الثلاثاء، أيلول ١١، ٢٠٠٧

منظمة التحرير الفلسطينية.. لصاحبتها فتح وشركاؤها

عزالدين أحمد
http://press4truth.maktoobblog.com

ترتكب "فصائل منظمة التحرير الفلسطينية" إثما وطنيا وقوميا لا يغتفر إذا أصرت على بقائها ملحقة بالقرار الفتحاوي تستخدمها حسب الحاجة، وتتجاهلها وقتما تشاء، وتكون قد حكمت على نفسها بـ"الهامشية" على الخريطة السياسية الفلسطينية، تستخدمها "فتح" كواجهة للعمل الوطني المزيف.

ما شهدناه مؤخرا من دور مستهجن لهذه الفصائل في الخلاف القائم بين حركتي فتح وحماس يثير علامات استفهام كبيرة- أكبر من أي وقت مضى- حول الدور الحقيقي لهذه الفصائل، ونتساءل: هل المنظمة هي قدر هذه الفصائل بحيث لا فكاك منه؟ هل تمتلك فتح قرار الحياة والموت السياسي لهذه الفصائل إن هي خرجت من فلكها في المنظمة؟ هل وصل الضعف بقادة هذه الفصائل إلى حد ترديد ما يردده قادة فتح حرفيا؟ وهل أصيبت إحدى عيني هذه الفصائل بالعمى بحيث لا ترى إلا بعين واحدة ولا تتبنى إلا رواية واحدة؟

منذ اليوم الأول للحسم العسكري الذي حصل في غزة، خرج علينا قادة هذه الفصائل متباكين نائحين على ما حدث، محملين حماس وحدها نتيجة ما حدث، ودون الالتفات إلى ما حصل ويحصل في الشوارع التي تقع فيها مقراتهم في الضفة من سحل للقضاة والنواب ورؤساء وأعضاء البلديات على أيدي زعران عصابات فتح، فأي عمى ذلك الذي أصابهم؟ أم أنه التعامي والخرس الشيطاني؟

ويخرج علينا قادة هذه الفصائل قبل أيام – ومنهم قادة لفصائل مجهرية لا ترى بالعين المجردة- ليحرضوا الشعب في غزة على العصيان والإضراب، احتجاجا على اشتباكات بين عشرات من مثيري الشغب والقوة التنفيذية التي تحاول جاهدة رغم استهدافها من قبل الاحتلال الصهيوني فرض أمن غاب عن القطاع طويلا، وكنا نتمنى لو طالب هؤلاء القادة ولو باعتصام سلمي احتجاجا على أكثر من 1000 انتهاك في الضفة الغربية على أيدي حكومة فياض، بل ونتحداهم بالقيام بخطوة كهذه حتى نعرف أين هي حرية التعبير!!

منظمة التحرير الفلسطينية بدلا من أن تكون وعاء يجمع كل أبناء الشعب الفلسطيني، أصبحت "صالونا" ملحقا بحركة فتح، تفتحه كبيت للعزاء بل للنحيب والتباكي على مجد السلطة الذي ضاع في غزة.

منظمة التحرير التي يفترض أن تمثل الشعب الفلسطيني نجد اليوم أن أغلبية الشعب الفلسطيني محروم من خدماتها وإيراداتها، ويحصر الأمر فيمن يقدم الولاء والطاعة لفتح وشركائها من المتنفذين، وللمسخّرين في حملة "فتح" الإعلامية ضد "حماس".

على فصائل المنظمة أن تتدارك أمرها، وأن تحدد وجهتها؛ هل هي فصائل وطنية ذات برامج مستقلة، أم أنها أضحت ورقة بيد "فتح" تلوّح بها لتعزيز شريعتها الآخذة في الاختفاء؟ هذه الفصائل مطالبة بأن تستعيد دورها الحقيقي قبل أن يلفظها التاريخ خارج سجل النضال الوطني الفلسطيني!

عزالدين أحمد
صحيفة السبيل الأردنية
www.assabeel.net


ليست هناك تعليقات: