الجمعة، أيلول ١٤، ٢٠٠٧

على قبر الحارث الأول

أحمد يهوى
مجموعة أقلام الثقافية
yahwa.maktoobblog.com


في رحلتي عائداً من جبال الشراه، وقفت على الشارع الرئيسي فالتقطتني شاحنة تفاح شوبكي، وذلك بعد أن تعطل حصاني العربي الأصيل، بسبب برودة أعصابه..
ما أن وصلت لمملكة سيدي الحارث الأول، حتى تفاجأت بمئات السبايا الفرنجيات ماكثاتٍ.. متضرعاتٍ على باب السيق وتحت شمس وادي موسى الساخطة، ينتظرن دورهن، كي يأكلهن جنود سيدي الحارث.

دخلت عاصمتنا البتراء.. بعناد عاشق، وشهوة زاهد، فاستقبلتني طفلة بدوية بضحكة تذكرني بثغاء نعجة حلية المنشأ، فتذكرت طفولتي، ومحاولاتي العديدة لحمل إزميل أبي.. الله يرحمه، ولكن الطفلة دللتني بلفظة غريبة.."بونجو".

وصلت خزنة الملك، فوجدت المدينة خاوية من أهلها، ومكتظة بالجبال والآت التصوير وأفخاذ الشقراوات، سألتهم عن الملك الحارث الأول، فدلني رجل قزم يركب حماراً مكسور الظهر إلى المقبرة الملكية، وقفت فوق قبر سيدي الحارث، وسألت:
- مالذي يجري بمملكتنا، إنها تعج بالروم واليهود..
فأجابني القبر:
- بقيت حروبنا معهم حتى التقينا في وادي عربة، فأعلنا حلاً عادلاً وشامل.
- ولكن يا سيدي أنني لا أرى نبطياً في عاصمة الأنباط أهذا هو الحل الشامل والعادل..
- نعم، فكلنا تحت العاصمة، وقد شملونا بالموت وعدلوا بيننا بالدفن
- سيدي قم فأنذر، بلا وادي عربة بلا بطيخ، وأنا احذر جلالتك، أنا أطيعك أيما شئت..
ولكني متأكد أن أبي والآلاف مثله لم يموتوا حامين أزاميلهم، يحفرون مملكة لك في الجبال الشاهقة..
كي يتمشكح فيها يهودي شاذ.. ولا تأخذ صورة بقربها رومية مراهقة.

انتهى وعدت لجبال الشراه، فحطمت ذي الشراه، وكتبت قصيدة تفعيلة عن الوضع، وأسست جمعية لمناهضة الصهيونية.

ليست هناك تعليقات: