الجمعة، أيلول ١٤، ٢٠٠٧

حول مقالة : خطان ونهجان في الساحة الفلسطينية


أخي إبراهيم، مقالك أكثر من رائع. و يكمن سر روعته بشكل أساسي في أنه يضع الكثير من النقاط على الحروف. ففعلاًَ حماس اليوم باتت تتصدر جبهة المقاومة و التصدي بينما تمثل منظمة (التفريط) التحرير الفلسطينية مشروع التسوية و التفريط.

لكن إسمحلي أن أعلق على ما ورد في اّخر مقالك من أنه على حماس أن تقنع غير الإسلاميين أنها ممثل حقيقي لمشروع المقاومة و أن تعمل على إستقطابهم لتكوين جبهة مقاومة عريضة.

إسمحلي أن أقول أن المشكلة الحقيقية هي عند القوى الوطنية الغير الإسلامية و ليس عند حماس بشكل أساسي. فحماس حركة أيديولوجية و من حقها ان تقصر عضويتها على من يؤمن بهذه الأيديولوجية تماماًَ كما هو الحال عند كل الاحزاب و الحركات الايديولوجية التحررية الإسلامية و الماركسية و الإشتراكية في العالم .

لكن حماس ليست بالحركة الأيديولوجية الإنغلاقية (كالقاعدة مثلاًَ), بمعنى ان انتمائها الأيدولوجي لا يمنعها من التحالف مع قوى تتناقض معها أيديولوجياًَ في إطار العمل الوطني المقاوم, فمثلاًَ دخلت حماس في تحالف الفصائل العشرة المعارضة لإتفاقية أوسلو سيئة الذكر و التي كانت في معظمها منظمات يسارية و قد تترجم هذا التحالف فعلياًَ على الارض في اكثر من مناسبة مثل الإضرابات المشتركة و المسيرات المشتركة بل إن حماس و الجبهة الشعبية في عام 1993 م على ما أذكر دخلوا إنتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت في قائمة مشتركة و تمكنوا من حصد جميع مقاعده مقابل قائمة فتح و فدا .

هذا من ناحية, و من ناحية اخرى, حماس لا تريد الإستئثار بالمقاومة و لا الإستحواذ على السلطة, فحتى حين تمكنت حماس من تحقيق فوز ساحق و ماحق في إتخابات المجلس التشريعي (مع التحفظ على مبدأ المشاركة أصلاًَ) فإنها أي حماس حاولت المستحيل لإقناع الجبهة الشعبية و قوى يسارية أخرى و مسيحيين و مستقلين و قياديات نسائية من مؤسسات و لجان حقوق المرأة و غيرهم للمشاركة في التركيبة الحكومية بغير جدوى.

أي أن المشكلة الحقيقية تكمن في إصرار بعض القوى على إختلاق الذرائع الإحجامها عن العمل المشترك مع حماس, فتارة تتذرع بإن حماس حركة دينية منغلقة على نفسها و تارة تقول أن حماس تكفر غير الإسلاميين و تارة اخرى تفتي أن حماس تعادي المسيحين و تريد فرض الجزية عليهم و غير ذلك.

بإختصار, التخوف من نوايا حماس ليس لا يستند على اساس قوي سواءاًَ تجاه القوى المقاومة الأخرى اثناء مرحلة المقاومة و حتى بعد النصر و تأسيس الدولة. فحماس مستعدة للتحالف و العمل المشترك مع كل القوى الوطنية المقاومة فوراًَ و دون شروط و لكن على الأخرين ان يطرقوا الباب.

أخوكم

محمد رياض


رابط المقالة السابق نشرها في مدوّنة القوميّ العربيّ
http://arab-nationalist.blogspot.com/2007/09/blog-post_2277.html


ليست هناك تعليقات: