الأحد، تشرين الأول ٠٧، ٢٠٠٧

مائة يوم على تطهير القطاع

الضفة الغربية وغزة – صورتان

معاوية موسى

مائة يوم مرت على تطهير قطاع غزة ، كافية على الأقل لتكون فرصة التقييم الاولي لما يجري هناك خاصة ما تعلق بشعبية الحكومة ودرجة نجاحها وثقة الجمهور الغزاوي بها وايمانه بقدرتها على ترجمة هذا النجاح من خلال تحقيق الأمن والرفاه الاجتماعي والاقتصادي اذا استثنينا مايمكن انجازه من تغيير على الصعيد السياسي على المنظور البعيد .

ولكن لنقف بحيادية وتجرد ونشخص الحالة الفلسطينية بصدق ، ( وكنتيجه للاحتلال والحصار ) نجد حالة القطاع مثيرة للشفقة وباعثه على اليأس والقلق والتحسب ومؤسفة من مختلف أبعادها ، بل وتنذر بما هو أسوأ ، وهذا ليس تقديرنا المتشائم ، بل هو حقيقة حاصل جمع تصريحات عدد من قادة حماس في القطاع ابتداء من هنية وليس انتهاء عند ابو زهري واحمد بحر الذي حذر من الكارثة الانسانية التي تحدق بعينها خاصة بعد اعلان غزة كيانا معاديا " لاسرائيل " والولايات المتحدة ( كأنها من قبل كيانا رائعا )

والمائة يوم اياها ، هي ذاتها الفترة التي مرت على الضفة الغربية التي أصبحت " الكيان الصديق " " لاسرائيل " والولايات المتحدة مقابل الكيان المعادي لهما في غزة ، والأمور هناك حملت عناوين من مثل حكومة تصريف الأعمال "الشرعية" مقابل الحكومة المقالة والانقلابية الظلامية في القطاع كما يسمونها (أزلام دايتون) ، وكذلك الضفة المزدهرة مقابل القطاع البائس ، ودعم وتثبيت سلطة عباس وتخفيف القيود والحواجز والافراج عن عائدات الضرائب وتحرير عدد من الأسرى والمعتقلين كخطوة " جريئة " لدعم ابو مازن .

لكن "اسرائيل" التي تدرس تخفيف الحواجز ورفعها ، أضافت عليها ولا سيما في القدس ، أما بالنسبة لحكاية الأسرى والمعتقلين الأكثر حساسية فقد جاء حصادها مثيرا للسخرية فأطلقت "اسرائيل" سراح ما مجموعه 350 معتقلا بمن فيهم التسعون المقرر الافراج عنهم قريبا ، فيما اعتقلت قواتها خلال المائة يوم أضعاف هذا العدد ناهيك عن عمليات الأجتياح والاغتيال والقتل والدهس تحت جنازير الدبابات والتي كان آخرها اجتياح مخيم عين بيت الماء للاجئين الفلسطينيين في نابلس والتي أسفرت عن اعتقال 49 واستشهاد 3 مناضلين من كتائب ابو علي مصطفى وعزالدين القسام .

السلطة اليوم تختنق وهي مثقلة بالشروط والاملاءات الاسرائيلية المذلة ، فلا تقدم يذكر على مسار المفاوضات مع أولمرت ولا تقدم على الأرض يذكر ولا دولة حتى لو كانت مؤقته كما يطمح ويحلم عباس وأزلامه ومؤتمر الخريف تساقطت أوراقه حتى قبل انعقاده ، كما أن حركة فتح نفسها باتت مهددة باستقواء التيار "المتأمرك" الذي يريد أن يضع زعامتها بيد رموز "لوكودية" ومتواطئه مع الاحتلال .

بالعودة الى حماس التي باتت الحركة الحاضنه والوريث الشرعي لمشروع المقاومة والتحرير بعد الانجاز الكبير الذي أحدثته بسيطرتها على القطاع ، نقول أنه اذا ما أرادت المحافظه على هذا الانجاز فذلك لا يكون عبر استجداء وانتظار لقاء ابو مازن والتشاور والتفاهم مع السلطة فتقوم بتسليم غزة لتلك الزمرة الفاسدة وانما من خلال وعبر تبني وحماية مشروع المقاومة – مشروع عروبة فلسطين كل فلسطين بدلا من الانكفاء والتقوقع في حدود

ليست هناك تعليقات: