الثلاثاء، تشرين الأول ١٦، ٢٠٠٧

حول مقترح اصدار بيان مناهض لخطّة تقسيم العراق


الأخوات والأخوة
تحـــــــية عربـــــــــــية :

أود أن أشير – إضافة إلى ما قاله بعض من تناولوا الموضوع – الى أن فكرة تقسيم العراق قد لازمت العقل الغربي والصهيوني منذ فترة طويلة , ترجع بحسب ما يجمع المؤرخين إلى نهايات العقد الثاني من القرن الماضي , حين عزمت الحركة الصهيونية على إنشاء مركز للدراسات في فلسطين , هدفه تعلم اللغة العربية ودراسة الحضارة العربية بكل ما تشتمل من تراث , عادات وتقاليد , أنماط تفكير وأسلوب معيشة يومية. وكان الهلال الخصيب ومصر وعموم الجزيرة العربية هي المنطقة التي يجري عليها البحث. وكان المركز معنيا بالتوصل إلى استنتاجات تتعلق بكل ما سبق , فضلا عن البحث في بعض الأحداث منها:

* أسباب فشل التجربة العربية في الأندلس , ودراسة ملابساتها , بعد 800 عام من الوجود العربي فيها.
* أسباب انهيار دولة الاحتلال اليهودي في أورشليم قبل الميلاد .
* أسباب زوال وجود الفرنجة ( الصليبين) في بلاد الشام.

ما يعنينا هو الاشارة الى التداعيات التي أحدثها سقوط اليهود مما يسمى " السبي" إلى بابل. قبل الميلاد, على يد القائدين سرجون ونبوخذ نصر. وهو ما جعل العقل الصهيوني يستبطن فكرة أن القوة التي أنهت ذلك الوجود هي قوة عراقية , وان ذات القوة التي أنهت الوجود الفرنجي قدمت من العراق بقيادة القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي.

هذا الكلام يُعني كل من يقلل من شأن المشروع ( غير الملزم) الذي أقره الكونغرس مؤخرا , ويقلل من تأثير وتداعياته إقليميا وعربيا , لأن وجودنا مرتبط كعرب ومسلمين بفكرة الوحدة , ومزيد من التمزيق والتقسيم سيضر بمصلحتنا كأمة ومصيرنا كبشر.

ومن الجهل اعتبار ما يحدث خاضع لمنطق المصلحة الآنية للقوى المهيمنة عالميا وحسب , بل تعود جذوره إلى وقائع حدثت منذ مئات السنوات. لا بل سيكون من الغباء اعتبار تقسيم العراق يمضي بمنأى عن مخطط تقسيم سيطال الأمة بأكملها.

عبد الستّار الكفيري


ليست هناك تعليقات: