الأربعاء، أيلول ٠٥، ٢٠٠٧

بين هلالين، بين قرنين

محمد لافي "الجبريني"

رمضان أوشك على الهلول أهلا والوطوء سهلا، وهلاله تخفى بعد -اشراق العرب- في فلسطين على هيئة قرن..

لا بد لها أن تقرر من الآن، عليها ان تحزم أمرها وتتكئ على واحد من الزعماء تحديدا وان تكف عن مجاملة كل أمين عام بطلع لنا من أقسى الشرق لأقصى لغرب
هذه المرة لن تكون مشكلتها في إختلاف وجهات النظر التي لا تفسد للود قضية، حتى ولو كانت خيانة صريحة، ولا مع قرارت الست شرعية دولية، ولا مع تصنيف أبنائها كأولاد الخارج وأبناء الداخل، ال67 أو 48، المدني او الفلاح، يعني أولادي والا اولاد الضرة والا حتى اولاد الكلب..
بعيدا عن كل هؤلاء بمن فيهم الشهداء، وجنازاتهم، عليها ان تقرر لأن مشكلتها هذه المرة ستكون مع الله، وأبواب السماء، التي ستفتح أبوابها لدعوات الولايا والمظلومين، الا انها قد لا تستطيع استقبال الدعوة مالم يحدد المستهدف موقفه من السماء سلفا.!

فلسطين أمام هلالين لا ثالث لهما، "قرنين" يتخاطفانها، يغويانها ولا يطلبان ودها، فهي ستأتي عنوة لتقدم فروض الولاء والطاعة، وترفع عن وجهها الخمار أمام ولي الامر، وتكف عن الشرف المشوب بأولاد الحرام، لتقف على أعلى مئذنة توفرها لها "الدولة" المولودة من مؤخرات اشباه الرجال ساعة مخاض خراء، لتعلن في القبائل أن هلال الصائمين للوالي في غزة، أو الحاكم بأمر الظروف في رام الله، وأن الهلال الند ليس الا محض إفتراء على دعوات الأرامل والثكالى واليتامى، شوهته وكالات الفتوى المشبوهة القادمة من ايران او من واشنطن، فلا صوت يعلو فوق صوت معركة التحرير من رجس الشياطين أكانوا في الضفة أم في غزة أم على رأي الريس في عقر دار من سماها "اسرائيل"!

أيا حزينة يا من إعتقلك أبناء "الخلف" في زنازين الولاء لرب الغرب، بعد أن يتموا الولاء إليك يا غالية، مع من ستمضين في غرة رمضان؟ الفتح المبين ، حماس المؤمنين، جبهة الجبارين وجهاد المقهورين؟
مع من ستمضين ياإبنة الباليستيين الذين دجنوا البحر ورمموا الشمس، فدجنتيهم لترابك المر؟
من سيغوي سمائك ليعترف قمرها أنه قرن قواد فر من أيدي التنفيذية، أو هلال صبأ في سجون الأمن الوقائي؟
مع من ستزفين شهدائك للشهداء، وأي مفتي سيقر آن الهلال اشرق في رام الله قبل غزة، ستنحازين اليه؟
أين ستصلين أول تراويح عن أنفسهم المأفونة، وأي مساجد "ضرار" سيحرقها محمد قبل أن يتفل فيهم حفيد الخليل وإبن هاشم غزة! وأي منبر سيعرج منه الى السماء جيروه وقد حرروه من رجس الفتحاويين أو الحمساويين، وأقصاك صار خسارة مفروغ منها، لا مبرر للركوع على أقدامه؟
هل ستمضغ أول تمرة ببركات مراكش أم سترمى عجمتها في جاكرتا! أم لعل مكة ستشيفكما مرة أخرى لتأكيد عرش أول العواصم بعد حداد بغداد؟

كلا.. السماء لا تمطر رطبا لكل العذراوات اللائي انجبن شهداء، ليتسيدهم الاسخريوطيين،
أما الارض! فأنت الارض تنزف من جراحها عين سلسبيل تروي القروح وتسخر من قدرها بشرب القيح.

على كل حال، يعني في كل الاحوال، فقمرنا انت والأهلة لهم، غرة البعث لنا وقرون الموز في قصور الموز لهم
وشاء من شاء وأبى من ابي فالقمر ليس قمران، والسماء ليست ألا واحدة عبدتها صواريخنا لشروق البدر
وهلال رام الله لن ينبت في المقاطعة، وصيام غزة لن ينحصر في الداخلية..

أما إن شئنا الجدل فلعل انتظار القرار من دار الافتاء في الازهر أو من سماحة الشيخ "كفتارو" هو الاجدى، حفاظا على المكتسبات السياسية من لقاء عباس أولمرت، وتحالف روسيا والصين.

ومن السياسة أبضا تقييم الوضع، والانتهاء الى شكل من اشكال الخلاف لإقناع "خافيير سولانا" بإبقاء الدعم قائما تجاه الاخ "الطيراوي"، فكما ان اتفاق السعودية وسوريا على ذات الهلال كان سيخفض اسعار النفط، ويجعل روسيا تعيد النظر في صفقات الصواريخ، ويجعل بريطانيا تفرج عن "يمامة" أخرى، فإن إتفاق غزة ورام الله على ذات الهلال سيكلف عباس زكي منصبه، وصائب عريقات السيرك الذي يتبهلل فيه، ويعيد فتح قضية شتم ياسر عبد ربه لمذيع البي بي سي في المحاكم البريطانية، وربما يقيل الشيخ عكرمة صبري عن إمامة الاقصى، وقد يصل البلل الى ذقن الاب عطالله حنا!
الاتفاق على هلال في السماء مساس بالسيادة والوحدة السياسية، وتكريس للإنقلاب!
أما عن رؤيته من مآذن الاقصى فهو عبث، لأنها مآذن ترى الهلال فقط دون القرون.
فمن أين تأكل القرون،وفلسطين اليوم صارت ك"إسرائيل" الامس... بين هلالين!

www.ezza3tar.spaces.live.com


ليست هناك تعليقات: