الاثنين، أيلول ١٧، ٢٠٠٧

مقالة و تعليق: الإسلاميون و القوميون...... بين الأمس و اليوم

بقلم محمد رياض

(التعليق يتبع آخر المقالة)


في البداية لا بد من تحديد بعض المصطلحات المستعملة في هذا المقال.

الإسلاميون هم الساعون لإقامة دولة إسلامية موحدة تحتكم إلى الشريعة الإسلامية. و بناءاًَ على ذلك لا يعد المتدينون العاديون و لا حتى أولئك المفرطين بتدينهم إسلاميين لمجرد إلتزامهم بإداء الفروض و النوافل الدينية. و هكذا تخرج قطاعات عريضة من التعريف كالسلفيين (غير الجهاديين) و الصوفيين و الحركات المذهبية و جماعات دعوية مثل الدعوة و التبليغ و أنصار السنة و أتباع المرجعيات الخ.

من يبقى إذنًَ؟
تبقى الجماعات التي تسعى لتأسيس دولة إسلامية موحدة تحتكم إلى الشريعة مثل: الإخوان المسلمون و الجهاد الإسلامي و حماس و حزب التحرير الإسلامي و حزب النهضة التونسي و القاعدة و المحاكم الإسلامية الخ.

هل تحمل هذه الجماعات فكراًَ متماثلاًَ؟
بالتاكيد لا. فهذه الحركات تؤمن بنفس الفكرة و لكنها لا تحمل نفس الفكر, بمعنى أن جميع هؤلاء متفقون على ضرورة قيام دولة إسلامية موحدة تحتكم إلى الشريعة و لكنهم مختلفون فيما بينهم و بشكل حاد أيضاًَ حول فهم الشريعة و طريقة تطبيقها على أرض الواقع, كذلك يتباين موقف هذه الجماعات من قضايا رئيسية مثل دور المرأة في المجتمع و وضع الأقليات غير المسلمة و مسائل أخرى لا تقل أهمية مثل التعددية و شكل نظام الحكم.

و يمكن تقسيم هذه الحركات إلى حركات يمين إسلامي ووسط إسلامي و يسار إسلامي. فتشكيلات مثل القاعدة و الجهاد و المحاكم تقف بلا شك على يمين التيار الإسلامي العالمي بيما تتخذ جماعات أخرى كالإخوان المسلمين و حماس مواقف وسطية و تتمركز مجموعات أخرى كحزب النهضة التونسي على يسار التيار الإسلامي. و هكذا كلما اتجهنا من اليمين صوب اليسار يزداد خطاب الإعتدال في منهج فهم الشريعة و طريقة إنزالها على الواقع المعاش و يتسع نطاق قبول الاّخر و إحترام التعددية.

القوميون هم الساعون لإقامة دولة عربية موحدة و يؤمنون بالعروبة كقاسم مشترك ناتج عن تراث مشترك من اللغة والثقافة والتاريخ. و ترجع أول إرهاصات ظهور أول مجموعة منظمة للقوميين العرب إلى العام 1909م حيث قام مجموعة من الطلاب العرب بتأسيس جمعبة المنتدى العربي في الأستانة والتي إنبثقت عنه جمعية العربية الفتاة التي تأسست في باريس عام 1911م. وكما نزعنا صفة الإسلامية عن قطاعات كبيرة من المتدينين, فإننا سنفعل نفس الشيء مع عدد كبير من الحركات العربية. فالأحزاب و الحركات الوطنية و الجبهات التحررية و الشعبية و الديمقراطية العربية العديدة لا يمكن ان نطلق عليها كلها صفة قومية إن لم تؤمن بتحقيق وحدة سياسية بين البلدان العربية كهدف أساسي و مركزي.

من يبقى هنا ايضاًَ؟
تبقى تنظيمات عربية تسعى لقيام دولة عربية موحدة لكل العرب مثل: القوميون العرب و البعث و الناصري و بعض التجمعات النقابية و الطلابية العروبية هنا و هناك.

و تماماًَ كما هو الحال عند الإسلاميين, يتفق القوميون العرب حول الفكرة و يختلفون إزاء الفكر, و لكن بطريقة أكثر حدة من مما هو عليه الحال عند الإسلاميين. فمن القوميين من تمسك بالفكر الإشتراكي و بنى رؤيته على أساس إقامة دولة عربية إشتراكية موحدة مع إختلافهم حول أسلوب تطبيق و نوع النظام الإشتراكي المرتقب, واّخرين إعتنقوا الفكر الماركسي و هناك القوميون الإسلاميون و هنالك من يسعى فقط لإقامة دولة قومية علمانية.

و الحقيقة أن العلاقة بين الإسلامين و القوميين في أواخر القرن التاسع عشر و أوائل القرن الماضي كانت على أتم ما يرام, بل لقد كانت القيادات الفكرية واحدة للفريقين مثل أمير البيان شكيب أرسلان مؤلف عروة الإتحاد و عبد الرحمن الكواكبي صاحب مؤلفات طبائع الإستبداد و أم القرى و محمد رشيد رضا صاحب مجلة المنار الوحدوية و التي أصدرت اول أعدادها عام 1898م.

لكن التناغم هذا لم يدم طويلاًَ فقد بدأ كل من الفريقين بتفضيل الغناء منفرداًَ من منذ ثلاثينات القرن المنصرم, حيث بدأ مفكرون ماركسيون يسيطرون على دفة قيادة التيار القومي العربي ففي العام 1932م كون ميشيل عفلق و صلاح البيطار مع مجموعة من المثقفين و غالبيتهم من الماركسيين جمعية الإحياء العربي و قاموا بإصدار مجلة الطليعة الناطقة بإسمهم و في الجهة المقابلة أسس حسن البنا مع بعض خريجي المعاهد الأزهرية الدينية جماعة الأخوان المسلمين عام 1928م. و هكذا بدات المعاني الإصطلاحية لمفردات مثل القومية و الإسلامية بالتمايز بعدما كانت تتسم بالترادف في فكر الرعيل الأول سالف الذكر.

وهكذا أخذت العلاقة بين الإسلامين و القومين بالتوتر التدريجي حتى أواسط أربعينات القرن الماضي حيث دخل التياران مرحلة التصارع الحزبي, ففي العام 1947م تم الإعلان رسمياًَ عن ميلاد حزب البعث و الذي إندمج لاحقاًَ مع الحزب العربي الإشتراكي برئاسة أكرم الحوراني ليصبح حزب البعث العربي الإشتراكي عام 1953م. و في مطلع الخمسينات تاسست حركة القوميين العرب بفضل جهود مجموعة أخرى من المثقفيين و غالبيتهم من الماركسيين أيضاًَ مثل جورج حبش ووديع حداد و مصطفى الزبري و اّخريين. و في الجهة المقابلة تمكنت حركة الاخوان المسلمين من الإمتداد خارج مصر و بخاصة نحو سوريا و العراق حيث تم إفتتاح العديد من الشعب الإخوانية هناك ثم قام الشيخ تقي الدين النبهاني بتاسيس حزب التحرير الإسلامي في القدس عام 1953م و تمكن من تاسيس فروع له في الأردن و لبنان خلال فترة قصيرة نسبياًَ. و هكذا إستعر الصراع الحزبي بين الإسلاميين و القوميين طوال فترة الخمسينات.

و في العام 1952م كذلك قام تنظيم الضباط الاحرار بقيادة جمال عبد الناصر و اللذين ينتمي معظمهم للفكر القومي السائد بالتعاون مع حركة الأخوان المسلميين بثورة ناجحة لقلب نظام الحكم الملكي في مصر.

لكن سرعان ما دب الخلاف بين الإخوان و الناصريين, غير أن الناصريين و الذين كانوا يسيطرون على الجيش تمكنوا أخيراًَ من حسم الامر دموياًَ لصالحهم بعد قيامهم بتوجيه ضربتين قاصمتين للإخوان عامي 1956م و 1964م مما ادى إلى تصفية وجود جماعة الإخوان كلياًَ من الشارع المصري, حيث تم الزج بعشرات الالوف من الاخوان في المعتقلات و إرسل اّخرين( إلى ما وراء الشمس) و تم إعدام عدد كبير من قياداتهم و كوادرهم مثل المستشار عبد القادر عودة و الاديب سيد قطب. وهكذا تم تغيب التيار الإسلامي في مصر طوال الستينات.

كذلك تسبب صراع إخوان مصر مع جمال عبد الناصر في تحجيم شعبية الإسلاميين في الإقاليم العربية الاخرى حيث أن عبد الناصر كان يتمتع بشعبية كاسحة في الشارع العربي عموماًَ و ذلك لتمكنه من دحر العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م و تحديه الغرب ببناء السد العالي و تهديده ووعيده الغير منقطع لإسرائيل, و لذلك كله فقد حكم كل من عادى عبد الناصر في حينها على نفسه و فكره بالإنتحار جماهيرياًَ. كذلك تمكن حزب البعث بجناحية السوري و العراقي من الوصول إلى سدة الحكم في كلا البلدين في العام 1963 م و لم يكن الحزب في سياسته تجاه الإسلاميين هناك بأقل رأفة من عبد الناصر بهم. و لهذا فقد إتسمت فترة الستينات بإنها حقبة المد القومي في العالم العربي و إنحسار التيار الإسلامي.

غير ان مكانة التيار القومي السائد في الشارع العربي عموماًَ و الحاكم في مصر ثم في سوريا و العراق تعرضت للكثير من الهزات الإرتجاجية , فقد تم فسخ الوحدة بين مصر و سوريا عام 1961 عقب إنقلاب عسكري في سوريا ثم تلت ذلك نكسة العام 1967م حيث تمكن الكيان الصهيوني من التوسع بضم أراض عربية جديدة, تبع ذلك إشتباكات دموية بين الجيش الإردني و المنظمات الفلسطينية ما بين عامي 1968 -1971م, ثم جائت وفاة الزعيم عبد الناصر عام 1970م و هو في ريعان شبابه لتضيف لحالة الإحباط العربي السائد حينها. كذلك إستعرت العداوة بين جناحي حزب البعث الحاكمين في العراق و سوريا و مع ان حزب البعث يعتمد في ايديولوجيته على شعار توحيد العرب في دولة واحدة إلا ان جناحيه الحاكمين في العراق و سوريا نجحوا بتقديم نموذج معاكس تماماًَ لفكر البعث الوحدوي.

و في أواسط السبعينات و تدريجياًَ بدأ الاخوان المسلمون بالخروج من سجونهم و قد وجدوا في حالة الإحباط السائد في الشارع العربي بيئة ملائمة للدعاية لمشروعهم. و هكذا بدأ نجم الإسلاميين بالصعود من جديد, حيث رجع الرواج الشعبي لبضاعتهم, كذلك إستفاد الإسلاميون في حقبتي السبعينات و الثمانينات من بعض حملات الدعم الحكومية الهادفة لمواجهة التيارات اليسارية و الشيوعية أنذاك. و هكذا إستمر رصيد الإسلاميين الشعبي في التصاعد على حساب شعبية التيار القومي و الذي فقد حليفاًَ مهماًَ و تعرض لنكسة أخرى بإنهيار الكتلة الشرقية و الإتحاد السوفيتي في أواخر الثمانينات و ما سبق ذلك و ما تلاه من عزوف الجماهير عن الماركسية و خبوت بريق الفكر الإشتراكي و بالتالي إنهيار شعبية القيادات الماركسية التاريخية و التي كانت تتربع على العروش القيادية لمعظم التيارات القومية.

و لكن رغم ذلك لم تتخل الجماهير العربية عن الفكرة القومية و إن ما حدث حقيقةًَ هو عزوف الناس عن معظم قيادات و كوادر التيار القومي من الماركسيين كنتيجة طبيعية لتهاوي الفكر الماركسي عالميا,ًَ أي أن الماركسية هي من هزم و ليس القومية العربية. كذلك فقد إستفاد التيار الإسلامي من حقيقة أن الشعوب قد رأت فيه البديل غير المجرب بعد, حيث ان هذه الشعوب كانت محبطة من حكوماتها العميلة للغرب بقدر إحباطها من الانظمة القومية الحاكمة و التي إستشرى فيها الفساد و المحسوبية و الرشاوى ناهيك عن تاسيس أنظمة بوليسية مخابراتية و قمع التعددية الخ.

و مع بدايات التسعينات و خاصة أثناء و بعد حرب الخليج الاولى ثم دخول أمريكا للمنطقة و محاولاتها فرض الإعتراف بإسرائيل عبر عقد تسوية مهينة للصراع العربي الصهيوني, بدأ القوميون و الإسلاميون بإدراك أن معركتهم واحده و ان عدوهم مشترك و لهذا فقد شهدت نهاية القرن العشرين عودة التقارب مجدداًَ بينهم. و قد نتج عن هذا التقارب ظهور مجاميع مؤسساتية مشتركة عديدة, فقد تأسس المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي عام 1991م و المؤتمر القومي الإسلامي عام 1994م و المؤتمر العام للأحزاب العربية 1996م, و تضم هذه المجاميع في عضويتها ممثلين عن معظم الاحزاب و الحركات القومية و الإسلامية العربية و شخصيات قومية و إسلامية مستقلة كما و تعقد هذه المؤتمرات دوراتها مرة كل عاميين.

كذلك تولد عن هذا التقارب العديد من الفعاليات المشتركة خاصة في مجال التصدي لعملية التسوية مع الكيان الصهيوني و دعم مقاومة الشعب العربي الفلسطيني و الوقوف ضد العدوان الامريكي على العراق و دعم المقاومة العراقية و الصومالية , و تمثلت هذه الفعاليات بمسيرات و مهرجانات مشتركة وتنظيم حملات دعم للمقاومة و حملات أخرى لمقاطعة البضائع الإسرائيلية و الامريكية و غير ذلك.

و الخلاصة ان العلاقة بدأت تعود لطبيعتها و بداياتها بين أبناء التيارين و الذين يحملون نفس الفكرة و يسعون لتحقيق نفس الغاية بعد أن تجاوز كلاهما مرحلة المراهقة الحزبية حيث أن الإسلاميين وحدويين بالطبيعة و القوميين يعتبرون العروبة جسد و روحه الاسلام و لذلك فلا يمكن لدعوات العلمانية بشكلها الغربي ان تجد لها محلاًَ بينهم.

وهكذا وعلى ضوء ما تقدم نستطيع تعريف تيار القوميين والإسلاميين المشترك حديث النشأة بأنه يمثل بوتقة الساعيين لإقامة دولة عربية موحدة ذات روح إسلامية يحتفظ مواطنوها بقاسم مشترك بينهم ناتج عن تراث مشترك من الدين اللغة والثقافة والتاريخ.

----------

تعليق:

ملاحظة سريعة فقط، يمكن أن تضاف إليها ملاحظات أخرى، وهي أن الفكرة القائلة أن مؤسسي حزب البعث وحركة القوميين العرب كانوا من الماركسيين غير دقيقة تاريخياً، فالقوميون العرب تحولوا إلى الماركسية في نهاية الستينات، وعندها حلوا حركة القوميين العرب، وأسسوا أحزاباً قطرية، وهو خطأ تاريخي مميت قضى على الحركة، وما زال الدكتور جورج حبش يوقع بياناته اليوم كمؤسس لحركة القوميين العرب. أما ميشيل عفلق، فقد تحول إلى القومية بعدما درس الماركسية ووجد أنه لا تلبي طموحه وحاجات الأمة، والحقيقة أن هذا الموضوع عن العلاقة بين القومية من جهة، والماركسية والإسلام من جه أخرى، يحتاج إلى معالجة أوسع وأعمق، ونحن نشكر الأخ محمد رياض على طرحه، ولكنه تجاوز تحالف التيار الإسلامي الإخواني بالتحديد مع الأنظمة الموالية للغرب، مثل النظامين السعودي والأردني، في الخمسينات والستينات، أما القومية نفسها، فهو محق في استنتاجه الأساسي أنها تحتمل الارتباط بالإسلام أو بالماركسية، وما زالت هذه المشكلة غير محلولة، وربما لن تحل أبداً، لأن الإسلام لديه ما يقدمه لأمتنا، وكذلك الماركسية، ويبدو أن تعقيد الواقع يفرض علينا أن نطور من أساليب تفكيرنا لترتفع إلى مستواه، وهناك مثلاً على هذا الصعيد طروحات اليسار الإسلامي الذي يدمج الطرح الاقتصادي والاجتماعي للماركسية مع الإسلام، وهذا التوجه هو الذي تتبناه منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، ويبقى هذا الموضوع مفتوحاً على مصراعيه.

مع التحية،
مدراء اللائحة

--------------


الأخوات و الأخوة الأعزاء

فقط كتعقيب سريع على مداخلة الأخوة مدراء اللائحة.

هناك الكثير من المراجع التاريخية و التي تحتوي على معلومات متضاربة حول الجذور الفكرية لمؤسسي البعث و القوميين العرب, و قد يكون مدراء اللائحة على حق في أن القوميين العرب تحولوا إلى الماركسية في الستينات و ان مؤسسي البعث لم يكونوا ماركسيين كذلك, غير أن مراجعي تقول غير ذلك و لهذا فلا استطيع تكوين قناعة جازمة بهذا الخصوص فأنا ولدت سنة 1976م و لم اعاصر تلك الحقبة. غير أن هذا الموضوع برمته ليس هو الفكرة الرئيسية في مقالتي, فبغض النظر إن كان القوميون العرب قد بدأوا ماركسين أو انهم تحولوا إلى الماركسية بعد حين إلا أن الإنطباع العام السائد في تلك الفترة عن القوميين أن للفكر الماركسي رواج كبير بين قياداتهم و كوادرهم, وهذا ما اردت التركيز عليه حيث أعتقد أن الماركسية كانت السبب المباشر وراء عداوة الإسلاميين للقوميين و بالعكس طوال فترة الخمسينات و الستينات و حتى السبعينات و ليست الفكرة القومية بحد ذاتها فمن غير المبرر أن يعادي إسلامي قومي فقط لأنه قومي فقط او أن يعادي قومي إسلامي فقط لأنه إسلامي.
كذلك أردت من مقالي تبيان الفرق الشاسع و البين بين وصف إسلامي ووصف متدين فليس كل متدين إسلامي و ليس كل إسلامي بالضرورة متدين, فالإسلامي كما ذكرت هو من يسعى لإقامة دولة وحدوية تحتكم إلى الشريعة (طبعاًَ هاك تباين في فهم الشريعة بين الإسلاميين أنفسهم) بينما تنحصر إهتمامات الشخص المتدين في اداء الفروض و النوافل.
من ناحية أخرى , ربما كان الأخوة المدراء على حق بخصوص عدم إشارتي للتحالف بين الأخوان المسلميين و بعض الانظمة العربية الرجعية في تلك الحقبة, إلا اني قد ذكرت بشكل مختصر أن الإسلاميين إستفادوا من بعض الدعم الحكومي الهادف لمواجهة التيارات اليسارية و الشيوعية في تلك الفترة و هذا امر لا أنكره.
و الاّن بشأن تيار اليسار الإسلامي (و الذي أنتمي إلبه فكرياًَ)
أولاًَ: يجب عدم الخلط بين تيار اليسار الإسلامي العربي و تيارات فكرية اخرى كاليسار الماركسي المتأسلم و اليسار الإسلامي الإيراني (كما هو واضح في تعقيب الاخوة المدراء), فالأول عربي النشأة و يعتبر الفيلسوف العربي المصري حسن حنفي مؤسس هذا التيار و الأب الروحي والفكري له, وهو تيار إسلامي أصيل متأثر بشكل كبير بفكر المعتزلة و لا علاقة له بالماركسية من قريب او بعيد. بينما هناك مجموعة من قدامى الماركسين و حديثي الإسلام ممن يحاولون الخروج ببعض الأطروحات الفكرية عن طريق المزج بين بعض ما جاء الإسلام و بعض الافكار الماركسية (ربما يكون مجاهدي خلق منهم) و لكن هؤلاء لا علاقة لهم بتيار اليسار الإسلامي الحداثي التراثي الأصيل. كذلك نسمع في نشرات الاخبار احياناًَ عن مصطلح اليسار الإسلامي في إيران و الذي يعتبر محمد خاتمي من ابرز رموزه, غير انهم ( أي الإيرانيين) يقصدون بهذا المصطلح الإشارة إلى رجال الدين الليبراليين فقط و هؤلاء ايضاًَ ليس لهم علاقة بتيار حسن حنفي اليساري الإسلامي و الذي أشرت إليه---فقط للتوضيح

أخوكم

محمد رياض

ليست هناك تعليقات: