السبت، تشرين الأول ٢٠، ٢٠٠٧

عرب لطفي: وجود المرأة القوية في المشروع الوطني حاسم


في حديثها لـ "العرب اليوم" الاردنية


عرب لطفي: وجود المرأة القوية في المشروع الوطني حاسم

المرأة المتحررة قادرة على التغيير والمشاركة في نهضة ورقي مجتمعها


اضغط هنا للخبر مع الصور

16/10/2007

(السيدة عرب لطفى عضو في لائحة القوميّ العربيّ)


العرب اليوم - اسعد العزوني

اكدت المخرجة السينمائية المصرية الملتزمة عرب لطفي ان وجود المرأة القوية والواعية امر حاسم في المشروع الوطني.

وقالت في حوار مع "العرب اليوم" حول فيلمها التسجيلي "احكي يا عصفورة" الذي تحدث عن التجارب الثورية لمناضلات فلسطينيات سبع هن ليلى خالد ووداد قمري ورسمية عودة وتيريز هلسا ورشيدة عبيدة وامينة دحبور وعائشة عودة ذلك, ان بعضهن نفذ عمليات ثورية مسلحة ضد اهداف اسرائيلية وتم اعتقالهن والبعض الآخر قام بخطف طائرات اسرائيلية وغربية وشددت المخرجة عرب على ان المرحلة الراهنة يسودها الاتجاه الاستسلامي وانها ارادت من خلال هذا الفيلم حفظ الذاكرة.

* ما الدافع الذي جعلك تخرجين مثل هذا الفيلم التسجيلي وفي هذه الظروف الضبابية?

- هناك دوافع عدة وراء اخراج هذا الفيلم التسجيلي اهمها حفظ الذاكرة المهددة في المنطقة بسبب الثقافة الرسمية السائدة المدمرة وكذلك فان طمس دور النساء المتحررات في بناء تجربة المقاومة شدني لاخراج هذا الفيلم ذلك ان الفكرة السائدة هي اما امرأة غربية متبرجة او امرأة شرقية محافظة.

وقد اردت ان اقول ان المرأة المتحررة المنفتحة قادرة على التغيير والمشاركة في نهضة ورقي مجتمعها جنبا الى جنب مع اخيها الرجل وكما هو معروف فان المجتمع له جناحان هما المرأة والرجل ولا يطير من دون احدهما.

وهناك دافع قوي اخر وهو ان بداية العام 1993 شهدت عملية طمس للكفاح المسلح كعنصر اساسي في تجربة الشعب حيث ان ظلال مؤتمر مدريد بدأت تلقي بظلالها الثقيلة على المرحلة ناهيك عن سيطرة ذلك على الخطاب السياسي الفلسطيني وعليه اردت اعادة الاعتبار للمقاومة.

وهناك جانب شخصي هو انني انتمي لهذا الجيل من الرائدات الثوريات الذي نما وترعرع في هذه اللحظة السياسية وقد اردت ايصال خطابي الشخصي ايضا.

* لماذا قمت بالتركيز على المرأة من خلال اختيارك لنماذج نسائية فقط?

- لا اركز عادة في افلامي على جنس معين لكن هذا الفيلم كان له طبيعة خاصة اردت ابراز دور المرأة في اسناد المقاومة ففي فيلمي "زيارة قصيرة" اخترت المخيمات الفلسطينية والتقيت كافة الطبقات والفئات من النساء والرجال والشباب.

اما في فيلم "البوابة الفوقا "الذي يؤرخ لمدينة صيدا فجمعت فيه العديد من الشخصيات المشتركة من صيادين ومقاتلين ونقابيين وسياسيين ولذلك فان فيلم "احكي يا عصفورة" ركز على المرأة لان جزءا منه يعبر عن تجربتي كامرأة واردت القول ان المرأة القوية وجودها حاسم في المشروع الوطني.

* ما الذي خرجت به من هذا الفيلم بعد انجازه?

- عبرت في هذا الفيلم عن ذاتي وقمت بايصال رسالتي الى ابعد مدى من خلال التعبير عن الذات وعندما اشاهد افلامي اكتشف امورا عديدة اخرى وقناعتي ان العمل الابداعي هو عمل اللاوعي.

* ما الذي اردت ايصاله من خلال كشف حياة المناضلات السبع في بيوتهن?

- مذاق لحظة عاشتها هؤلاء المناضلات ولن يفهمها احد الا اذا عاشها فالحديث عن الثورة والتمرد قابلتها على ارض الواقع روح عالية تتعامل مع الزوج و الابناء برقة ولطف وربما تعجز عن وصف هذه اللحظة لكن الحديث عن تجربة الآخر يقصر الطريق.

* ما العقبات التي واجهتك خلال انجاز هذا الفيلم?

- واجهتني عقبات انتاجية ذلك ان رؤية مثل هذا الفيلم غير مطلوبة حاليا لان المطلوب لهذه المرحلة غير ذلك.

وما نراه حاليا هو ان الاتجاه العام مستسلم لفكرة الاستسلامي ويطلب الاعتذار من العمل المقاوم ولذلك فان عرض مثل هذا الفيلم لن يكون سهلا مع انه ترجم الى اللغة الانجليزية لمحاولة عرضه في الغرب.
ويشير الواقع الذي نعيش ان مثل هذا النوع من السينما غير مرغوب فيه لكني انجزت هذا الفيلم للتاريخ وكلما رآه احد اعتبر نفسي انني قاومت وهو على كل الاحوال وثيقة.

* من اين نبعت الفكرة?

- منذ زمن وهذه الفكرة تدور في راسي ذلك ان رغبتي بتوثيق الذاكرة تتعزز يوما بعد يوم ولهذا تراها في معظم افلامي وانا مشغولة جدا ومهتمة بفكرة الذاكرة الشفهية.

ما هو واضح ان ذاكرة شعوبنا مقموعة وتداول التاريخ الحقيقي يتم شفاهية. لقد اسهم المثقفون المرتبطون بالحركة الشعبية امثال الشهيد غسان كنفاني والشهيد ناجي العلي في انعاش الذاكرة كما انهم حاولوا حفظ الذاكرة الشعبية.

ليست هناك تعليقات: