السبت، تشرين الأول ٢٠، ٢٠٠٧

لقاء مع الشاعرة الإماراتية هدى السعدي


الشاعرة هدى السعدي عضو في لائحة القوميّ العربيّ، و الحوار منقول عن موقع <شاهد>

شاهد – حوار منى العبدالله

هدى محمد علي السعدي , شاعرة إماراتية تنتمي إلى جيل الشباب .. ولدت في أبو ظبي في 15/6/1977 تحمل البكالوريوس في آداب اللغة العربية .. تعرّف نفسها كشاعرة للمقاومة حيث أن جل موضوعات قصائدها تدور حول هذا المضمار .. بالإضافة إلى الشعر تكتب هدى السعدي القصة القصيرة و المقال الصحفي الثقافي .

أصدرت ديوان شعر : "دموع البنفسج، ديوان شعر، سوريا ،العام 2004، مطبعة دار عكرمة، 143 صفحة" و لها بانتظار الطبع : ديوان شعر مرقوم ينتمي إلى أدب المقاومة بعنوان "مناحة النخيل" , و ديوان آخر يتضمن مجموعة نصوص لعدد مختار من الأدباء لبعض ما كتب من أدب المقاومة حول العراق , و مجموعة قصصية مرقومة.

هدى السعدي لها نشاط صحفي واسع .. عبر جريدة الإتحاد ملحق دنيا الإتحاد، عمود خاص أسبوعي بعنوان "ومضة" و كتبته لمدة عامين ونصف .. و عبر مجلة الصدى، عمود مشترك بعنوان "إشراقات" .

أقامت و شاركت بالعديد من الأمسيات و المناسبات الشعرية : " تونس، تونس العاصمة ،العام 2003، بيت الشعر" و " تونس، صفاقس،العام 2003. مسرح البلدية" و " أبو ظبي،العام 2004 مسرح المجمع الثقافي، أمسية شعرية مشتركة من فعاليات مؤتمر المرأة العربية" و "الإمارات،العين،العام 2006 كلية العين للتكنولوجيا والعلوم" و "الإمارات، دبي،العام 2006، احتفالية جائزة رواق عوشة الثقافي" و "مشاركات شعرية في معرض القاهرة الدولي للكتاب،خيمة عكاظ،العام 2002" و "كمتسابقة في مسابقة أمير الشعراء في نسخته الأولى التي انتهت مؤخرا".


الشاعرة الشابة الرائعة هدى السعدي .. كان لنا معها اللقاء التالي :

1- ما هو جديد هدى السعدي .. وماذا بعد أمير الشعراء ؟

ديوان جديد في مرحلة التنظيم والتنضيد وسيكون بين أيدي القراء الكرام قريبا إن شاء الله، كما أن ديواني السابق وضعت قصائده في قرص مدمج بصوت ملقي جميل وهو في مرحلة التنضيد أيضا وسيبصر النور قريبا إن شاء الله.أمير الشعراء انتهى لكن تأثيراته ما انتهت علينا، حاليا مشغولة بقبول الدعوات والمقابلات،ما بعد مرحلة أمير الشعراء اعتبرها نقلة نوعية حيث بت أنظر لشعري من زوايا كنت ساهية عنها، أيضا أدواتي في تطور مستمر إن شاء الله، مشاركتي في البرنامج حملتني مسؤولية لا أن أبقى في المستوى الذي عرفني به الجمهور و إنما أرقى وأقدم للجمهور الأجود والأفضل.

2- لديك أعمال أدبية لم تطبع , ما هي الأسباب ؟

الانشغال ليس إلا , و لعلها من صفات الشاعر القلق و الفوضوية ! إنها من صفاتي المتعبة على كل حال . هذا بالنسبة للشعر، أما بالنسبة للقصص فأنا مترددة في نشرها ريثما أثبت أقدامي في الساحة الشعرية.

3- كتبت هدى السعدي (و هذا النهد في صدري ) وأيضا (و خمائلَ نِـهدَيْ مونيكا ! ) ألا تشعرين بالحرج أمام المتلقي الخليجي ؟

بلى أشعر ، أمام المتلقي العربي وليس الخليجي فقط , و شعوري بالخجل ليس نابعاً من كون اللفظة مثيرة أو مخجلة , ففي هذا السياق الموجع اللفظة في الأولى تشير للعرض الذي ينتهك بأيدي العدو كون النهد من خصائص المرأة الحميمة، أما الثانية فهي من باب الاستخفاف والاستهزاء. بصراحة لا أقرا هذه المقاطع أمام الكل ليس لأنها فاضحة ولكن خوفا من إساءة الفهم وابتعادا عن اللغط.. حتى إني لما قدمت "هذا دمي" في مسابقة أمير الشعراء ذهبت لتطويرها كي تكون أقوى فأزلت مقطعا وأضفت 4 مقاطع أخرى، وأعتبر هذا دمي و قد أصبحت قطعة فنية متميزة. وغيرت ما أشرتَ إليه إلى هذا الجرح في صدري. أجل سيدتي الفاضلة الشاعرة العربية الحريصة ما زالت تعاني من سوء الفهم وعليها أن تكون حذرة في طريقة تعبيرها.

4- تقولين (أنا أعرف نفسي كشاعرة للمقاومة حيث أن جل موضوعات قصائدي تدور في هذا المضمار السام)هل الألقاب مهمة لدى هدى السعدي حتى تطلق على نفسها شاعرة المقاومة ؟

الألقاب لا تعنيني ولكنني أردت تعريف القارئ بتوجهاتي الشعرية، و حين أقول مقاومة لا أقصد حصريا مقاومة من حيث الدفاع عن أراضينا العربية وشعوبنا المنتهكة استعماريا في فلسطين والعراق وإنما اقصد أنني شاعرة مقاومة بالشكل العام متضمنا ذلك، لم يحدث أن حصلت على أي شي أووصلت لأي هدف إلا بالجهد والجهاد والمقاومة والإصرار، كما إنني بطبيعتي لا أتقبل الأشياء كما تفرض علي إنما اعمل فيها العقل والتحليل وهذا يجعلني أتصادم أحيانا سعيا للوصول للصحيح وليس المتعود عليه. وجزء من مقاومتي الشعرية إنني لا ارتضي للشاعرة العربية أن تتقولب في قوالب سمجة يريدها لها البعض ويغريها بمعسول الكلام وكاذب الأوهام، بحيث تتحول لسلعة رخيصة لإمتاع أدنى الغرائز الإنسانية لدى البعض. الشاعرة الحقيقية يجب أن تكون فارسة حرة أصيلة من حيث قوة وجزالة شعرها ومن حيث أسلوب كتابتها ومن حيث موضوعاتها، بالطبع تستطيع التعبير عن القلب والحب والهوى ولكن برقي ورومانسية وليس بإسفاف ودونية. على الشاعرة العربية أن ترغم المتلقي أن ينظر إلى شعرها أكثر من نظره إليها هي شخصيا فهي بكل حال تعرض شعرها لا تعرض نفسها.

5- هل فكرت هدى السعدي بالجهاد الجسدي ؟

هههه، الحقيقة وكما يظهر في صوري , أعاني من زيادة الوزن والحقيقة إنني أجاهد بقوة جسديا عبر الأنظمة الغذائية كي أعود لرشاقتي الأولى.. لكن جهادي الجسدي (الرجيمي) قاصر حتى الآن كوني أتكاسل عن الرياضة . كما لدي جهادات أخرى على مستوى العقل والنفس والروح ..هل ترغبين أن أشرحها لك ؟ :)

6- لماذا المشهد الثقافي الإماراتي مغيب وكأن الأمارات لم تنجب إلا عددا قليل جدا من المبدعين ؟

الحقيقة المبدعون الإماراتيون موجودون لكن الحركة الثقافية كانت بطيئة وغير منظمة، من فترة أشعر بتغير في المناخ الثقافي الإماراتي واهتماما كبيرا آمل من كل قلبي أن يتحقق المرجو، مثلا افتتاح أكاديمية الشعر وبيت العود والجائزة التقديرية للعلوم والآداب وجائزة زايد للكتاب وغيرها كثير، إضافة للجهد المحلي الشاب الناجح الذي لاحظناه على فضائيات دبي من خلال برامج رمضانية كرتونية جميلة وهادفة ومتصلة بالتراث وناجحة علما إن قوامها الرئيس كوادر إماراتية شابة. ولعل من أفضل ما نجح فيه برنامج أمير الشعراء انه اثبت للعالم وجود إماراتيين مبدعين ومنافسين على ساحة الشعر الفصيح، وهذا أبلغ رد على التصور عند البعض أن الخليج خالٍ من الطاقات الإبداعية المميزة.

7- بدول الخليج الشعر النبطي هو المتسيد في وسائل الإعلام الخاصة والحكومية هل لأنه موروث ويستحق هذا الاهتمام المكثف .. أم لأنه يلقى الاهتمام من الشيوخ و الأمراء ؟

لدينا في الإمارات كان هناك قلق أن يختفي الموروث تحت هجمات العولمة والعالم الخارجي، وكما تعلمون وكما نقول في المثل الإماراتي (اللي ما له أول ما له تالي) أنا ترعرعت ونشأت في بيئة تعلمنا أهمية تمسكنا بموروثنا وهذا أمر ممتاز .. بالطبع، لا ننسى أن دولة الإمارات دولة فتية صغيرة عمرا و من الطبيعي أن تكون البداية بالاتصال مع المباشر , أي حياة أبائنا المباشرين وأجدادنا المباشرين وكما تعود العالم فالقفزات في الإمارات كبيرة وكما أسلفت نلحظ توجه جميل الآن نحو العناية بالأدب العربي شعرا وغيره. أما لماذا الاهتمام بالنبطي على حساب الفصيح.. لان المجتمع بطبيعته البدوي القريبة كان يعيش النبطي فاستمر بالتواصل معه ، فمثلا إنسان الشارع العادي يجد الشعر النبطي اقرب لقلبه لأنه هو ما سمعه من جده وأبيه، لكنني واثقة كل الثقة لو استمر هذا الاهتمام بالأدب العربي الفصيح سيستعيد مكانته في قلب وذائقة العربي الخليجي لأنه موجود في جذوره السحيقة حاله حال كل عربي .

8- نجد بعض الشعراء الذين يكتبون بالفصحى اتجهوا للكلمات المعقدة والتشبيهات الخيالية غير المفهومة .. ألا تعتقدين انه لم يعد يجدي مع المتلقي ؟

هناك رصانة وجزالة وقوة واستغلال لغنى العربية وهذا أنا أؤيده وأنادي به وعلى الجمهور أن يطور من نفسه قليلا فأحد ادوار الشاعر أن يرقى بالحس الأدبي الجمعي لدى الجمهور، أما تلك الصور و التشبيهات التي لا هدف ولا معنى لها سوى الإدهاش أو الانسياق وراء مدارس تغريبية تنادي بالانفصال التام عن الجوهر والموروث بل تذهب للقذع به، أراها فشلت وستسمر في فشلها فلا يصح إلا الصحيح .. أن نتعلم من الآخر مع الحفاظ على جواهرنا الأصلية وملامحنا الحقيقية شيء ، وان نمسخ أنفسنا لنصبح مسخا قبيحا للآخر فهو شيء آخر نرفضه . ما أشرت إليه أمر اكرهه بل يثير حفيظتي واعتبره من الاشعرية والضعف وعدم القدرة وتوهم الموهبة.

9- وأنت مطلعة على الأدب كونك شاعرة ومثقفة .. الم تستغربي تجاهل البرنامج لصاحب اللقب الأصلي الشاعر الكبير احمد شوقي ؟

تسميه البرنامج بأمير الشعراء نستطيع أن نعتبره إكراما لأمير الشعراء وليس تجاهلا، كما سبق أن لقب شاعر لبناني بأمير الشعراء بعد شوقي. نحن كمشاركين حين سعينا للمشاركة كنا نعرف إن البرنامج اسمه أمير الشعراء لذا من النفاق أن ننتقد ونحتد الآن، لكن لو سألت عن رأيي الشخصي فانا اعتقد إن البرنامج لو اختار اسما غير مطروقا لكان أفضل.. هذا رأيي الشخصي.

10- مسابقة "أمير الشعراء" ، تشرف عليها هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث وهي جهة رسمية ..لماذا تعتمد على التصويت ولم يوضع لها مبلغ مالي بعيدا عن الربح من الجمهور ؟

ليست الهيئة التي تربح..الهيئة اعتدناها تصرف على مشاريعها، أعتقد إن شركة براميديا هي صاحبة فكرة التصويت ولها يعود الربح، لماذا وجدت شركة؟ لا أعرف هذه التفاصيل ولا مسبباتها لعلها سياسة عامة أكبر من المسابقة .

كلها توقعات شخصية لا اعرف الإجابة , ما اعرفه انه في ظل لجنة ( كانت لها (هنات) بحسب التعبير الذي يحب أن يستخدمه الدكتور المميز عبد الملك مرتاض، كانت التصويتات باب آخر يخرج بالنص وشاعره من النقاد إلى الجمهور. كذلك وجد دعم وطني للكثير من الشعراء كل في وطنه إضافة ولعله لم يصرح شاعر آخر بذلك فان كل شاعر شارك استلم جائزة نقدية لا أعرف هل هي من الهيئة أو من الشيوخ و قدرها 50 ألف درهم تشجيعا وشكرا لمشاركاتهم، لذا فإن من لم يربح ماديا فهو لم يخسر، هذا أراه دعم..ألا ترينه دعم؟

11- من يشارك بالمسابقات يعنيه الهدف المادي أو إثبات الوجود و الحصول على الشهرة .. ما هي الأسباب الحقيقية التي جعلتك تدخلين في السباق على اللقب ؟

قطعا ليس الربح المادي، أنا أصلا وكما نقول في الأمثال (ايدي مخبوقة) يعني أصرف كثير ولا تبقى في يدي الأموال،يعني إذا أتت ستذهب فالمال فعلا ليس ضالتي الكبرى .هدفي كان ولا ريب إثبات الوجود ومن ثم أن يعرفني الناس أن يقرأني الناس فانا كحال كل مبدع أنتج للناس. ولو تحققت لي شهرة ما كمحصلة فهذا أمر جيد.. لكن الشهرة بحد ذاتها ليست هدفا.. فالشهرة قد تتحقق لمغنية لا تملك إلا شكلها المعدل جراحيا تستغله لهذا الهدف او حتى من خلال فضيحة.. يعجبني أن اشتهر بشرط أن تكون الشهرة وسيلة وليست غاية أن تكون بوابتي للوصول للناس وملامسة وعيهم ومشاعرهم.. تقديم دور إنساني ما.

12- هل أنتِ مع أو ضد الفتاوى التي تحرم المسابقات الشعرية التى تعتمد على رسائل sms وترى أنها أكل لأموال الناس بالباطل ؟

ليست الشعرية فقط..الآن حتى مسابقات الإنشاد الإسلامي وغيرها وجدت فيها الرسائل النصية، بصراحة لا ارتاح كثيرا لمسائلة الرسائل النصية رغم إنني وجدت أنها تحقق توازن ما! ربما لكان وقعها اقل حدة لو كانت أسعارها عادية في حدود سعر الرسالة النصية العادية. ولن أنافق نفسي أو الجمهور..الرسائل وسيلة ربحية تصب في جيوب الشركات،وتشكل عبئا ماديا على المتسابقين، ولو وجدت آلية عادلة ومنسقة وليست فوضوية لإبداء رائي الجمهور كبديل للرسائل النصية غالية الثمن.فأنا أؤيدها بشدة.

13- لماذا قبلت هدى السعدي ان يكون مصيرها بالفوز أو الخسارة بيد أشخاص التقييم لديهم للهواية الوطنية او القبائلية كما نقرأ ونسمع من وسائل الإعلام ؟

مصيري كان بيد اللجنة التي حكمتني ووجدت لديهم مقاييس تقيم غير القبائلية أو الهوية الوطنية بل اغلبهم لا يتحيز قبليا. خلاصة القول حتى لو توجد في المسابقة عيوب لا أرى القبلية أو الهوية الوطنية أحداها فإنها أفادت المشاركين وأظهرتهم من الظل للضوء . لو كانت القبلية أو الهوية الوطنية هي المقياس وبما إني إماراتية والمسابقة انبثقت من الإمارات،لكنت وصلت لمرحلة النهائية..ليس الامر كذلك.

14- لو لم يشارك الفائز بالمسابقة الإماراتي عبدالكريم المعتوق هل تعتقدين فرصتك كانت اكبر في الفوز باللقب ؟

أولا أبارك لكريم معتوق فوزه فقد قدم نصوص جميلة والمستويات كانت متقاربة، ولا بد أن يفوز أحدهم. نظرا لما لحظته أن الواصلين للمرحلة الأخيرة كانوا كل شخص من بلد مختلف فلعله ربما لولا وجود المتميز شعرا معتوق لوصلت للنهائي حيث أصنف نفسي أفضل المشاركين الإماراتيين بعد معتوق على حسن وجودة الآخرين واحترامي لهم، ولعل هذا هو ما تقصدينه في سؤالك السابق، لو كان الامر كذلك فانا أجيبك بأننا لا يجب أن ننسى إن هذا البرنامج واسع الانتشار تلفزيوني جماهيري ولكان من الحرج الكبير أن تستثنى بعض الدول تماما ويمثل دولة واحدة شاعرين أو أكثر، أعتقد إنهم فعلوا ذلك في محاولة لتحقيق بعض التوازن. بالمختصر أعتبر نفسي نجحت في المسابقة حيث اثبت وجودي ونمت لدي مسؤولية أكبر تجاه شعري.