الأحد، أيلول ٠٢، ٢٠٠٧

خطة لوفنشتاين في مواجهة حركة حماس

معاوية موسى

قبل عدة أيام أعلنت حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية برئاسة سلام فياض اغلاق 103 جمعيات خيرية وهيئات أهلية في الضفة الغربية ( ألأرجح أنها مقربة من حماس ) بحجة أن هذه الجمعيات ارتكبت مخالفات مالية ولم تقم بتقديم تقارير عن نشاطاتها وأعمالها .

يوم 21/8 أعلن في الصحف الصهيونية عن تفاصيل خطة مايسمى (لوفنشتاين) وهي خطة سياسية اقتصادية وضعها ( راني لوفنشتاين ) من أجل تثبيت وضع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وزيادة شعبيتها في أوساط الجماهير هناك والتأثير تبعا لذلك على مشاعر الناس في قطاع غزة وتحريضهم ضد سيطرة وحكم حماس .

بالمناسبة لوفنشتاين هذا هو صهيوني يشغل مايسمى مستشار أمين عام وزارة المالية "الاسرائيلية" ولقد عمل لسنوات عديدة كرجل ارتباط ومنسق مع السلطة الفلسطينية في المجال الاقتصادي ، وهو أيضا أحد أكثر "الاسرائيلين" قربا من رئيس حكومة (دايتون) في رام الله .

الخطة المشار اليها نظمت برعاية أمريكية بحضور الطرفين الفلسطيني المتأمرك و"الاسرائيلي" وبحضور شاهد زور من الاتحاد الأوروبي وبمباركة مندوبين من دولتين عربيتين ، والهدف منها هو تعزيز سيطرة السلطة في الضفة الغربية عن طريق اقامة منظومة رفاه اجتماعي للسكان كبديل عن الجمعيات الخيرية التي تدعمها حماس
ويطلب من السلطة خلال مرحلة التنفيذ بأن تحدث تأثيرا سريعا في الرأي العام من خلال تحسين شروط حياة الفلسطينين في الضفة ، وذلك باتباع خطة في العمل تشبه الى حد ما أسلوب ونهج حماس وهي تحويل الدعم المباشر الى المحتاجين مثلا شراء الحقائب المدرسية وتوزيعها على التلاميذ ، توزيع الأدوية والمساعدات الغذائية والقروض الميسرة ، الأمر الذي سيخلق تأثيرا مباشرا وقويا على الرأي العام هناك .

بالمقابل يطلب من الطرف "الاسرائيلي" لدعم الخطة بمواصلة تحويل أموال عائدات الضرائب وتسهيل حرية الحركة داخل الضفة، أما الدول العربية فيقتصر دورها في دعم الخطة على منع تحويل الأموال الى حركة حماس.

من يقرأ تفاصيل الخطة يدرك جيدا أن الصراع القائم اليوم في الساحة الفلسطينية لم يعد بين الشعب الفلسطيني وسلطات الاحتلال بل بين حركتي فتح وحماس.

ان ماينبغي أن نؤكد عليه هنا هو أن العقل الذي يتقبل ويتبنى هكذا خطط لا يمكن أن يكون أبدا على صلة فعلية بالضمير الجمعي للشعب الفلسطيني الذي لم ينظرفي يوم الى قضيته الوطنية على هذا النحو الذي يركز فقط على تسهيل شؤون الحياة اليومية مقابل التخلي والتنازل عن العناوين العريضة للصراع ، مشروع التحرير والعودة وفلسطين التاريخية التي تبدو اليوم غائبة عن برنامج السلطة وأزلامها خاصة بعد أن حول ساستها الشعب الفلسطيني الى شعب متسول يقبل اليد التي تمتد اليه بالصدقه ، حتى لو كانت يدا ملوثة بدم أبنائه .

ليست هناك تعليقات: