الأحد، أيلول ٠٢، ٢٠٠٧

إعـتـَـــذِرْ عـَمـَّـــا فـَعَـلـــــت

للشاعر الشاب عبد الرحمن يوسف

تعليقا على ما كتبه الشاعر الكبير محمود درويش "أنت منذ الآن غيرك" ، بعد ما سمي "باستيلاء" حماس على قطاع غزة

تسجيل مصوّر للشاعر و هو يلقي قصيدته
http://video.arahman.net/E3tazer.WMV



إعـتـَـــذِرْ عـَمـَّـــا فـَعَـلـــــت !

أُريدُ ادِّخارَ قليل ٍ منَ الجُهدِ كيْ أسْتطيعَ عُبورَ الطريقْ ...
أُريدُ اقتطاعَ مَسَاحَة َ قلبٍ
تمَكننِي بثَّ بعض ِ الموَدَّةِ نحوَ صَديقْ ...
أُريدُ الحِفاظ َعَلى قطعَةٍ منْ مَرَايا الفؤادِ
لتعْكسَ بعضَ البريقْ ...
أُريدُ الدِّفاعَ بسَطر ٍ مِنَ الشعر ِ حر ٍ
لأقهرَ عصْرَ الرَّقيقْ ...!
* * *
" أنا الآنَ أصْبحتُ غيري " تقولُ ...
تجَملُ نثرَكْ ...
و إنكَ منذ ُ عُقودٍ تحَوَّلتَ غيرَكْ !!!
فخذ ْ مِنْ قصِيدِكَ حذرَكْ ...
لأنكَ عبرَ السِّنين ِ كتبتَ مِنَ الشعر ِ
ما سوْفَ يسْقِط ُ عُذرَكْ !!!
و مِثلكَ لا يسْتفِزُّ الدَّقائقَ كيْ تسْتريحَ بمَنزِلهِ
خوْفَ موْتٍ قريبْ ...
و مِثلكَ يعرِفُ كيفَ يصوغ الحدَاءَ
ليُبْطِئَ مرَّ الزَّمان ِ فيَخلدُ حرْفُ الأديبْ ...
و مِثلكَ بالحقِّ – لا بالبلاغةِ – يهزِمُ جيشَ المغِيبْ ...!
أجبْنِي برَبكَ ...
هلْ نحنُ نسلُ الترَابِ و أنتَ سَليلُ السَّماءْ ؟
أنحنُ الشياطينُ إنْ ما غضِبْنا و أنتَ هُنا آخرُ الأنبياءْ! ؟
إذا كنتَ يوْماً عذرْتَ الذي قدْ تهوَّرَ
و هو يسِيرُ بدَرْبِ الخِيانةِ
فاعذُرْ برَبكَ منْ قدْ تهوَّرَ و هو يسِيرُ بدَرْبِ الوَفاءْ !!!
إذا كنتَ تعذُرُ كلَّ الجَرَاثيم ِ ( فهي تنفذ ُ أمرَ الإلهِ )
فاعذُرْ جهازَ المَناعةِ حِينَ يقاوِمُ هذا البلاءْ !!!
إذا كنتَ يوْماً تقمصْتَ يوسفَ
حَتى ملأتَ الحَياة َ صُرَاخاً و دَمْعاً و شكوى
منَ الإخوةِ الأقرَبينَ لما أضْمروا منْ عَدَاءْ ...
فأولى بكَ اليوْمَ تعذُرُ غيْرَكَ
و هوَ يمرُّ بنفس ِ مَضِيق ِ الشقاءْ !!!
أرَاكَ تناصِرُ إخوَة َ يوسفَ ...
تلقي أخاكَ بجبِّ البلاغةِ يا أشهرَ الشعرَاءْ !!!
وَقفتَ عَلى نقطةٍ للحِيادِ و لكنْ ...
وَقفتَ عَليْها بسِنِّ الحذاءْ !!!
* * *
أُريدُ رَصيداً مِنَ " البنج ِ"
كيْ أتمَكنَ منْ فهم ِ منطِق ِ شِعر ِ العَجائز ْ ...!
أُريدُ ابتِذَالَ القصِيدَةِ
كيْ تسْتريحَ بشِعري جميعُ المرَاكز ْ...!
أُريدُ إلهاً منَ الكذْبِ حَتى أُبرِّرَ إطلاقَ كلِّ الغرَائز ْ...!
أُريدُ اتفاقاً منَ الزَّيتِ و الماءِ ...
يُرْضِي ضميري ...
و يرْضِي لجانَ الجوائز ْ! ...!
أُريدُ عيُوناً منَ الصَّمغ ِ كيْ لا أرَى الوَاقِفِينَ
بأمر ِ(أخِي / العبدِ) عِندَ الحَوَاجز ْ...!
أُريدُ عُيوناً كعَيْنيكَ ...
ترْهبُ حَتى مُجَرَّدَ ذِكر ِ المَخارِزْ ...!
* * *
أتعرفُ طعمَ المُبيدَاتِ فوْقَ زُهور ٍمنَ اللوْز ِ
تشهرُ سِحرَ النشِيدِ الجمِيلْ ؟
أتدْرِكُ معْنى جَريمةِ تبْوير ِ حَقل ٍ
يكوِّنُ جيلاً ليصْنعَ مِنْ بعدِهِ ألفَ جيلْ ؟
أترْضى بإسْكاتِ ناي ٍ يغرِّدُ وَقتَ الأصيلْ ؟
قتلتُ أُخيَّ ؟
نعمْ ...
بعدَ أنْ كادَ يقطعُ كلَّ جذُوع ِ النخِيلْ ؟
أخي ذَاكَ بدَّدَ أثدَاءَ أمي – التي أرْضَعَتكَ و كنتَ تحِنُّ لقهْوَتها ¬– في نوادي القِمار ِ
فكيفَ أُلامُ بحَجْري عليهِ و فيهِ جميعُ العتهْ !؟
أخي ذَاكَ يقطعُ زَيتونَ بيدَر ِأهْلي
لإنشاءِ مَلعبِ (جُولفٍ) ليُلهي بهِ صُحْبتهْ ...!
أخي ذَاكَ عادَ إلى البَيتِ بعدَ سِنين ِ اغترَابٍ
بحالةِ سُكر ٍ مبين ٍ
ثرياً جَديداً رَمَى لأمَتهْ !
فمدَّ يدَيهِ إلى ثدْي ِ أُمي – و أمكَ –
في شهوَةٍ ثمَّ حِينَ اسْتغاثتْ
تجَرَّأ صَفعاً و رَكلاً عَليها ...
و حِينَ اسْتفاقَ رَأيناهُ يلعنُ أمي – و أمكَ –
إذْ أفسَدَتْ ليْلتهْ ...!
و أن! تَ ...
تلومُ عليَّ لأنيَ لمْ أحْترمْ شهوَتهْ ...!!!
لكَ اللهُ ...
خففْ طلوعكَ فوْقي كرَبٍّ يحدِّدُ كلَّ اتجاهاتِ شِعري
إذا ما انفعَلتْ ...
لكَ اللهُ ...
جففْ دُموعكَ ...
و ابكِ عَلى منْ بيوْم ٍ قتلتْ ...!
لكَ اللهُ ...
كيفَ تطالبُ بالعدْل ِ مِني ...
و أنتَ بيوْم ٍ حَكمتَ
و لسْتُ أرى منْ يقولُ : "عدَلتْ "!!!
نجَحتَ بجرْح ِ المَعَاني الجَمِيلةِ حَقاً ...
و حينَ أتيتَ لتمدَحَ ذا الجرْحَ ( وِفقَ البلاغةِ )
حَتماً فشلتْ ...!!!
فهلا اعتذَرْتَ برَبكَ عَمَّا فعَلتْ ...؟؟؟
* * *
أُريدُ تعَلمَ كيفَ يصِيرُ الخنوعُ سَليقة ْ...
أُريدُ مَجَازاً يؤَشرُ عَكسَ اتجاهِ الحَقِيقة ْ ...!
أُريدُ قضِيباً مِنَ الشعر ِأمْشِي عليهِ لِحَتفي
كمَعنى بدُون ِ القضِيبِ يضِلُّ طريقهْ !
أُريدُ مَوَائدَ خمر ٍ لأسْكرَ ...
ثمَّ أُسَطرُ – قبلَ الإفاقةِ –
بعْضَ المَدِيح ِ لأفكاريَ المُسْتفِيقة ْ !
أُريدُ أُضَمِّخُ مجدي بعِطر ِالفصِيل ِ الذَّليل ِ
و لعنة ُ رَبي عَلى كلِّ باقي الخلِيقة ْ !
* * *
أيوثقُ في الماءِ بعدَ تلوُّثهِ بالت! خابر ِ
ضدَّ إرَادَةِ سكان ِ أُغنِيةٍ شاعِرية ْ ؟
أيوثقُ بالشعر ِ – رَغمَ فنون ِالبلاغةِ –
حينَ يدَانُ بسُوءِ الطوية ْ ؟
لماذا ترَكتَ القصِيدَ وَحِيدا ؟
أتجْهلُ أنَّ القصِيدَ يموتُ بدون ِ الحَقيقةِ
مهما أجدْتَ اخترَاعَ الترَاكيبِ
حتى تلوحَ لنا مَنطِقِية ْ ؟
توَجَّعتُ عُمرَاً بضِرْس ٍ تسوَّسَ
نغصَ ليْلِي و صُبْحِي
و حينَ تخلصتُ منهُ
رَأيتكَ تصْرُخُ أني مِثالٌ عَلى الهَمَجية ْ !!!
برَبكَ – يا منْ يمَنطِقُ حَتى الجُنونَ –
أنا ...
أمْ أخي ...
باعَ هذي القضِية ْ ؟
برَبكَ – يا منْ تفحمَ منْ شِدَّةِ الضوْءِ – قلْ لي :
أنا ...
أمْ أخِي ...
سَلمَ البُندُقية ْ ؟
برَبكَ – يا منْ يوَاصِلُ حصدَ الجَوَائز ِ– قلْ لي :
أنا ...
أمْ أخي ...
قدْ تمَلكَ شيْئاً لكيْ يتمَلكهُ الشئُ
كالسَّهم ِ يمْلكُ قلبَ الرَّمِية ْ ؟
تقولُ بأني قطعتُ بسَيفيَ رَأسَ أخي ...
ثمَّ تبكي ...
و تنسى بأنَّ أخي رَأسُ حية ْ !!!
أقولُ بأني رَفضتُ (السِّيناريو) ...
و أنتَ تقولُ بأنيَ جزْءٌ مِنَ المَسْرَحِية ْ !!!
كلامكَ – يا منْ كتبت لريتا – يسَمى بشرِّ البَلية ْ !!!
* * *
أُريدُ دُموعاً منَ القار! ِ أبكي بها في ليَالي الظلامْ ...
أُريدُ رِدَاءاً منَ الصَّمتِ يسْترُ عرْيَ الكلامْ ...
أُريدُ دَوَاءاً لتشفى القصِيدَة ُ حِينَ تصابُ بدَاءِ الجذَامْ ...
أُريدُ أرَاكَ – و أنتَ الكبيرُ – تبادِلُ تِلكَ الجَمَاهيرَ
بعضَ احترَامْ ...
أُريدُ أرَاكَ بمَقهى صَغِير ٍ بيوْم ٍ لكيْ أتجاهلَ أنكَ فيهِ ...
لأنَّ عِقابكَ عِندِيَ ...
ترْكُ السَّلامْ ...!

ليست هناك تعليقات: