الثلاثاء، آب ٢٨، ٢٠٠٧

سبع كلمات على هامش اللحظة الراهنة

د. إبراهيم علوش

أولاً: دولياً، من المهم أن تنتبه قوى المقاومة العربية إلى صعود نجم روسيا والصين في الساحة الدولية، وإعادة تأكيد نفوذهما ودورهما فيها، ناهيك عن التحالف الذي يعقدانه في إطار منظمة شانغهاي للتعاون، وأهمية هذا التحالف في إعادة شيء من التوازن للعالم الذي بقي أحادي القطبية أكثر مما يجب بعد انهيار دول المنظومة الاشتراكية والاتحاد السوفياتي السابق. ولننتبه هنا بالأخص لموقف روسيا المتميز من الاعتراف بقوى المقاومة في فلسطين والدعم الذي تقدمه لسوريا على سبيل المثال. فليس من الحكمة أن نثير صراعات جانبية مع روسيا والصين عندما يلعبان دوراً رئيسياً في تعديل ميزان القوى ضد الطرف الأمريكي-الصهيوني إقليمياً وعالمياً. وعلينا أن نحسب خطواتنا جيداً في هذا المجال من وجهة نظر مصلحة الأمة العربية أولاً وأخيراً، ومنها عدم وجود مصلحة للأمة العربية في تفكيك القوى الدولية المنافسة للولايات المتحدة بذريعة الدفاع عن "الأقليات"! ولا شك بأن عودة روسيا والصين إلى الحلبة الدولية ستصاحبها محاولة الولايات المتحدة العودة للعب "بالورقة الإسلامية"، كما وصفها كسينجر من قبل، لتطويق وتفكيك روسيا والصين، أي كما فعلت الولايات المتحدة بيوغوسلافيا التي كان الرئيس الشهيد صدام حسين من العرب القلائل الذين تحلوا ببعد النظر الكافي للوقوف علناً ضد قصفها وتفكيكها.

×××××××××××××××××××××××××××

وثانياً: تبقى المقاومة العربية، بالرغم من التناقضات بين فصائلها وشخصياتها أحياناً، مقاومة متكاملة الأهداف من وجهة نظر مصلحة الأمة، وعشية ذكرى انتصار المقاومة اللبنانية على العدو الصهيوني، من المستغرب أن يظهر هذا العدد من المقالات المشككة بذلك النصر، والزاعمة أنه هزيمة... العدو الصهيوني نفسه أقال رئيس الأركان دان حالوتس، وتخلص من وزير الدفاع عمير بيريتس، ولم يمدد لقائد البحرية الأميرال ديفيد بعشات بعد 37 عاماً من الخدمة، بسبب مسؤوليتهم كقيادة عسكرية عن الفشل في حرب لبنان في صيف عام 2006، فعندما يقول العدو ذلك علناً، هل يعود هناك شك بعدها لمصلحة من مال ميزان المعركة؟! ولكن إفراغ النصر من مضمونه، وتحويله إلى هزيمة، أو تحويل الهزيمة الفعلية إلى نصر شكلي، يشكل بحد ذاته جزءً من الصراع السياسي. ولذلك لم يكن من المفاجئ أيضاً أن تقوم قوى 14 آذار بتصوير نصر مرشح التيار الوطني الحر في الانتخابات الفرعية بالمتن الأعلى على أمين الجميل كهزيمة!! لماذا؟ لأن الأرثوذكس والأرمن رجحوا الكفة لمصلحة التيار الوطني الحر؟ ولكن ألا يثبت هذا أن التيار الوطني الحر أكثر تمثيلاً للمسيحيين في لبنان؟ إذن ماذا يبقى لسمير جعجع وأمين الجميل؟!

×××××××××××××××××××××××××××

وثالثاً: يوافق يوم 27/8 الذكرى السادسة لاستشهاد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو علي مصطفى الذي اغتاله العدو الصهيوني في 27/8/2001 بمروحية أباتشي أمريكية بعد عامٍ من انتخابه أميناً عاماً في المؤتمر الوطني السادس للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في تموز / يوليو عام 2000.

المهم، انضم الرفيق أبو علي مصطفى في ذلك اليوم من أيام انتفاضة الأقصى إلى قافلة القادة الفلسطينيين الشهداء، وكان بذلك أول قيادات الصف الأول الذين يستشهدون في الانتفاضة الثانية. وكان أبو علي مصطفى قد عاد إلى الضفة الغربية عام 1999 بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، بعد الحصول عبرها على عدم ممانعة صهيونية، إن كان يتعظ أولو الألباب يا أبو النوف...

×××××××××××××××××××××××××××

ورابعاً: ما زال الطرف الأمريكي-الصهيوني لا يعي كيف تتحول ذكرى القادة الشهداء في فلسطين (وغيرها) إلى طاقة ثورية لا ينضب معينها، من عز الدين القسام إلى أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي إلى فتحي الشقاقي إلى شهداء شرفاء فتح منذ كمال ناصر وكمال عدوان وأبو يوسف النجار إلى عشرات قيادات الصف الأول في فصائل المقاومة الفلسطينية من سياسيين وعسكريين ومثقفين (كغسان كنفاني). والمعذرة كل المعذرة من عشرات القادة الشهداء الذين لا يتسع المقام هنا لذكرهم، ففي حالة المقاومة الفلسطينية بالذات، ليس هناك أتفه من الدعاية الانهزامية التي تسعى لإحباط الناس بالتقول أن القادة يرسلون أولاد الناس ليموتوا بالنيابة عنهم، فهذا القول لا ينطبق على القابضين على جمر المبادئ من القادة، ولو انطبق على غيرهم، ويكفي أبو علي مصطفى شرفاً أن تديم ذكرَه الكتائبُ التي تحمل اسمه كلما أبدعت المزيد من أعمال المقاومة، خاصة إذا كانت من النوع الاستشهادي، ولا بأس من المزيد من العمليات الشهية كتلك التي قضى فيها الخنزير رحبعام زئيفي.

×××××××××××××××××××××××××××

وخامساً: من وجهة نظر مصلحة الأمة العربية، بات الحفاظ على وحدة العراق شرطاً للحفاظ على وحدة المشرق العربي، ولا يسع المرء هنا إلا أن يلاحظ بأن الانسحاب التدريجي للقوات البريطانية من جنوب العراق يشبه الانسحاب التدريجي للقوات البريطانية من فلسطين عام 1948 لمصلحة القوات الصهيونية، سوى أن المستفيد هنا هو النفوذ الإيراني في العراق.

×××××××××××××××××××××××××××

وسادساً: يبدو أن الحكام العرب اكتشفوا بأن أفضل طريقة لتلهية الشعب بما يبعده عن حقيقة احتكارهم للثروة والسلطة في المجتمع هي إشغاله بانتخابات لمجالس نيابية أو غير نيابية ليس لها فعلياً أية صلاحيات أو قدرة على اتخاذ أي قرار مصيري.

×××××××××××××××××××××××××××

وسابعاً: ماذا يفعل ابن القذافي بالضبط؟ وما هو مشروعه؟ أم أنه يغني على ليلاه فحسب؟ بجميع الأحوال، كما يحب أن يقول الليبيون: الله غالب!

ليست هناك تعليقات: