الخميس، أيلول ٢٧، ٢٠٠٧

تعقيب آخر على مقالة : "الاسلاميّون و القوميّون...بين الامس و اليوم


القرّاء الكرام،

نتابع معكم النقاش الذي دار في لائحة القومي العربي حول مقالة لعضو اللائحة السيّد محمّد رياض. و تجدون التعقيبات السابقة في اضافات سابقة في المدوّنة.

- لجنة الاشراف على المدوّنة

--------------

لا بد – بادئ ذي بدء- التأكيد على مجموعة نقاط هامة , حتى لا يأخذ حوارنا منحى سلبي, وحتى يكون له معنى كذلك , وهــي:

في العلاقة بين العروبة والاسلام : جرى نقاش طويل ومستفيض من قبل حول هذه النقطة المفصلية بالذات, وقد حسمت على اللائحة بعدما أدلى الكثيرون بدلوهم فيها وحولها, وانتهينا متفقين , وعلى أرضية مبدئية, أن الفصل بين العروبة والاسلام يهدف الى ضرب كليهما, وهو ما انفك أعداء الأمة يسعون اليه , عبر مشاريع التفكيك , التي تهدف الى مزيد من تجزئة المجزأ , حتى تعدم الأمة في ذاتها القدرة على النهوض . لذا فالعلاقة تكاملة ولا تقوم الى الخصومة الا حين يريد أعداء الأمة ذلك ومعهم ضيقي الأفق ممن ورثوا الحقيقة النهائية – كما يظنون- عن أسلافهم.

ومن موقع قومي , فان القول بتكاملية العلاقة, لا يحمل مجاملة لأحد , كما أنه لا يستجدي رضى أحد, بل ينطوي على فهم عميق للرابطة, ويستند على تشخيص موضوعي لها , ويتخفف في الآن عينه من أجواء الصراع التي قضمت من أوقات المتصارعين وجهودهم حينا من الدهر. وعلى ذلك , فحين نتناول الحركة الإسلامية بالنقد, فإننا لا نتناولها انطلاقا من موقف سلبي من الإسلام كدين وعقيدة, بل نتناولها على ضوء الممارسة والتطبيق بالاحتكام – طبعا- الى البرنامج الذي تتبه الحركة وتدعو له.

وبالرجوع الى الأخوان المسلمين, وقد ذكرت ياعزيزي في ردك أن " وحدوبة الاخوان يمثلها فكرهم وأدبياتهم ..", فحتى اللحظة هناك غموض يشوب العلاقة التي تربط القيادة المركزية الموحدة مع فروع الاخوان في الاقطار العربية, ففي الوقت الذي يتبنى فيه اخوان مصر موقفا مناهضا للاحتلال الامريكي في العراق , هناك من يشارك في العملية السياسية التي تجري في ظله ممن يشاطرونهم " فكرهم وأدبياتهم" , وحتى الان لم نسمع عـــُشر ما قالوه في الاحتلال يتعلق بادانة مشاركة الحزب الاسلامي العميل في العملية السياسية!! وهو ما يضع أكثر من علامة استفهام حول تناقض هذا الموقف!!وبطبيعة الحال فنحن نتكلم عن مصر , مسقط رأس الاخوان, ومهوى أفئدة أعضاءه في كل مكان, فأين الوحدوية تلك التي يمثلها فكرهم وأدبياتهم؟!!

ومن ذا الذي يقول أن الأخوان لم يتحالفوا , تاريخيا, مع الأنظمة العربية الموالية لأمريكا؟؟! فحتى حادثة المنشية , التي عدت بزعم الاخوان تلفيقا مخابراتيا ناصريا , وهو مالا يستقيم مع الحقيقة, فلم تكن هي السبب المباشر الذي أجج الصراع , وان سرع به, ولكن تحالفهم مع تلك الانظمة , كان السبب الذي أحح الصراع منذ البداية, مما كان يمثل من خطر حقيقي لمشروع النهوض القومي الذي يقوده الزعيم عبد الناصر.

أما عن الموقف الفكري والعقائدي للاخوان , فلست هنا معنيا به , أو بالدخول في تفاصيله. وان كنت أسعى للبحث فيه في مداخلة قادمة ,, بعون الله

عبد الستار الكفيري

ليست هناك تعليقات: