاصرات من الذين هم دون سنة الثامنة عشر فاين التيار الاصلاحي الذين يتحدثون عنه. اما بالنسبة لنا فان موقفنا واضح وهو اننا حركة تحرر عربية ولسنا معارضة ايرانية لكي نتأثر بهذه الشعارات والمصطلاحات الفارغة التي هدفها التدليس واللعب بالعواطف من اجل قتل روح الثورة في نفوس الشعب وتخدير الشباب المتحمس وذلك كله تحت يافطة الاصلاحات فنحن لسنا بحاجة لاصلاحات بقدر ما نحن بحاجة الى الحرية والانعتاق من الاغتصاب واعادت الحقوق القومية الكاملة التي اخذت منها تحت قوة السلاح.

وزع اللقاء عبر لائحة القومي العربي البريدية في 19 شباط 2005
http://www.al-mohamra.nu/s_quddsp.htm


ليست هناك تعليقات: