الأربعاء، تشرين الأول ٣١، ٢٠٠٧

كركوك في إحصاء 1957 كان ثلثها فقط من الأكراد


د. إبراهيم علوش

الوثائق القديمة أكثر من مخزن للذاكرة الجمعية للأمم والشعوب. فهي معلم أثري وقيمة جمالية لمن يقدرون الكتب والوثائق. وهي مصدرٌ لا غنى عنه للباحث والمؤرخ ولمن يدرسون الحدث المنصرم وأشخاصاً مضوا أو دولاً بائدة. وهي أنواع: بعضها مألوف ومعروف مثل كتب التراث العربي العريقة التي وضع كثيرٌ منها في بغداد والبصرة. وبعضها طواه الزمن أو أغرقه المغول والتتر في دجلة والفرات. وبعضها قديم قدم اختراع الحرف مثل ملحمة جلجامش. وبعضها سرق من متحف بغداد مع مجيء المغول الجدد. وبعضها أقرب إلينا بالزمن. تذكره ألسنٌ كثيرة ولم يسبق لأصحابها أن أمسكتها أيديهم مثل "المجموعة الإحصائية لتسجيل عام 1957" للعراق.

والمجلد الإحصائي المذكور الصادر عن وزارة الداخلية لجمهورية العراق في بداية الستينيات بات وثيقة من الوثائق التي تعتمد عليها إدعاءات معاصرة كثيرة. أهمها إدعاء البعض أن مدينة كركوك مثلاً كانت تسكنها أغلبية من الأكراد في ذلك العام. وهو ما يستخدم ذريعة لضم كركوك لإقليم كردستان العراق. لتصبح عاصمة له. بكل ما تحتويه من نفط وموارد. بعد إجراء استفتاء حسب المادة 140 من الدستور العراقي في ظل الاحتلال الموضوع من قبل اليهودي نوح فلدمان.

للوثائق أهمية معاصرة في الكثير من الحالات. وفي مثل حالة إحصاء.1957 فإن للوثائق أهمية سياسية حاسمة خاصة بالنسبة لمدينة عربية أصيلة مثل كركوك. فالوثائق ليست آثاراً فحسب. وليست حكراً على هواة جمع الكتب القديمة. بل هي جزءٌ من واقعنا الراهن. كما الماضي جزءٌ من الحاضر.

ولذلك قام أخي محمد أبو نصر الذي يعد تقرير المقاومة العراقية بالإنجليزية يومياً منذ سنوات ببذل جهود مضنية للحصول على نسخة أصيلة من إحصاء 1957 للعراق وتجدون صورة الغلاف مرفقة. كما تجدون مرفقاً تصوير الصفحة 243 من المجلد الإحصائي. وهي تتضمن الجدول الخاص بالتوزيع الديموغرافي لمدينة ولواء كركوك عام.1957 وقد قمت بنقل الجداول أدناه وبحساب النسب المئوية لسكان مدينة ولواء كركوك حسب ذلك المسح السكاني بناء على الانتماء العرقي. ووجدت بناءً عليه أن كل المزاعم المنشورة والمكررة عن أغلبية كردية في مدينة كركوك عام 1957 لا أساس لها من الصحة. وأن نسبة الأكراد من مجموع السكان في مدينة كركوك عام 1957 كانت الثلث فقط. والثلث ليس أغلبية وأن تلك النسبة لم تكن حتى أغلبية نسبية!

ونرى من الجدول أدناه أن مجموع سكان مدينة كركوك عام 1957 كان حوالي مئة وعشرين ألف نسمة. منهم أربعون ألف شخصاً قالوا ان لغتهم الأم هي اللغة الكردية. وهذه النسبة تمثل الثلث. ونجد بالمقابل أن حوالي خمساً وأربعين ألفاً قالوا أن لغتهم الأم هي التركية. أي حوالي 37 أو ثماني وثلاثين بالمئة من المجموع. وهذه أغلبية نسبية. ولكنها لا تعني على الإطلاق أن كركوك تركية وليست عربية مثلاً. ناهيك عن كونها كردية!

أما إذا أخذنا لواء كركوك ككل. أي في المدينة والريف. فإن نسبة الأكراد من المجموع كانت أقل من النصف. وكانت الأغلبية للعرب والتركمان. فحتى لو أخذنا بمنطق الأغلبية النسبية هنا. تبقى كركوك المدينة غير كردية. مع العلم ان طريقة تقسيم كركوك اللواء إدارياً كانت تضم قرىً كردية إلى الشمال من كركوك وقتها. ولم يمكننا التأكد بالضبط. محمد أبو نصر وأنا. كيف اختلفت طريقة تقسيم اللواء بين عامي 1957 و.2007


الجدول الإحصائي للتوزيع العرقي لسكان كركوك المدينة وكركوك اللواء عام 1957:



على كل حال، الإحصاءات ليست كل شيء والأهم منها هو التاريخ. فاليهود لهم أغلبية مطلقة في فلسطين اليوم. مع الفارق بين اليهود الغزاة وإخواننا الأكراد طبعاً. ولا يعني ذلك أبداً أن فلسطين يهودية.

والتاريخ يدل بأن منطقتي كركوك والسليمانية بالتحديد كانتا تاريخياً منطقتين عربيتين أصيلتين يسكنهما العرب. ولكن الأكراد دخلوهما تدريجياً. بترحيب من العرب. واستقروا فيهما. هرباً من الاضطهاد الذي كانوا يعانونه في تركيا وإيران. فأكراد شمال العراق أغلبهم أتى من تركيا وإيران، وآباؤهم وأجدادهم حديثو العهد بالعراق. ولكن عرب العراق. كغيرهم من العرب الذين لم تكن بينهم وبين الأكراد مشكلة يوماً. وما زالوا يعتزون بالناصر صلاح الدين الأيوبي وكل رموز الأخوة العربية-الكردية. تعاملوا مع الأكراد تاريخياً بكل أريحية فأصبحت مناطق شمال العراق مناطق تزاوج وتجاور ودي عبر العصور حتى جاءت زعامات كردية بدأت تتعاون مع اليهود ومع شاه إيران للتآمر على العراق وعلى مشروعه القومي من أجل تفكيك العراق وسورية وبقية الأمة العربية.

وكذلك الوجود التركي في شمال العراق جاء خلال القرون الوسطى بعدما تقهقر سلطان العرب وحكم الأتراك الخلافة. وكادت عروبة شمال العراق تتعرض للشطب. حتى جاءت موجات من الجزيرة العربية في القرن الخامس عشر لتعيد للمنطقة عروبتها الأصيلة. ولكن التواجد التركماني في شمال العراق بات في العصر الحديث مكوناً أصيلاً من مكونات العراق التي تغنيه وتميزه من دون أن تتناقض مع عروبته. فكل دول العالم. من الولايات المتحدة إلى الصين توجد فيها أقليات من دون أن يعني ذلك نكران هويتها القومية. أو نكران حقوق الأقليات ما دامت تعتبر نفسها جزءاً من نسيج الوطن لا عوناً للأجنبي عليه.

والحقيقة أن مزاعم انتماء كركوك لكردستان غير صحيحة إحصائياً أو تاريخياً. وما يتم الآن في كركوك وشمال العراق من تطهير عرقي للعرب والتركمان والأشوريين والكلدان جزء لا يتجزأ أيضاً من نسيج العراق سوف يزرع أحقاداً تاريخية لا يتحمل وزرها إلى بعض الزعامات الكردية المتعاونة مع الاحتلال.

العرب اليوم 29/10/2007

A communiqué from Arab prisoners of war In An-Naqab Desert Prison بيان صادر عن الأسرى في سجن النقب الصحراوي


Press Release

(Arabic original follows)
بيان صادر عن الأسرى في سجن النقب الصحراوي
ترجمه أديب قعوار، عضو لائحة القومي العربي
النص العربي يتبع الترجمة الانغليزيّة

A communiqué from Arab prisoners of war
In An-Naqab Desert Prison


Demanding to put the prison administration on trial…
For the crime bursting into their cells
And abusing prisoners of war…


We the prisoners in An-Naqab desert prison belonging to all factions of Palestinian resistance, demand to put on trial all those responsible for what happened in all sections of the prison known as the Administrators Fortress, where Matsada forces specialized in breaking into against Arabs, at the directorate general of prisons, on Monday morning at 10/20. At the time they broke into the sections allocated for war prisoners in seclusion while the prisoners were asleep, they were heavily armed, they broke through while firing their weapons, they were carrying and throwing tear gas bombs and sound bombs, beating unarmed prisoners of war with clubs, tying their hands with plastic strips and drew them out of the sections they were imprisoned in without a reason or indictment, all with the excuse of searching. The breaking in started with section G1, and when other sections adjacent to it tried to confront the invaders after hearing the shouting in the assaulted section, incidents expended to 8 other sections without justification. The invading forcing fired rubber bullets, tear and sound bombs at all the sections and who ever is imprisoned in them. They were aiming at direct targeting in the torso and the head to cause permanent inabilities. The number of casualties exceeded 300, thirty of whom were hit in the eye that could result in total blindness. Firing was made at short distance thus making the result more effective, thus many of the injuries are serious. Muhammad Sati Al-Ashkar from the village of Saida-Toul Karem fell martyr. Fire broke out in sections G1 and G2 burning six tents and all the belongings of the prisoners including clothing, books electric appliances and other belongings this is other then some of the prisoners suffered sever burns. Injuries were caused by tear and gas bombs and breaking whatever comes in their way and beating. All other sections were also invaded under heavy fire, beating and dragging prisoners without consideration to sick men who were also hand cuffed to the back. About 200 of them were put in the room usually used for visitors the area of which doesn't exceed 80 sq. meters. The Mitsada broke into the room and fired at prisoners where the most serious wounds were inflicted among whom was martyr Ashkar. It is to be noted that representatives of the prisoners tried several times to ask the officers of the administration to calm thing down to bring out the wounded, but without any positive result. This proves that the breaking in and what followed including refusal of any possibility for negotiation, calming down or dialogue, this, proves, by all means, that the enemy wanted to execute a plotted for massacre and other crimes.


WE are addressing this communiqué to all concerned, with head lines about what took place without details, we address public opinion, judicial and legal establishments, human rights organizations, legislative comities, international political organizations, and the media, we request every body to act with responsibility to work on accusing all those who took part immediately accountable, and restrict them from performing their jobs, and to make sure that war prisoners shall no more be assaulted, release the isolated prisoners and put all those directly responsible for injuries and murder on trial, starting with the commander of the prison, Shlomo Cohn, the fortress administrator Duke Rodriguez, security manager Hamamy, intelligence manager yousuf Khanfis section officers Thabet, Halek and others and all those who participated and responsible for them including Shabak leaders and those responsible for in the ministry of security and the Israeli Government.

With respect


Prisoners in An-Naqab desert prison belonging to all factions of Palestinian resistance,

Fateh Movement – William Jalal

Hamas - Rabi3 Umar

Al-Jihad – Muhammad Masalmeh

Popular Front – Isam Shawawrah

Democratic Front – Dia' Al-Ju3bah

25/10/2007


Translated by: Adib S. Kawar


Distributed by:

PCHR
Palestinian Centre for Human Rights



إلى كل من يهمه الأمر

بيان صادر عن الأسرى في سجن النقب الصحراوي

يطالب بمحاكمة السجن على جريمة الاقتحام


حن الأسرى في سجن النقب الصحراوي من كافة الفصائل الفلسطينية نطالب بمحاكمة المسؤولين عن الأحداث التي حصلت عندنا في قسم ب المعروف بقلعة الإداريين، حيث قامت قوات من وحدة المتسادا المتخصصة بالاقتحامات في م

مديرية السجون العامة فجر يوم الاثنين 22/10، الساعة الثانية صباحاً باقتحام الأقسام على الأسرى العزل وهم نيام وهي مدججة بالأسلحة وقامت بعملية الاقتحام وسط إطلاق النار من الأسلحة التي بحوزتها واستخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع والقنابل الصوتية والضرب بالهراوات وتقييد الأسرى بالكلبشات البلاستيكية والاعتداء عليهم بالضرب المبرح وجرهم إلى خارج الأقسام دون سبب وبذريعة التفتيش وقد بدأت هذه الأحداث في قسم ج1 وعندما قامت الأقسام الأخرى المحاذية لمحاولة التصدي بعد سماعهم الصراخ والتكبير من القسم المعتدى عليه، امتدت الأحداث إلى جميع الأقسام الأخرى الموجودة داخل القلعة وهم 8 أقسام وباشرت هذه القوات بإطلاق الرصاص المطاطي والفلفلي وقنابل الغاز والصوت على جميع الأقسام ومن فيها من الأسرى، وكانت تهدف إلى الإصابة المباشرة في الجزء العلوي من الجسم وإحداث إعاقات، حيث كان عدد الإصابات يتجاوز 300 جزء كبير منهم أصيب بعينيه. مما يهدد بفقدان البصر فيها (حوالي 30) وكانت الإصابات عن مسافة قريبة جداً مما يعطي هذه الأسلحة فعالية الأسلحة النارية المعروفة وقد نتج عن ذلك العديد من الإصابات التي وصفت بالخطرة، سقط على أثرها الشهيد محمد ساطي الأشقر من قرية صيدا-طولكرم هذا وقد أدى استخدام القنابل الصوتية والغاز وعملية الاقتحام والتكسير بالهراوات إلى اندلاع النيران في قسم ج1 و ج2 ، وقد أتت النيران على 6خيم وكل ممتلكات الأسرى من الملابس والكانتينا والكتب والأدوات الكهربائية وغير ذلك عدا عن إصابة أسرى بالحروق، كذلك كانت عملية الاقتحام لجميع الأقسام وسط الإطلاق الكثيف للنار والضرب المبرح بالهراوات، حيث اقتادت القوات المقتحمة جميع الأسرى وهم مكبلين دون مراعاة للمرضى أو المصابين حيث تم التقييد من الخلف بكلبشات بلاستيكية والاعتداء بالضرب والجر على الأرض ووضعت حوالي 200 منهم في غرفة الزيارات المخصصة لزيارة الأهل والتي لا تتجاوز مسافتها 80 متر مربع حيث اقتحمت قوات المتسادا الغرفة عليهم وأطلقت النيران مما أدى إلى وقوع أكثر الإصابات خطورة داخل هذه الغرفة بينهم الشهيد محمد الأشقر هذا ويذكر أن ممثلي الأسرى حاولوا أكثر من مرة الطلب من ضباط الإدارة التهدئة لإخراج الجرحى والمصابين إلا أنهم تعرضوا لإطلاق النيران ووقعت بينهم إصابات ولم تفتح الإدارة أي باب للحوار أو التهدئة مع ممثلي الأسرى مما يدل على أن ما حصل كان مبيناً ومخطط له وهو يعد مجزرة وجريمة بكل معنى الكلمة.

ونحن إذ نتوجه بهذا البيان والمذكرة إلى كل من يهمه الأمر واضعين بها بعض رؤوس الأقلام حول ما حدث بعيداً عن التفاصيل، فنحن نتوجه إلى الرأي العام والمؤسسات القضائية والقانونية ومؤسسات حقوق الإنسان والمؤسسات التشريعية والهيئات السياسية والدولية والمؤسسات الصحفية ونطالب الجميع بتحمل مسؤولياته للعمل على محاسبة المسؤولين وتقييد عملهم للمحاكمة وضمان عدم الاعتداءات على الأسرى وإعادة المعزولين ومحاكمة كل من لهم علاقة بالأحداث ومن أعطى القرار فيها وتعتبرهم مسؤولين مباشرين عن القتل والإصابات التي وقعت، من مدير السجن شلومو كوهين ومدير القلعة دوق رودريزر ومدير الاستخبارات يوسف خنيفس ومدير الأمن حمامي وغيرسن وضباط الأقسام ثابت وحالك وغيرهم وكل من ساهم بالأحداث والمسؤولين عنهم من قيادات الشاباك والمسؤولين عنهم في وزارة الأمن الداخلي والحكومة الإسرائيلية.

مع كل الاحترام


الأسرى في سجن النقب بكافة فصائله وممثليهم

حركة فتح – وليم جلال

حماس – ربيع عمر

الجهاد – محمد مسالمة

الجبهة الشعبية – عصام شواورة

الجبهة الديمقراطية – ضياء الجعبة

25/10/2007


جدلية الوحدة والتحرير

د. إبراهيم علوش

منذ خمسينات وستينات القرن العشرين والناس يتجادلون في بلادنا أيهما يأتي أولاً: الوحدة أم التحرير؟ هل يجب أن نوحد الأمة أولاً كي نتمكن من تحقيق التحرير؟ أم أن التحرير ممكنٌ بدون وحدة، والتحرير مهمةٌ عاجلة لا تنتظر الوحدة؟ هل يجب أن نبني قوانا عبر ومن خلال دولة الوحدة أولاً كي نتمكن من تحرير فلسطين وغيرها من الأراضي العربية المحتلة، أم أن المهمتين منفصلتان، ويمكن أن تسيرا بشكلٍ متوازٍ، ولا تعتمد إحداهما على الأخرى بالضرورة؟

وقد انقسم الجمع في هذه المسألة إلى معسكرين، أحدهما يرى أولوية الوحدة على التحرير، والأخر يرى أولوية التحرير على الوحدة. فأما من رأى أولوية التحرير على الوحدة، فقد انخرط في العمل السياسي على الصعيد القطري، ومن الأمثلة على ذلك طبعاً حل حركة القوميين العرب لتشكيل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وأما من رأى أولوية الوحدة على التحرير، مثل بعض الأنظمة والأحزاب القومية التوجه، فقد أعطى لنفسه صلاحية تقديم بعض التنازلات على جبهة الصراع العربي-الصهيوني باعتبار أن الأولوية تكمن في بناء دولة الوحدة!

والحقيقة أن تاريخنا العربي المعاصر يعطينا واحداً من أهم الأمثلة على حدوث تحرير بدون وحدة أو مشروع قومي هو مثال تحرير جنوب لبنان عام 2000. ويمكن أن نضيف إلى هذا المثال حالة التحرير الجزئي لقطاع غزة. وفي هاتين الحالتين، جاء التحرير نتيجة عمل شعبي عربي منظم (أي ليس مباشرةً عن طريق نظام رسمي عربي)، ومن خلال قوة أو قوى محلية غير مرتبطة بمشروع قومي بل بمشروع محلي. ولا شك أن أمثلة العراق والصومال ولبنان وفلسطين تثبت أن نشوء واستمرار مقاومة شعبية مسلحة ممكنٌ بدون وجود دولة وحدة. فالطاقات المحلية يمكن أن تنتج مقاومة فعالة، وأن تخلق ساحات اشتباك، وحتى أن تحرر هذا الجزء أو ذاك، وأن تضع عوائق حقيقية في وجه تقدم المشروع المعادي، تماماً كما شلت المقاومة العراقية تقدم مشروع "الشرق أوسطية" في الإقليم. وعندما تفعل المقاومة المحلية ذلك، فإنها تكتسي لوناً قومياً، ودوراً قومياً، وتتلقى بالتالي دعماً حقيقياً من باقي الأمة.

ولكن هل يمكن أن يُهزم المشروع الصهيوني في المنطقة، بكل ما يمثله، من وجود عسكري ووزن سياسي ودعم إمبريالي، على يد قوى شعبية محلية فحسب، بدون مشروع قومي، أو بدون دولة وحدة؟ وهل يمكن أن تتخلص الأمة ككل من التبعية (الاحتلال غير المباشر) بدون مشروع قومي؟ هل يمكن أن تتخلص دول الخليج العربي مثلاً من الوجود العسكري الأمريكي بدون وجود دولة وحدة تحمي الأمن القومي في منطقة الخليج العربي؟ وهل يمكن أن نحرر لواء الإسكندرون والأحواز والجزر الثلاث بدون دولة وحدة عربية؟

الحقيقة أن تحرير جنوب لبنان يختلف نوعياً عن تحرير فلسطين من النهر إلى البحر، وعن تحرير الأمة من الهيمنة الإمبريالية المباشرة وغير المباشرة، وعن القدرة على تحرير الأراضي العربية المحتلة من الدول المجاورة، من أثيوبيا إلى إيران إلى تركيا إلى إسبانيا. فالطاقات المحلية والقدرات المحلية يمكن أن تحقق أهدافاً موضعية لمصلحة الأمة، وأن تلعب دوراً قومياً من الناحية الموضوعية، أي كتحصيل حاصل وليس نتيجة وجود مشروع قومي واعٍ. ولكن شتان ما بين هذا وما بين تحرير الأمة وأرضها من الاحتلال المباشر وغير المباشر.

فالتحرير الكامل بهذا المعنى لا يمكن أن يتحقق بدون دولة الوحدة. والتحرير الموضعي بدون دولة الوحدة يبقي تحريراً غير ناجزٍ، ويبقي المقاومة محاصرة سياسياً أو عسكرياً، كما في لبنان أو غزة.

وليس المقصود بدولة الوحدة أن الوطن العربي بأسره يجب أن يتوحد قبل أن يتحقق مشروع التحرير. فمن يصر على هذا، كبعض القوميين الرسميين الذين يصرون على نشوء سوق عربية مشتركة أولاً، يحاول فعلياً أن يتهرب من مهماته على الأرض، بالتحديد، مهمة مقارعة الطرف الأمريكي-الصهيوني بالسلاح. فدولة الوحدة نفسها لا تنشأ إلا في أتون المعارك الدموية مع الطرف الأمريكي-الصهيوني وأذنابه.

المقصود بدولة الوحدة إذن هو نواة دولة الوحدة التي تحمل مشروعاً قتالياً، مثلاً، الدولة التي شكلها صلاح الدين الأيوبي من شمال العراق وأجزاء من سوريا والأردن ومصر، فأطبقت كفكي كماشة على دولة الفرنجة وسحقتها. إذن دولة الوحدة هي نواة مقاتلة للوحدة الشاملة، وهي مشروع تحرير في آنٍ معاً، وفقط عندما يصبح مشروع التحرير مشروعاً قومياً يصبح التحرير ممكناً، وفقط عندما يصبح مشروع الوحدة مشروعاً مقاتلاً، تصبح الوحدة ممكنة. وهكذا نضع العلاقة الجدلية بين الوحدة والتحرير بإطارها الصحيح: التحرير الحقيقي يحتاج لنواة وحدوية ومشروع قومي، والوحدة لا تقوم بدون مشروع تحرير مقاتل جماهيري وعسكري.

المجلس الجهوي للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس يعلن تأييده المطلق للمقاومة العربية


المجلس الجهوي للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس – تونس يعلن تأييده المطلق للمقاومة العربية و على رأسها المقاومة العراقية و يدين قرار تقسيم العراق و يطالب بإطلاق سراح القيادة الوطنية العراقية الأسيرة و يدعو إلى إحياء الذكرى الأولى لاستشهاد الرئيس المجاهد صدام حسين بما يليق بمكانة الشهيد



ابن تونس

انعقد يوم السبت 20 أكتوبر ( تشرين الأول ) المجلس الجهوي للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس – تونس الذي يعد سلطة القرار الثانية بالجهة بعد المؤتمر و يحضر فيه ممثلو كافة النقابات لكل القطاعات المهنية بصفاقس . و قد احتل الوضع داخل الوطن العربي عموما و العراق خصوصا اهتماما خاصا من قبل أعضاء المجلس و تمخضت النقاشات عن اللائحة و القرارات التالية :


لائحة القضايا القومية العربية

المجلس الجهوي للشغل بصفاقس- تونس

نحن أعضاء المجلس الجهوي للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس المجتمع بدار الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس يوم السبت 20 أكتوبر 2007 برئاسة الأخ حسين العباسي الأمين العام المساعد المسؤول عن التشريع و النزاعات و بعد تدارسنا للوضع الذي تمر به أمتنا العربية و الذي يتسم باشتداد الهجمة الصهيونية و الامبريالية التي تستهدف وجودها و تاريخها و ثقافتها العربية الاسلامية و ثرواتها إلى جانب التواطئ المفضوح لعدة أنظمة عربية عبر تصديها للمقاومة العربية الباسلة في العراق و فلسطين فإننا :

1 – نثمن مواقف الاتحاد العام التونسي للشغل الداعم لقضايا أمتنا العربية و خاصة نضال شعبنا العربي في فلسطين و العراق.

2 – نكبر عاليا إرادة المقاومة و الصمود في فلسطين رغم حرب الإبادة و الاستئصال التي تشنها العصابات الصهيونية ضد شعبنا الصامد و المرابط و المؤمن بحقه و بعروبة أرضه عبر :

أ – إحكام الحصار و التجويع على شعبنا العربي في فلسطين و خاصة في قطاع غزة بهدف سلب إرادته الحرة كمدخل لزرع بذور الفتنة و الاقتتال بين أبناء الشعب الواحد ، و من منطلق حرصنا على مصير القضية المركزية لأمتنا فإننا ندعو كافة القوى الشريفة و المناضلة إلى التوحد و تفويت الفرصة على أعدائها المتربصين بها.

ب – المضي قدما في سعيها المحموم في النيل من المسجد الأقصى عبر محاولاتها المتكررة و المفضوحة لهدمه و بناء هيكل سليمان المزعوم على أنقاضه.

ج – إن المجلس الجهوي بصفاقس يؤكد رفضه المبدئي لما يسمى بمؤتمر السلام المزمع عقده خلال الخريف الحالي باعتباره حلقة جديدة من حلقات التآمر المستمر على الأمة العربية و قضيتها المركزية و يدعو إلى فضح و إحباط مشاريع التسوية و التطبيع مع العدو الصهيوني و التمسك بحق العودة و بالمقاومة المسلحة كخيار استراتيجي حتى تحرير كل الأراضي العربية المغتصبة.

3 – إن المجلس الجهوي بصفاقس يجدّد مساندته للمقاومة العراقية الباسلة التي تخوض أعتى مواجهة تاريخية نيابة عن الأمة العربية و كافة شعوب العالم قاطبة ضد عدو متعدد الأطراف لم يعرف التاريخ الحديث مثيلا لشراسته و يستنكر سياسة الاغتيالات التي تستهدف أفراد القيادة الوطنية العراقية الصامدة و يعتبرها جرائم حرب و يطالب بإطلاق سراح هذه القيادة و جميع الأسرى المعتقلين.

و من منطلق وفائه لتضحيات و نضال شهداء أمتنا و في مقدمتهم الشهيد صدام حسين ، يدعو جماهير أمتنا العربية إلى إحياء ذكرى استشهاده الأولى و منحها القيمة التي تليق بالمكانة و التضحيات الجسام التي قدمها.

4 – إن المجلس الجهوي بصفاقس إذ يحيّي صمود المقاومة العربية العراقية بكل فصائلها أمام قوات الاحتلال الأمريكي و البريطاني ليدين قرار الكونغرس الأمريكي القاضي بتقسيم العراق و يهيب بكل القوى و الفعاليات الشعبية العربية إلى تكثيف تحركاتها من أجل التصدي و فضح الأبعاد الإجرامية لهذا القرار و نشر كل الوثائق و المعلومات ذات الصلة بالمخطط الأمريكي الصهيوني لإعادة تقسيم الوطن العربي و يستنكر موقف الإعلام العربي الرسمي و انخراطه الكامل في القصف الإعلامي الرامي إلى ضرب إرادة المقاومة العربية و وأد آمال جماهير أمتنا في التحرر و التقدم و الوحدة.

5 – نؤكد رفضنا المبدئي لكل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني و نندد باللقاء الذي جمع وزير الخارجية التونسي بوزيرة خارجية الكيان الصهيوني و فتح أراضي البلاد لمزارات الصهاينة تحت غطاءات دينية مزيفة .

كما يعبر المجلس الجهوي عن استنكاره الشديد لما تروّج له صحيفة "الصباح" من دعوات لناشئتنا للمشاركة في مسابقة يشترك في تنظيمها مركز يشرف عليه الإرهابي قاتل الأطفال في قانا شمعون بيريز و يدعو إلى مقاطعة مثل هذه الأنشطة التي ترتقي إلى مستوى الجريمة في حق أبنائنا الذين حريّ بنا تربيتهم على قيم الوطنية و الصمود و التجذّر في روح الانتماء العربي.

6 – نعبر عن دعمنا للمقاومة الوطنية الباسلة في لبنان و نساند حقها في الحفاظ على سلاحها المراد نزعه من قبل تحالف الاستعمار و الصهيونية و بعض أعوانهما المحليين.

7 – يعبر المجلس الوطني عن استنكاره للعدوان الصهيوني الأخير على القطر السوري الشقيق و يجدد موقفه المساند لحق الأشقاء في سوريا في تحرير أرضهم المحتلة في الجولان.

عاش الاتحاد العام التونسي للشغل مناصرا و مساندا لكل القضايا القومية



رئيس المجلس الجهوي

حسين العباسي

الأمين العام المساعد المسؤول عن التشريع و النزاعات


وحيد القرن وموسم تساقط اوراق التوت

الخريف الفلسطيني من دمشق الى أنابوليس

محمد لافي "الجبريني"

ربما على قاعدة "ما حدا أحسن من حدا" بدأت جولة جديدة من المنافسات الفصائلية الفلسطينية المعتادة بتبادل المؤتمرات واللقاءات، بناء على الحد الادنى الذي يمكن أن تصل اليه، بعد أن غابت الى حد كبير لغة التحالف والتكتل السياسي، ربما لسبب بسيط نستنتجه بعد قراءة تاريخية، وهو غياب الراع الرسمي، النظامي الذي يمكن تسميته دون أي تحرج بالامتداد الاستراتيجي للقضية الوطنية، بأبعادها الأيديولوجية.
كان ذلك أبان الثنائية القطبية، والخطاب الثوري الذي لم تكن قد تخلت عنه كل العواصم العربية،قبل انهيار الاتحاد السوفياتي، احتلال العراق ومؤتمر مدريد، فكان يمكن ان تتحالف "جبهة الصمود والتصدي" ضد تونس، ويرتفع صوت صاخب بإسم "تحالف النقاط العشر" ضد مشروع "دولة فلسطينية على اي شبر محرر"، وهو ماكان ينجح عمليا في فرملة رؤى مقابل اخرى، وتجاذب في المواقف قد يصل احيانا بين القواعد حد التراشق الناري هنا وهناك، فكل طرف كان يحتمل الخطأ والصواب، وكل فريق كان يمتلك من اسباب القوة ما يمكنه الرهان عليه إن لم نقل أحيانا بالتبعية، ومع ذلك كانت هناك الفرصة لإبقاء منطقة حيادية وخيوط الاتصال دون المساس ب"الثوابت"، "المحرمات"، او التجادل ب"المقدسات".

مجاملات استباقية
عود على بدء! ليس الامر كذلك في خريف السنة السابعة من هذا القرن المنتصب على جمجمة الكركدن الامريكي، بعد أن تراجع الحلفاء الاستراتيجيون للراديكالية الفلسططينية خطوات الى الوراء، وأضحت من أولوياتهم الدخول في عصر "السلام" طبعا على مقدمة وحيد القرن ذاته. ولا باتت منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بقادرة على ان تمثل حتى من هم فيها، بعد أن أصبحت جسد لا تداعى أطرافه بالسهر والحمى اذا اشتكى منه عضو، فنخرها الدود وملئتها القروح، لا تشبها بجسد ايوب عليه السلام بقدر ما هي حالة انفصام ميت متشبث بشاهد القبر، تائه بين اسباب الحياة، وضائع بين تصنيفات التاريخ. الذي اضاعه يوم غير ميثاقه الوطني وفق قياسات القرن الامريكي، وبعد أن تشرذمت آفاقه مع الريح.

وخارج صيغ المراثي، يمكن ملاحظة جسد المنظمة كجثة أم يتمسك بشرعيتها وقدسيتها الاخوة الاعداء، فبعد بدء حملة الترويج لمؤتمر خريف انابوليس الامريكي من قبل سلطة الرئيس محمود عباس، تداعت بقايا الرفض والتصدي، لمؤتمر آخر اسمته "المؤتمر الوطني الفلسطيني" جاء مفاجئا مستوى سقفه الذي لم يكن كما جرت العادة مضادا جذريا لمشاريع التسوية، صاخبا في طرحه ورفضه لأي مساس بالمحرمات، وفضحا للطرف الاخر، بل تصالحيا يمكن وصفه بالبراغماتية أكثر من اي شيء آخر، حين كان شعاره الوحدة الوطنية، المصالحة، واعادة بناء منظمة التحرير. بمشاركة الخارجين عن اطارها –حماس والجهاد الاسلامي- دون أن يحمل في طياته ما يدل على رغبة جديه في التصدي لملفات مؤتمر السلام في انابوليس.الا كما جاء نصه في البيان الخاص بالمؤتمر "حماية القضية الوطنية الفلسطينية من المخاطر التي تتهددها نتيجة اشتداد التآمر الأمريكي-الصهيوني و الطروحات المنوي عرضها في مؤتمر بوش قبل أمريكا-إسرائيل." دون ان يطرح ارضية جدية لمواجهة هذا الخطر والتآمر.

طرح جدي ام "اعتدال"
ومما يبدو من صيغة البيان ككل، فهو سعى لإظهار حسن نواياه، ولتقديم تبريرات ربما لم يكن مجبرا على تقديمها لو كانت نواياه جدية بخصوص البند اعلاه، خاصة أن هذه التبريرات والتوضيحات بدى واضحا انها موجهة لطرف بعينه –تيار محمود عباس- بإسرافها في استجلاب تفهمه له، ودرءا لِشر معاداته له، وهو ماعبر عنه مسؤول اللجنة التنظيمية للمؤتمر طلال ناجي في لقاء على فضائية الجزيرة حين ترحم على الايام الخوالي التي كان فيها الشهيد ياسر عرفات يستمزج اراء فصائل الرفض في كل مؤتمر او لقاء دولي، وكأن لسان حاله يقول لعباس نتمنى ان تشاركنا معك في مؤتمراتك، فجاءت بنوده أو لضرورة توضيح بعض الحقائق عن خلفيات الدعوة لعقد المؤتمر .
كما تم تعميمه على وسائل الاعلام،..
"1- المؤتمر هو فكرة جاءت من خارج الفصائل و حاولت الفصائل أن تعطيه زخماً وطنياً عاماً و أوسع و أشمل من خلال التأكيد على مشاركة كل القوى والفصائل والشخصيات والفعاليات وممثلين عن كل التجمعات الفلسطينية والجميع مدعو للمشاركة في هذا المؤتمر .
2- الدعوة موجهة للمشاركة في المؤتمر لكل القوى و الفصائل فصائل م.ت.ف و التحالف الوطني إلى جانب شخصيات و فعاليات وطنية فلسطينية. و حتى لا يستغل و يوظف من جهة ضد جهة أخرى و أبلغت فتح بذلك و ستدعى فتح اللجنة المركزية و كل الفصائل في الداخل و هو ليس حكراً على جهة أو اتجاه أو حركة بل هو عمل وطني شامل وواسع .
3- المؤتمر ليس له مهمة تنظيمية ضد م.ت.ف و ليس بديلاً أو انقساماً عنها بل هو لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وفي إطار م.ت.ف على اسس ديمقراطية . و لن ينبثق عنه أي صيغة تنظيمية وقد يطرح البعض وجهة نظر خاصة تجاه هذا الموضوع . لكن لا يعتبر ذلك من توجهات المؤتمر وسيتم العمل مع كل الذين يشاركوننا الرأي وهم كثر لأن لا يستغل المؤتمر لجهة ضد أخرى وان تكون توجهاته وحدوية وضد الأنقسام .
4- أهداف المؤتمر:
أ-حماية القضية الوطنية الفلسطينية من المخاطر التي تتهددها نتيجة اشتداد التآمر الأمريكي-الصهيوني و الطروحات المنوي عرضها في مؤتمر بوش قبل أمريكا-إسرائيل.
ب-استمرار العمل و وضع الآليات لإنهاء لمعالجة حالة الانقسام الفلسطيني و إعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية من خلال الدعوة لحوار وطني شامل لإعادة بناء وتفعيل م.ت.ف و إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح في الوضع الداخلي .
ج-التمسك بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم و ممتلكاتهم التي شردوا منها.
5- المؤتمر ليس مع جهة ضد جهة , يعني ليس مع حماس ضد فتح و ليس مع فتح ضد حماس هو عمل وطني فلسطيني و كلما اتسعت المشاركة فيه كلما كان الموقف أفضل ولا يمكن ان تقبل الأكثرية الساحقة ممن سيشاركون في المؤتمر أن يتم استغلال المؤتمر لجهة ضد أخرى او لتكريس حالة الأنقسام .
6- هناك استعجال في بعض المواقف التي صدرت عن البعض ضد المؤتمر او تتخوف منه فهو ليس مؤتمر انقسامي بل وحدوي و سنطالب الجميع بالمشاركة الإيجابية من أجل الحوار و الوحدة ومواجهة المخاطر الخارجية .
7- المدعوون الضيوف-ممثلين عن المؤتمر القومي- والقومي الإسلامي-ومؤتمر الأحزاب العربية و بعض قادة الأحزاب العربية والحليفة والصديقة و حضورهم سيكون في جلسة الافتتاح."

معارضة داخل المعارضة
لقد وجهت الدعوات للعديد من الشخصيات الوطنية الفلسطينية لحضور مؤتمر دمشق، واذا كان قد تم تجاهل شخصيات أخرا كما صرحت محتجة‘ فإن عديدا ممن تمت دعوتهم رفضوا الحضور، مبررين ذلك بأنه جاء فقط كمحاولة اعادة تلميع واحياء ذكرى فصائل ليس لها وجود عملي على خارطة التأثير السياسي الفلسطيني، وأن هذا المؤتمر لم يأت لإيجاد حلول جذرية. وأنه لا يناقش جذور المسألة الخاصة بمنظمة التحرير ألا وهو ميثاقها المعدل.

فالقضية الفلسطينية باتت بحاجة أكثر من اي وقت الى اطار جدي لمواجهة حملة التنازلات والتصفية للحد الادنى الذي اقرته فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وهو دولة على الاراض المحتلة 67 عاصمتها القدس وعودة اللاجئين، فيما على الارض لا يوجد ما يدل على جدية تجاه هذا القرار

توت في الخريف!
بعيدا عن التنظير السياسي، والسجال حول موضوع ثابت منظمة التحرير، فقد أثبتت كل الاطراف السياسية الفلسطينية، قصورا ذاتيا عن التعامل مع قضية الشعب الفلسطيني، او حتى الارتقاء الى مستوى تضحيات هذا الشعب، فإذا لم يكن خافيا غياب التأييد الشعبي لمؤتمر انابوليس، فهذا لا يعني ان هذا التأييد سيتجه نحو مؤتمر دمشق، النخبوي، والذي سيتنادى اليه أقطاب المعارضة الوطنية ممن غابوا عن ساحة النضال السياسي عمليا منذ الخروج الكبير من بيروت سنة 82، وبدعوة لمن يمكن تصنيفهم بالموالاة لسلطة الرئيس عباس.

أنابوليس بإختصار
مؤتمر السلام في امريكا يمكن قرائة أحداثه مسبقا، ليس بناء على التنبؤ السياسي بقدر ما هو اعتمادا على الوقائع والمنطق، فأولمرت يذهب اليه بعد ضغط ملح من الادارة الامريكية، وهو يعلم أن لن يجرؤ على الخوض في تفاصيل القضيا الرئيسة عداك عن ايجاد الاتفاق على حلول، وهو يعلم أن اقل بادرة حسن نويا تجاه عباس سيكون ثمنها ذهابه من الحكومة، والادارة الامريكية تعي ذلك، بل ولا تكترث حتى لإيجاد حلول، فكل ما يريده بوش عقد المؤتمر، لا نشوء دولة فلسطينية،وتقديم ذرائع لحلفائه العرب الذين يريدون التخلص من العبئ الاخلاقي امام شعوبهم تجاه القضية الفلسطينية، وتبرير التوطئ في حال شن هجوم على ايران او سوريا او لبنان أو حتى قطاع غزة، وتبرير منطق القوة واعادة تحسين شروط التفاوض.

فيما وجود الرئيس عباس واضح مغزاه، وهو التمسك بذيل الاعتراف الدولي بسلطة رام الله وإعادة نفوذها في غزة، مهما كان الثمن، وعلى احسن تقدير نيل المزيد من الوعود والتسهيلات الشكلية، وفي حالة أخرى مكسب سياسي قد تقدمه "اسرائيل" بالتوافق مع الولايات المتحدة، عبر تبادل الاراضي الديمغرافية، فتأخذ السلطة مناطق مثل ام الفحم التي يجري التركيز عليها بجماهيرها المزعجة للكيان وقواها السياسية الممثلة بالحركة الاسلامية، مقابل تثبيت وجودها في مستوطنات الضفة الغربية.وهي عملية على عكس ما يروج لها الكيان تحمل مكاسب جمة ولا تعطي الدولة الفلسطينية المفترضة اسبابا اضافية للحياة، بقدر ما تعزز فكرة الضم الصهيوينة التي كرس لها الجدار التوسعي والبؤر الاستيطانية المتكاثرة كالسرطان.

لقد اثبتت التجارب التاريخية أن أغلب هذه المؤتمرات لا تأتي الا كمحاولات حثيثة للبقاء قيد المنافسة او على اقل تقدير الوجود، على الساحة، والسؤال هل قبلة الحياة يمكن ان تجدي لمن تعطلت رئتاه، وهل يمكن لكل مقويات العطارين ان تعيد الى اجساد الشيوخ شيئا من العافية، للتباهي، وهو حال المؤتمرين في الشرق والغرب، بلا شك فالقضية باتت بحاجة الى ما هو أكثر احتراما لها
.

www.ezza3tar.spaces.live.com


في الحوار الدائر حول المشاركة بمؤتمر الفصائل الفلسطينيّة بدمشق و موضوع "إعادة بناء" منظّمة التحرير


ننقل اليكم في ما يلي بعض الملاحظات المتفرّفة من ذلك الحوار الذي دار في لائحة القومي العربي.
- لجنة الاشراف على المدوّنة
_____________


الأخوة والرفاق الأعزاء..

تحية المقاومة والعروبة
السلام عليكم...

يقوم التيار الرسمي العربي العميل والمتعاون مع العدوين (الاسرائيلي) والأمريكي بالتجهيز لمؤتمر الصفقة الأخيرة مؤتمر الخريف [يقصد مؤتمر انابولس في أمريكا و ليس مؤتمر دمشق] .. ويهدف المؤتمر الى قلب المنطقة وتغيير الجغرافيا السياسية وفق نظرية الشرق الأوسط الجديد... فكما يتم اليوم التجهيز لتقسيم العراق والسودان .. جاء دور تصفية القضية الفلسطينية .. والتي قد تكون مآلها ضم الضفة للأردن واعطاء الفلسطينيين حقوق المواطنه الكاملة واعطاء وعود بتنمية اقتصادية مما سيسيل لعاب الرأسماليين الفلسطينيين الذين سيصبحوا رسل التسوية الشعبية في الضفة والشتات, بينما سيتم ترك غزة لحماس حتى يلفظها الشعب بعد الحصار المستمر.. وبالتالي سيتم نزع الكفاح المسلح كخيار, حتى ولو تكتيكي.. ففتح (السلطة) ستضم ما تبقى من مقاتلين للجبهتين الشعبية والديمقراطية لشرطتها في الضفة خاصة أن تنظيماتهم تعتبرهم حملاً مادياً ثقيلاً بعد توقف التمويل...

أما التيار الاخر والذي تمثله البوم قوى التحالف الفلسطيني فهو ليس الأنموذج الأنسب للتصدي للتيار العميل..

فحماس والتي تنتمي أصلاً للتيار (الاخواني) هي متورطة بهدنة وافقت عليها متسببة في أيقاف الانتفاضة والدخول في معمعة السلطة, وهي غير قادرة على التغريد خارج السرب الاخواني العالمي والذي يتحالف اليوم مع التحالف العميل ,كما نرى ذلك جلياً في العراق وسوريا وربما مصر – بعد تصريحات العريان الأخيرة.

القيادة العامة والتي ترعى المؤتمر الى جانب حماس هي قوة فلسطينية غير موجودة في الداخل وتعيش على أمجاد الماضي وربما تقوم بحملة علاقات عامة أخيرة محاولة ًالخروج من غرفة الانعاش , كما تقوم بدعم أعضاء الكنيست الصهيوني العرب سياسيا واعلامياً , أما الجهاد الاسلامي فبالرغم من مواقفها السياسية الصلبة والمشرفة الا أن ذلك مرتبط بالسعي الايراني لتجميل صورته في فلسطين بينما يداه ملطخة بدماء العراقيين...
لكن هل نستطيع أن نقول بأن هذه الفصائل عميلة؟.. هي ليست كذلك لكن ما نطالب به هو موقف أصلب ,مات لأجله الشهداء ودفعت من أجله الدماء..
من المشاركين أيضاً من يسمون أنفسهم بصقور فتح!! وأولئك - ومنهم سليم الزعنون وأبو اللطف – يعترفون بالقرار 242 وبالمبادرة العربية السخيفة الداعية للتطبيع بعد اعلان الدويلة..

يجب الذهاب واستثمار الدعوات الموجهة والبصق على دعاة التسوية والمرحلية ومواجهة دعاة الدويلة .. ويجب أن تعلم تلك الفصائل أن سقفهم السياسي هو النعال الذي سنمتطيه. لذا أدعو الى تكتيل موقف موحد داخل المؤتمر موقف يطالب بالتمسك بالمثاق الوطني الفلسطيني الأصيل والموقف الرافض الى اعادة بناء منظمة فلسطينية تضم عملاء..

أحمد عدنان الرمحي

__________



عقدت عدة إجتماعات بين الفصائل و حماس من جهة و بين قيادة السلطة و المنظمة من جهة أخرى في دمشق و القاهرة وبيروت بخصوص إشراك حماس في المنظمة حتى أن المجتمعين توصلوا الى إتفاق مبادئ عام في القاهرة بهذا الخصوص.
الجلسات التي دارت و الاوراق التي قدمت من حماس و الفصائل كانت محل إهتمام شديد من قبل وسائل الإعلام العربية و الأجنبية و قد اجرت و سائل الإعلام هذه عشرات المقابلات مع ممثلي حماس و فتح و بقية الفصائل قبل و بعد كل لقاء.
و قد كان واضحاًَ جداًَ أن كل ما دار من احاديث و كل ما قدم من أوراق و كل ما تم بحثه من قبل المجتمعين بالإضافة إلى ما سمعناه منهم في وسائل الإعلام قبل و بعد كل لقاء يتمحور حول مبدأ حجم تمثيل كل فصيل ومنهم حماس في هيئات المنظمة بالإضافة إلى موضوع إصلاح المنظمة أي ضبط طرق الصرف المالي و محاربة الفساد الإداري الداخلي
و لم نسمع ابدأًَ أن حماس أو أي فصيل اّخر ناقش من قريب او بعيد موضوع تغير الميثاق أو إلغاء إعتراف المنظمة بإسرائيل أبداًَ أبداًَ أبداًَ.
يعني يا اخي. عقلاًَ , هل يعقل ان تناقش جميع التفاصيل من عدد المقاعد إلى طرق الصرف ألى أليات إجراء إنتخابات في الشتات الخ, قبل مناقشة الموضوع الرئيسي و الجوهري و هو إعتراف المنظمة بإسرائيل و ما وقعته معها من إتفاقات.
و هل تترك الكليات إلى ما بعد الإنتهاء من التفصيليات
وهل إذا ما تقدمت أنت لطلب وظيفة مثلاًَ ستناقش تفاصيل ساعات العمل و لون المكتب الذي ستجلس عليه قبل ان تعرف إن كانوا سيعنوك أم لا
أليس هذا كمثل داعية يذهب إلى بلاد المشركين ليدعوهم إلى الإسلام فيبدأ هذا الداعية بتعليمهم شروط التطهر من النجاسة قبل أن يحدثهم عن لا لااله الا الله.
الأصل يا اخي عقلاًَ ان يناقش مبدأ سحب الإعتراف بإسرائيل و إلغاء ما وقع معها من إتفاقات أولاًَ و حين تقبل فتح و المنظمة بهذا المبدأ عندها نناقش حجم التمثيل و عدد المقاعد و أماكن إجراء الإنتخابات الخ.
وهذا ما عنيته بالضبط بمصطلح ضبابية الرؤية السياسية عند القيادة السياسية للحركة

محمد رياض


عصابة المملوك شــي حــا أغا

د. أحمد يونس

يقال أن اســطــبل البـاب العالي، أصبح أهم من كـل الدواوين، وأنه ـبدلاً من الأمةـ صار مصدر جميع السـلطـات. أي نعم، المـآدب الفاخرة استعاضت عن التبن أو البرسـيم بالسيمون فيميه أو الفواجراه. أي نعم، قصعة البوظة حلت مكانها أقداح الويسكي المعتق أو الكورفوازييه. إلا أن اللجــام ـبعيداً عن البروتوكولاتـ ظلت نفــس اليد قابضـة عليه، وأن الكرباج لا يمحو آثـاره من عـلى الظـهـر تبـوء أرقـى المـناصب أو التنفـيس عن العُقد القديمة بالغطرسة أو إذلال المستضعفين. جناب الوالي هو الوحــيد الذي من حقه أن يصرخ آمراً: شــي! أو: حــا! من هنا اكتسب اسمه المتميز دوناً عن سائر الأغاوات. جناب الوالي هو الوحيد الذي من حقه أن يعطي الإشارة بالبدء في الرفص.

القابع فوق العرش يقوم برحلات مكوكية، ليزيل الإحـسـاس القـاتل داخله بالخوف. حتى عندما لا يكون مسافراً، يقضي أغـلب العـام في مخبئه المطل على خليج العقبة. هناك، على بعــد خطوتين من الحدود مع العدو، يتخلص ـإلى حد ماـ من الهلع الذي يعتريه. لا يظهر إلا محاطاً بالمئات من فصيلة الحمار الوحشي. لولا أن كــل هذه التدابير ليست كافية لتنزع عنه الشـعور الفـطـري بالدونية. البعض في دخانيق المدن المكللة بالحداد يطلقون عليه: المملوك شي حا أغا. الطريف أنه لا يتضايق من هذا اللقب، طالما هو يصيب الأهالي بالفزع، فلا بأس!

وعلى سبيل التسالي ـليس إلاـ اعتاد أن يوزع في أوقات فراغه ألقاباً ونياشين ما لهــا من آخر. ألقاباً ونياشـين صارت تُهدى بمرسوم من ولي النعم إلى أفراد الحاشية أو الذين يثبتون تفوقاً في مجالات النصب أو التملق أو التعذيب. ألقاباً ونياشين تعفي أصحابها من المساءلة القانونية، أياً ما كان نـوع الجــرائم أو كــم الضحايا. جــرائد الصباح لا شغل لها سوى أن تنشـر أخباراً مـطـولة بالصور عن منحها إلى الأعلى نهيقاً،أو لمن لا ينجو من حوافره أحد. ألقاباً على طريقة الشطار أو العُياق أيام المماليك،دونها من حيث النفوذ الباشـوية أو البهـوية أو صـاحـب العزة أو السعادة أو المقام الرفيع، ونياشـين معناها التصرف في المرافق العامة بالبيع أو التنازل أو الوقف أو الإنعام لصالح المطايا أو الذين يستعذبون غزة المــهماز أو البصـق على الوجه.

وعلى ما يقال، فإن المــرأة الذكـية هي من تضع عينهـا على جـحـش سهل الركوب،ينتظره مسـتقبل مشـرق مع الباركـين على مقاعد السلطة، عندما يغدو حماراً كبيراً له كـرش محترم وذيل يلوح به إلى جناب الوالي في الحضرة الرئاسية المباركة، بينما هو يتطوح ـكالمجذوبـ شاهقاً على إيقاع الهتاف الرسمي المتوارث،وقد تدلت أذناه المفرطحتان كفردتَي شـبشـب حمام: بالروح! بالدم! نفديك يا أفندينا! وعلى ما يتردد أيضاً، فإن العـبرة في أمور الزواج ليست بالحب أو التوافق العـقـلي أو الجـنسـي أو العـاطـفـي كما يزعم المتفرنجون. المهم البردعة. كذلك فإن هناك من يشيع أن سـعـيد الحـظ هو من يطلب هـذا البغـل أو ذاك يـد ابنـته، شريطة ألا يتمـسـك كثيراً بالشكليات التي لا قـيمـة لها، كمسألة الشـبكـة أو المهر أو الإصــرار على تأجيل الدخلة إلى ما بعد الفرح أو مؤخر الصداق. شريطة ألا يتصـرف كقفل، متشبثاً بالتقاليد السخيفة البالية، كضرورة عـقـد القران أمام مأذون، وأن يقمع البنت بشتى وسائل التعذيب المعترف بها لاظوغلياً، إلى أن تقتنع بأن البغــل الخنثى بطبيعة تكوينه، ما هو إلا التعــبير الأمـثـل عن الذكورة بمفهوم المرحلة. المنتمون إلى اسـطــبل البـاب العالي لا يتعاملون إلا بكلمة الشـرف. تاريخهم في هذا الصدد لا يحتاج إلى إثبات. يكفيه فخراً أن العريس البغــل قد اختار كريمته هو دوناً عن سائر بنات البلد. وقد يجري تصعـيده حزبياً مــن العربخـانة إلى الحكـومخانة. هناك على القـمة سيبرطع اعتماداً على هذه المـصـاهـرة في سوق الحـديد أو الإسمنت أو الفياجرا أو الغاز الطبيعي أو العـمـلة أو الهروين أو السلاح. هناك على القـمة سيضيف إلى ميزان حسناته آخر السنة من الثواب ما لا يحلم بنصفه الشهداء أو القديسون. الأسرة التي لا يكاد يجد أفـرادهـا ما يأكلونه، سيساعدها هو من مليارات التأمين. الأسرة الغلبانة التي يغترب عائلها في السعودية حتى يتصحر قلبه، ليعود آخر الأمر بمصاريف المدارس أو نفقات علاج الابن المـريض بسبب المبيدات المـسـرطـنة أو ثـمن شقة ـكالجحرـ في العشوائيات، ستتقاضى ـعندما تلتهمه أسماك القـرش في قاع البحر الأحمرـ تعويضاً ما كان يستطيع هو أن يدبره لها حتى لو عاش ألف عام. بل إن الخـبثـاء يحلفون برحمة موتاهم أن اســطــبل البـاب العالي أصبح جامعةً لتخـريج الأغـاوات، كلاباً كانوا أو تيوساً أو بغالاً أو ثيراناً بقرون كقلاع المـراكب أو من أجود أصناف الحـمـير الحصاوي، ليحتلوا أخـطر المـواقع في سائر أجهزة الدولة. كل أنواع الســلالات، صار هو من يرعاها. باستثناء الخيل. كلها إلا الخيل.

وقد سـألت نفسي مراراً: ما العمل في وطـن باع حكامه أسوار المدن، لا ليبنوا بأحجارها بيوتاً لساكني القبور، بل حـظـائر فـارهـة ـكـسرايات مــلوك الحــواديتـ ليتبول في نوافـيرهـا المـعـطـرة بماء الورد خنازير الوالي؟ ما العمل في وطـن صنع جـنرالاته من السيوف مـفـاتيح مقلدة، ليحيلوا الغلال التي يسرقونها من أجران الفلاحين إلى بتيفور تتبادله ثعالب لجنة السـياسـات في عـيد جـلوس ولي النعم على العرش؟ ما العمل في وطـن أكـل سلاطينه لحم الجياد. ليس لأنهم كانوا جوعى. بل لكي لا يطالبهم أحـد بعد الآن بـأن يقاتلوا دفاعاً عن ترابه؟

حول السقف المنخفض والأجندة المعوّمة للمؤتمر الوطني الفلسطيني في دمشق

د. إبراهيم علوش

من الطبيعي أن تنتفض كل القوى والشخصيات الوطنية والمجاهدة ضد مؤتمر السلام التطبيعي الذي تشارك فيه السلطة الفلسطينية وبعض الأنظمة العربية مع الطرف الأمريكي-الصهيوني في أنابوليس في ولاية ميريلاند الأمريكية في وقتٍ ما في خريف عام 2007.

فالمؤتمر مرفوض: 1) من حيث المبدأ كلقاء "سلام" مع عدو غاصب معتدي يمثل نقيضاً لخيار المقاومة، 2) ولأنه يقوم على مبدأ "التطبيع بدون سلام"، أي على التنازل من طرف واحد، 3) ولأنه يبيع سمكاً في بحر الأوهام عن الوصول إلى "إعلان مبادئ ما حول قضايا الحل النهائي المؤجلة".

وهو مؤتمر يهدف بالأخص إلى تحسين وضع بوش وأولمرت شخصياً في السياقين الأمريكي و"الإسرائيلي" الداخلي، كما أنه يهدف لتعزيز علاقات بعض الدول العربية بالعدو الصهيوني على طريق إقامة "حلف المعتدلين" في مواجهة أعداء الولايات المتحدة في المنطقة، أي أنه سياسياً مؤتمر لتحقيق أهداف مرحلية أمريكية-صهيونية في الإقليم.

وهو إعلامياً مؤتمر يستهلك الورقة الفلسطينية لتحقيق هذا الغرض، تماماً كما لوح بوش بجزرة "الدولة الفلسطينية" عشية احتلال أفغانستان، وكما أعيد إحياء خريطة الطريق عشية العدوان على العراق، بذريعة تضمنها وعداً بإقامة دولة فلسطينية ما غير محددة المعالم "خلال ثلاث سنوات!"، كذلك تتم المتاجرة أمريكياً اليوم بمشروع الدويلة للتحضير لضربة ما، لسوريا، للسودان، أو لأحد ما. وما دام هنالك طرفٌ فلسطينيٌ مستعدٌ أن يكون جزءاً من هذا التهريج السياسي، طرفٌ غير مغفل مستعدٌ أن يتجاوز كل الثوابت والحقوق العربية المشروعة للحفاظ على وضعه وامتيازاته، فلمَ لا يستغله الطرف الأمريكي-الصهيوني لتحقيق أهدافه؟!

إذن من المنطقي أن يكون هناك مؤتمر فلسطيني مناهض لمؤتمر الخريف في ميريلاند لكي: 1) يعلن رفضه لاستخدام القضية الفلسطينية كغطاء لأهداف الطرف الأمريكي-الصهيوني في الإقليم، 2) يرفض التطبيع مع العدو الصهيوني وأي تنازلات تقدمها السلطة الفلسطينية في المؤتمر، 3) يؤكد بأن القضية الفلسطينية حية ومستمرة بالمقاومة، وأن الفلسطينيين المشاركين في المؤتمر لا يمثلون إلا أنفسهم.

من هذا المنطلق، كان تداعي قوى وشخصيات فلسطينية مختلفة لإقامة مؤتمرٍ وطنيٍ فلسطينيٍ موازٍ لمؤتمر الخريف في دمشق تجاوباً مع ضرورة موضوعية لا بد من التعاطي معها، وخطوة محمودة سياسياً... لولا! لولا السقف المنخفض والأجندة المعومة للمؤتمر كما عبرت عنه الدعوة الرسمية ومشروع ورقة العمل الموزعة من قبل اللجنة التحضيرية للمؤتمر...

وقد كانت لغة الدعوة عائمة مائعة، وتركزت على موضوعة "الانقسام الفلسطيني"! وبدلاً من لغة الفرز الواضح مع الخط التسووي في الساحة الفلسطينية، ثمة مناشدة عملياً للفلسطينيين المشاركين في مؤتمر الخريف، أي للسلاطة الفلسطينية، بأن يتراجعوا لأن العدو يستغل ضعفهم بسبب "حالة الانقسام الفلسطيني"... ليصبح المطلب السياسي هو: وضعهم أمام مسؤولياتهم التاريخية "بعدم تقديم الغطاء لهذه المغامرة التي تستهدف تصفية حقوق شعبنا". فهل هناك مراهنة على قيادات السلطة أيها الأخوة؟ ولأية وحدة وطنية تدعون مع الذين ينسقون أمنياً وسياسياً مع العدو الصهيوني، أي مع الذين كانوا سيتعرضون للمحاكمة والعقاب في أية حركة تحرر وطني أخرى؟ ألا يفترض أننا حسمنا الموقف منهم انطلاقاً من غزة؟ وهل يشكل هذا اعترافاً ضمنياً بأن ما جرى في غزة كان خطوة خاطئة أو غير مبنية على الثوابت؟

وبدلاً من ربط المشاركة بمؤتمر الخريف بنهج التسوية في الساحة الفلسطينية، تتوه الدعوة للمؤتمر الموازي في دمشق عن هدفه الرئيسي، لتصبح إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية "على أسس ديموقراطية وعلى قاعدة الثوابت الوطنية" مع المشاركين في مؤتمر الخريف!!. فأين الميثاق الوطني الفلسطيني غير المعدل الذي لم يذكر مرة واحدة في كل ورقة عمل اللجنة التحضيرية؟ وأين الموقف الواضح من قرارات المجالس الوطنية المعترفة بشكل أو بأخر بالكيان الصهيوني أو بعملية السلام؟

نعم، هناك ديباجة عن التمسك بالمقاومة وحق العودة، ولكنها تأتي كتتمة، في ثالثاً ورابعاً، بعد مناشدة "الأطراف الفلسطينية المعنية" - حيث لم تُسمى السلطة بالاسم أو أيٌ من قياداتها مرة واحدة في النص - بأن لا تقدم غطاءً لاستهدافات مؤتمر بوش! وتأتي بعد ثانياً، حول وضع آليات لمعالجة الانقسام الفلسطيني وإقامة الوحدة الوطنية الفلسطينية وإعادة بناء منظمة التحرير، دون التطرق لأيٍ من مسائل الخلاف الجوهرية مع النهج السائد في المنظمة، فماذا نفهم من كل هذا؟

الدعوة والورقة لا تحتويان على تأكيد واحد على عروبة فلسطين من النهر إلى البحر، ولا توجد إشارة واحدة لمعنى تعبير "ثوابت وطنية" المكرر مراراً، ولا يوجد توضيح واحد حول مسؤولية نهج التسوية عن هدر تضحيات المقاومين والمجاهدين على مدى عقود في الساحة الفلسطينية وكيف وصل الطرف الفلسطيني أصلاً للمشاركة في مؤتمر الخريف، ، بل يظهر الموقف "المعارض" وكأنه الحرص والخوف على المشاركين الفلسطينيين في مؤتمر الخريف من أن يستغل ضعفهم بوش أو أولمرت بسبب "حالة الانقسام الفلسطيني"!!! فمرحى بهذه المناهضة للمشاركين بمؤتمر الخريف...

ثم بان الخيط الأبيض من الأسود حين أعلن أحد الأخوة القائمين على المؤتمر في الفضائيات أنهم يرحبون بالجميع، حتى بالسلطة، للمشاركة بالمؤتمر، فضد من يعقد المؤتمر إذن يا إخوان؟! وهل المطلوب أن نعطي السلطة الفرصة لتضع قدماً في ميريلاند وأخرى في دمشق؟! أم أن نعطي أنفسنا الفرصة لكي نشارك بالسلطة؟!

ونسمع من مصادر شتى أن أبو اللطف وسليم الزعنون تمت دعوتهما للمؤتمر بالرغم من مواقفهما الإيجابية من بعض مشاريع التسوية، ولكن ليس كل مشاريع التسوية طبعاً... يا سلام!! فلماذا يدعى هؤلاء إذا كان الهدف هو إعادة بناء منظمة التحرير على أساس الثوابت الوطنية؟

لا أخون فصائل مقاومة مشهود لها، ولا أزايد على قوى وشخصيات معروفة بمواقفها، ولكن نتوقع منها موقفاً أصلب من هذا بكثير.

ولو اقتصر هدف المؤتمر المناهض على القيام بتظاهرة سياسية وإعلامية مضادة لمؤتمر الخريف، كما يفترض، لكان أفضل بكثير من الأحمال الثقيلة التي وضعت فوق كاهله لكي تخفض سقفه وتحبط غايته. وما عدا ذلك، فإن كل منظمة التحرير بدون الميثاق الوطني الفلسطيني غير المعدل لا تستحق ثمن التابوت الذي يجب أن توضع فيه.

ضبابية الرؤية الحمساوية

بقلم محمد رياض
كاتب عربي من فلسطين يقيم في أمريكا

ينتابني مغص معوي شديد هذه الأيام كلما رأيت طلة أحد قيادات ومنظري حماس على احد القنوات الفضائية, و ليس لتشكيلات وجوه الأخوة علاقة بالمغص لا سمح الله و لكنها تلك الكلمات التي تخرج من أفواههم فتثير الغثيان.
فحديثاًَ خرج علينا أحد الأخوة الحمساويين و أول حرف من أسمه ناصر الدين الشاعر ليتحفنا بقوله ( أن الوضع الحالي ليس الصورة التي يريدها الشعب الفلسطيني الذي في أمسّ الحاجة للوحدة والاستقلال) و أنه (لا يوجد أحد رابح، الوضع أسوأ حالا، لا أريد أن أقيّم الوضع الأمني الذي ربما يكون أفضل، لكن الوضع السياسي الإستراتيجي هو الأسوأ) , هل حقاًَ يفهم هذا القيادي الحمساوي ما يقول؟ هل يقصد ان غزة المحررة اليوم يجب أن تعود كما بالامس مكبلة بقيود سلطة أوسلو العميلة و قواها الامنية التي تقبض رواتبها مباشرة من الموساد و ال سي اّي ايه و ذلك لإنتاج وضع سياسي أفضل! و عن أية وحدة وطنية يتحدث الفيلسوف الشاعر! و هل يمكن أن تكون هناك وحدة بين وطنيين و عملاء! و هل سمع أحد منا عن قيام وحدة بين الثوار في الجزائر إبان ثورة الإستقلال و جبهة عملاء فرنسا, أم هل روى أحد لنا عن حزب الله أنه سعى لوحدة وطنية مع جيش لحد!
و هذا فلتة اّخر من فلتات هذا الزمن الرديء الذي صنع منه قيادياًَ في حماس و أسمه حاتم قفيشة و الذي أتحفنا بتصريح ناري يقول فيه (أنه ليس مع "الحسم العسكري في أي خلاف داخلي" مضيفا أنه "مع حل أي خلاف خلف الأبواب المغلقة، وليس عبر فوهات البنادق أو على حساب طرف دون الآخر)..., هل المسألة طوشة عائلية في إحدى حارات الخليل يا شيخ قفيشة... و تريد حلها بفنجان قهوة! أحقاًَ لا تدري أن ما حصل في غزة كان نتيجة حتمية لصراع طويل بين التيار الفلسطيني الثابت و االمقاوم و التيارالاّخر المتصهين و المفرّط, فإذا شاء الله أن تحسم المقاومة الصراع لصالحها تأتي أنت و تريد فرض تسوية عشائرية.
و لكن لماذا الإستغراب, ألم يصرح خالد مشعل و هو المفروض أن يكون الرأس الأكبر في حماس مراراًَ و تكراراًَ أنه (لا حل لتفاقم الأزمة الفلسطينية الداخلية إلا بالحوار). من قال لك يا مشعل أن الأزمة الفلسطيية ( داخلية)! فأنت إن تحاور عباس و فياض فإنك تحاور صوراًَ و تماثيل لا أكثر و يبقى الحل و العقد بيد السيد الصهيوني القابع في مكتبه في ( تل أبيب). إن كنت تريد الحوار ولا بد فلماذا تحاور العبيد؟.... حاور أسيادهم مباشرة. لكن على هونك أليس أسيادهم هم أعدائنا, أوليس حوارهم جريمة و حراماًَ؟ فبربك ماذا و من تقصد بدعوتك إلى الحوار!.
هذا من ناحية التصريحات, اما الإستراتيجيات على الارض فهي أكثر ضبابية. فحماس بعد فتح غزة لم تستوعب بعد أن ما فعلته كان تحريراًَ و أنها هي القوة المحررة و أن المندحرين كانوا أزلام المحتليين الغاصبين. بل يبدو ان هنالك من قيادات حماس من لا زالوا يتعاملون مع الواقع الجديد و كأنه سيطرة للحركة على نادي رياضي في إحدى المخيمات حيث تقتضي الروح الرياضية عدم إحتكار النادي و السماح للجميع باللعب. و لهذا سمحت حماس للأزلام التسووية بالبقاء بل و بالإستمرار في النعيق عبر الفضائيات و تنظيم المهرجانات و الصلوات و عقد الإجتماعات الخ, بل لقد بلغت الوقاحة بأزلام أوسلو بتحريض الإطباء و الممرضين على الإضراب عن العمل و هو الامر الذي لم يحدث طوال سنوات الإنتفاضة الاولى أو الثانية في ظل الإحتلال أبداًَ حيث كان القطاع الصحي يستثنى دوماًَ من الإضراب, و لكنه أي ( إضراب المستشفيات) حدث في غزة بفضل مجهودات مجرمي أوسلو و حلفائهم في الجبهة الشعبية مسبباًَ وفاة خمسة غزاويين ممن إحتاجوا لعمليات طارئة في ذلك اليوم.
و هكذا و بدل أن يتم إعدام الأطباء الذين رفضوا إجراء تلك العمليات الطارئة و بدل أن يسحل هؤلاء الاوسلويون المجرمون وحلفائهم من الرفاق الإتهازيين في شوارع غزة و بدل أن تشكل محاكم شعبية علنية و تبث على الهواء مباشرة لقيادات القوى الأمنية الفلسطيية العميلة لينعم الفلسطينيون برؤية جلاديهم السابقين و المسؤليين عن موت أبنائهم المقاوميين وقد علقوا على مشانق العدالة الثورية, بدلاًَ من كل ذلك قام مجلس حماس الشرعي بتوجيه الحركة نحو أن تعفوا و أن تصفح إحتذاءاًَ بالرسول الكريم الذي قال لأبي سفيان و بقية قريش في مكة حين مكنه الله منهم (إذهبوا فأنتم الطلقاء). طبعاًَ نسي أو تناسى سماحتهم أن أن أبا سفيان كان كافراًَ بإمتياز إلا أنه لم يكن أبداًَ (عميلاًَ) للروم أو للفرس.
وهكذا لم يحدث شيء و لم يبطش بأحد و بقي الأطباء القتلة على رأس عملهم و بقيت قيادات فتح و الشعبية و شركائهم حرة طليقة تجتمع و تعد لمصيبة و مصائب قادمة أخرى.
والحقيقة أن إعلام فتح قد نجح في لجم حماس منذ الأيام الأولى للنصر في غزة, فكلما أخذ أزعر كفاًَ على وجهه في غزة طنطن الإعلام الفتحاوي و المتحالف معه و الواقع في مناطق نفوذه و الخائف منه الأرض كلها من حوله, حتى باتت حماس تخشى التعرض لأي صعلوك خوفاًَ من ابواق الإعلام المضاد.
و اليوم لا زالت أزلام التسوويين تسرح و تمرح في القطاع و مرتبات منتسبي الاجهزة العميلة تصل كل شهر كاملة غير منقوصة من (تل أبيب) عبر طريق رام الله و هم في بيوتهم جالسون بإنتظار اليوم الموعود للتمرد الكبير لإرجاع غزة لسيطرة الموساد من جديد. كل هذا و مشايخ حماس تنظر و تعلم و تكظم الغيظ في القلب و تلتجأ إلى الله في صلواتها الطويلة المملة لكي يقينا كيدهم و يرده إلى نحورهم و يضرب الظالمين بالظالمين و يخرجنا من بين أيديهم سالمين, و كأن السماء تمطر ذهباًَ و فضة و كأن الله لم يضع في تلك الرؤوس عقولاًَ لتعرف كيف تتدبر أمرها.
و أغلب الظن ان عباس قد إستعان بأحدى الفتاحات البهائيات لتصميم عمل لعين لقيادات حماس يعميهم عن الرؤية إلى الأمام فلا يرون أمامهم إلا ضبابا كثيفاًَ يحجب عنهم رؤية مواضع أقدامهم, و هذا العمل اللعين أيضاًَ يحلي وجه عباس في عقول رؤساء حماس, ألم نرى كيف يستجدي هنية و مشعل مجرد لقاء عباس و الجلوس معه للحوار مع علمهم أنه عراب أوسلو و عميل لعين وسبب كل المصائب. مع أن الأمر يجب أن يكون بالعكس منطقياًَ فحماس هي من إنتصر وقهر و المهزوم في العادة يسعى للتفاهم مع الغالب و ليس العكس.
و كله كوم و مشروع خالد مشعل لإعادة تفعيل منظمة التحرير(سابقاًَ) الفلسطينية كوم, حيث يريد هذا الفارس العرمرم (و الذي لم يخبر الفروسية في أي ميدان بالمناسبة) إعادة تفعيل ال بي أل أووووووه, و إعادة التفعيل من وجهة نظر عبقرينا تعني إعادة توزيع المقاعد لتحصل حماس على حصة الأسد.... طيب ألم يعلم الأخ القائد أن هذه المنظمة عدلت ميثاقها للتخلى عن الكفاح المسلح و أنها إعترفت بشرعية إسرائيل على 75% من أراضي فلسطين الذي يريد القائد تحريرها و أنها أي المنظمة و قعت إتفاقية أوسلو المشؤومة و التي تلزم الفلسطينين بمنع المقاومة بل و قمعها أيضاًَ و بتنسيق إسرائيلي-فلسطيني, أولا يعلم مشعل أنه في القانون الدولي (إذا وقّع كيان إعتباري (المنظمة مثلاًَ) أو حكومة دولة على إتفاقية دولية فإن هذه الإتفاقية تعتبر نافذة و تلزم الإدارات اللاحقة للكيان الاعتباري و الحكومات الجديدة في الدولة), و لذلك فإن دخول حماس للمنظمة بعد الأتفاق على إعادة توزيع الحصص و المقاعد فقط و بدون التنصل من الميثاق المعدل و إعلان إلغاء ما وقعته هذه المنظمة من إتفاقيات مع أعداء الأمة يعتبر خيانة لله ورسوله و المؤمنين و الفلسطينيين و الرنتيسي وأحمد ياسين.
و بعد كل هذا ماذا يريد مشايخ حماس من الحوار مع عبد الشيطان و عن أية وحدة وطنية مع عملاء يتحدثون و عن أي تفعيل لمنظمة مكبلة بإتفاقيات دولية مهينة.

اللهم يا رب الأرباب أزل الضباب عن عيون أولي الألباب

موقع لملاحقة المطبعين الفلسطينيين


بسم الله الرحمن الرحيم


من الفلسطينيين من يطبعون علاقاتهم مع الصهاينة، منهم من تتم معرفته من خلال وسائل الإعلام، ومنهم من يختبئ لأنه لا يوجد من يتابع قضايا التطبيع. هؤلاء يلحقون أضرارا واسعة أخلاقية ومعنوية ومادية بالقضية الفلسطينية، وبالأخص بقضية عودة اللاجئين. هؤلاء يتجاوزون كل المحن الفلسطينية والدماء النازفة والدموع السائلة والآهات المدوية والأنين الذي تقشعر له الأبدان، ويدوسون على كل التضحيات والآلام والأحزان.

شعوب عربية مثل الشعب المصري والشعب الأردني تقف طودا عظيما وسدا منيعا في وجه التطبيع بينما تقوم فئة فلسطينية لا بأس بعددها بمد يد المصافحة للصهاينة وتشاركهم في الكثير من النشاطات بدون خجل أو وجل. أهل فلسطين أولى الناس بالدفاع عن فلسطين، ويجب أن تتشابك أياديهم مع إخوتهم العرب لنقف جميعا في مواجهة التطبيع والمطبعين.

سيتم إنشاء موقع على الشبكة الإليكترونية لمتابعة نشاطات التطبيع والمطبعين ونشرها. إنه من الواجب الوطني أن نقدم لشعبنا المعلومات الوافية عن الذين يطبعون مع الصهاينة والنشاطات التي يمارسونها.

يحتاج هذا الأمر إلى جهد جماعي، وهناك حاجة لمتطوعين من كل بقاع الأرض. سينجح العمل بجهد جماعي بخاصة فيما يتعلق بالمعلومات، وأتمنى على من يملك الوقت أن يكرسه في خدمة هذا الهدف، وأتمنى على من يملك المعلومات الموثقة أن يزودنا بها.

سيكون الموقع موثقا، ولن ينشر معلومة غير موثقة إطلاق حفاظا على سمعة الناس وعلى صدقية الموقع.

أرجو من كل من يرغب في المساهمة أن يتصل عبر عنواني الإليكتروني أعلاه، أو

Tel. +972 9 2341617

+972 9 2341982

Mobile: +972 599 377033


عبد الستار قاسم

الترجمة اليابانية لبيان لائحة القومي العربي حول قرار مجلس الشيوخ تقسيم العراق


تجدون الترجمة اليابانيّة على الرابط التالي

http://www.geocities.jp/uruknewsjapan/2007_Arab_Nationalist_List.html


الأحد، تشرين الأول ٢٨، ٢٠٠٧

Dichiarazione della Lista Nazionalista Araba in merito alla deliberazione del Senato degli Stati Uniti riguardante la divisione dell’Irak


L’unita’ di tutti coloro che credono nei diritti della Nazione Araba, nel suo destino, e nella lotta, sventeranno il complotto di divisione dell’Irak e di risuddivisione della patria araba.

Sostenere la causa dell’unita’ della Nazione Araba e’ l’unico modo di resistere alla sua frammentazione.

La Lista Nazionalista Araba condanna nei termini piu’ energici la deliberazione approvata il 26 Settembre 2007 dal Senato degli Stati Uniti circa la divisione dell’Irak, deliberazione che i suoi artefici hanno etichettato come “non vincolante” soltanto perche’ il Senato Americano non ha ufficialmente alcuna giurisdizione legale sull’Irak. Tale deliberazione rispecchia nondimeno tutto cio’ che e’ stato in pratica predisposto sin dalla occupazione dell’Irak nel 2003 con il fine di suddividere tanto esso quanto le zone che lo circondano; dato che l’Irak, ovviamente, non e’ sospeso nel vuoto.

La deliberazione rispecchia altresi’ l’accordo che sussiste fra tutti i circoli piu’ importanti della élite dirigente americana per il proseguimento del piano americano di egemonia globale, e allo stesso tempo del piano sionista di spaccare la Nazione Araba, piano che venne gia’ esposto in modo chiaro e manifesto in documenti e studi sioinisti sino dagli anni ’50.

Non e’ quindi soltanto la grande nazione irachena ad essere minacciata da tali piani di divisione e frammentazione. Tuttavia, poiche’ nei confronti di tutti gli onorati membri della nostra nazione noi abbiamo assunto l’impegno di prendere posizione contro tale frammentazione, ci rivolgiamo in modo particolare a tutti gli iracheni, nel nord, nel sud, nell’est e nell’ovest del nostro paese, per renderli consapevoli di questi piani che mirano a spaccare e soggiogare l’Irak, a trarlo fuori dalla lotta nazionale araba, a strappargli e rubargli tutte le sue risorse, a neutralizzare e rendere impotente la sua lotta di resistenza.

Noi sollecitiamo tutte le forze e tutte le personalita’ irachene, arabe ed internazionali ad insorgere unite contro questo piano, affinche’ i tentativi del nemico vengano frustrati ed affinche’ l’Irak venga conservato come una entita’ unita, forte e imprendibile.

Quanto a coloro che agiscono da collaborazionisti nei confronti dell’occupazione e dei suoi piani, sappiano essi che dopo la liberazione il nobile popolo curdo fara’ i conti con le criminali forze armate Peshmergah e coi i loro capi curdi tirapiedi degli americani, che in quella preziosa regione dell’Irak hanno soffocato le voci della verita’e hanno assassinato centinaia di patrioti curdi che rifiutavano l’occupazione e i suoi crimini. La stessa sorte attende coloro che appartengono al cosiddetto Esercito del Mahdi e alle Brigate Badr.

La nostra gente irachena del sud, che tanto eroismo e impegno mostro’ nel difendere la nazione dal colonialismo britannico sin dalla rivoluzione del 1920, si occupera’ di questi criminali dopo la liberazione - e anche prima - e li costringera’ a scapparsene dall’Irak all’Iran, e questa volta per sempre! E qui e’ necessario far menzione del regime iraniano, la cui responsabilita’ nei piani di divisione dell’Irak e’ pari a quella della parte americano-sionista, la quale sta ora cominciando a capire che anch’essa dovra’ pagare all’Iran il prezzo della divisione dell’Irak.

Le forze patriottiche che con energia rifiutano tale divisione oggi, si leveranno contro di essa domani e dopodomani, e giammai permetteranno a chicchessia di favorire questa divisione con qualsivoglia pretesto o scusa.

Appare ormai chiaro a chiunque che la Nazione Araba si trova di fronte ad un nuovo progetto Sykes-Picot per la ulteriore partizione di una nazione gia’ divisa e frammentata, ossia il “Nuovo Piano per il Medio Oriente” che la Segretaria di Stato americana Condoleezza Rice traccio’ nel corso della aggressione sionista contro il Libano della primavera del 2006. Cio’ che oggi sta avvenendo in Irak non va percio’ considerato come separato dal piano di divisione del Sudan o dalla escalation americano-sionista contro la Siria. La realta’ obiettiva esige che noi, nel mentre difendiamo l’unita’ e il carattere arabo del Sudan, della Siria, e dell’intera patria araba, consideriamo con altrettanta importanza l’unita’ e il carattere arabo dell’Irak. Questa realta’ obiettiva esige inoltre che noi, al dila’ della nostra opposizione diretta ed immediata a tali piani ostili, li affrontiamo in maniera fondamentale su una base araba nazionale e redigiamo un programma dei compiti spettanti a ogni nazione araba, pur senza trascurare il carattere peculiare di ciascuna regione e la situazione particolare che le e’ propria.

Per sventare il piano che mira a frammentare l’Irak si richiede, insieme ad altre cose, quanto segue:

Primo. L’unificazione immediata di tutti i gruppi della Resistenza Irachena senza alcuna eccezione. La situazione nella quale fra gruppi della Resistenza susiste una unita’ insufficiente, o nella quale soltanto alcuni blocchi si sono alleati fra loro in base ad affinita’ ideologiche o a motivi settarii comuni, costituisce una inadeguatezza seria. Una situazione simile, infatti, anziche’ promuovere l’unita’ fornisce al nemico occasioni per dividere la Resistenza. Mettiamo qui fortemente in guardia contro ogni divisione tribale o settaria e contro violente accuse di tradimento della fede che possano sorgere fra eroici gruppi della Resistenza Irachena, situazione questa che minaccerebbe di consentire al nemico di introdurre dei cunei fra i corpi militari che resistono alla occupazione. Tutti i corpi militari della Resistenza debbono respingere tuttocio’ ed opporvisi.

Secondo. Non puo’ esservi unita’ se essa non e’ fondata su principii di base. Nell’Irak di oggi cio’ significa in modo specifico che si devono mettere al primo posto l’unita’ e il carattere arabo dell’Irak, e che sotto l’occupazione qualsiasi attivita’ politica o elettorale deve essere boicottata. Qualunque cosa derivi da tale attivita’ politica od elettorale va respinta. E cio’ comprende anche i rapporti con compagnie petrolifere straniere che operano per far man bassa delle risorse irachene. Bisogna dedicarsi unicamente alla lotta armata e al sacrificio fisico contro l’occupazione e i suoi tirapiedi, e continuare tale lotta fino a che non sia stata completata la liberazione dalla occupazione dell’ultimo palmo del suolo iracheno.

Terzo. Dobbiamo adoperarci per fornire alla resistenza islamica e patriottica in Irak ogni sostegno materiale, politico e d’informazione, smascherando tutti i complotti tramati contro di essa miranti a privarla del suo ruolo politico e ad impedirle di trarre vantaggio dai suoi duri sacrifici. A tale proposito affermiamo ancora una volta che la Resistenza Irachena deve essere considerata l’unica e legittima rappresentante del popolo i-racheno.

Quarto. Bisogna formare entro e fuori dell’Irak dei fronti che sostengano la Resistenza Irachena basandosi sui concetti suesposti.


Al livello poi di tutta la Nazione Araba, cio’ che si richiede per sventare il piano che mira a frammentare l’Irak e’, insieme ad altre cose, quanto segue:


Primo. Le masse della nostra gente araba, i loro partiti politici, i sindacati e tutte le associazioni, devono tutti denunciare e condannare il complotto di divisione dell’Irak, che prelude alla successiva frammentazione di tutta la patria araba su basi etniche e settarie. Intellettuali e militanti della previdenza e assistenza sociale devono inviare a tutti i figli e a tutte le figlie della patria araba un messaggio chiaro e inequivocabile su questa situazione cruciale e pericolosa, mettendo in rilievo che la deliberazione [del Senato americano] sulla divisione dell’Irak e’ un atto criminale i cui effetti distruttivi supereranno tutti i crimini che hanno commesso la amministrazione americana in Irak e i sionisti in Palestina. Cio’ potenzialmente si tradurrebbe in gravissimi danni per ogni singola regione della nostra patria araba, sotto forma di massacri, guerre civili e distruzioni sociali.

Secondo. Tutti i gruppi della resistenza araba devono unirsi insieme ed effettuare un coordinamento fra Irak, Palestina, Libano e dovunque esista un movimento di liberazione. Come diceva la Dichiarazione della Lista Nazionalista Araba emessa il 17 Luglio 2006 che sollecitava il sostegno per la resistenza libanese, “Ciascun movimento di resistenza operante nella patria araba va obiettivamente considerato come un potenziamento degli altri al servizio degli interessi di tutta la Nazione Araba, e come un rafforzamento della unione di tutti mirante a lottare congiuntamente per l’unica causa a tutti comune”. Pertanto, ogni organizzazione di resistenza che rifiuti di sostenere e di appoggiare la resistenza che lotta tanto in Irak che in altre parti della patria araba, si assumera’ una enorme responsabilita’ di fronte a Dio, di fronte a se’ stessa, di fronte alla Storia, e di fronte a tutta la Nazione Araba. E cio’ vale per tutti senza eccezione alcuna, sia che si tratti di setta religiosa o di identita’ ideologica.

Terzo. L’accettazione dei principii generali concernenti la Nazione Araba va affermata, al presente stadio storico, sulla base dei piu’ importanti di tali pincipii che vennero esposti nel corso della riunione della Lista Nazionalista Araba tenutasi nel Golfo Arabico il 23 Settembre 2005, poi confermati nella riunione della stessa Lista Nazionalista Araba tenutasi in Giordania il 18 Marzo 2006, e nella quale si dichiaro’ quanto segue:

“I partecipanti alla presente riunione hanno dichiarato che la forma ideale per un tale movimento organizzato del popolo arabo non e’ ne’ quella di una organizzazione ne’ quella di un partito, ma bensi’ e’ quella di un’ampia corrente basata sul principio del pluralismo che risiede entro i limiti di fermi principii, i principali dei quali sono i seguenti:

1. Il carattere arabo di tutto il territorio arabo,

2. Il rifiuto di ogni forma di collaborazionismo coi nemici della Nazione Araba o con i loro piani politici o non politici,

3. L’affermazione della identita’ culturale arabo-islamica entro la patria araba,

4. Per cio’ che riguarda i giudei della Palestina, in merito alla fondazione del progetto sionista, indipendentemente da intenzioni o desiderii di sinistra o umanitarii,

5. L’impegno ad attenersi agli indirizzi della resistenza secondo i suoi punti di vista politici e nell’ambito del lavoro pratico che essa svolge.

Quarto. Entro la patria araba deve costituirsi un fronte unito arabo nazionalista formato da tutte le personalita’ e forze di sinistra, arabe nazionaliste, e islamiche, che aderiscono ai suddetti principii. A nulla vale avere un fronte basato su accordi di compromesso fra chi ha torto e chi ha ragione, compromessi che ben presto scivolano verso situazioni inaccettabili. Questo fronte unito arabo nazionalista costituisce l’unica soluzione storica che sia in grado di garantire la sconfitta di tutti i piani ostili alla Nazione Araba e il raggiungimento dei grandi traguardi arabi di unita’, liberazione e rinascimento. Se vogliamo trionfare, non abbiamo altra scelta che quella di fondare un fronte popolare arabo che comprenda tutte le regioni della patria araba e quella di adottare questo fronte come programma difensivo e offensivo il cui asse e’ costituito dalla conservazione della identita’ araba e dalla resistenza a tutti i piani egemonici, tanto degli americani che di altri; dalla difesa della indipendenza e della unita’ della terra e della gente delle regioni arabe, e in particolare quelle del nostro fratello Irak; dal rifiuto, altresi’, della loro soggezione a forze internazionali o regionali di qualsiasi genere; dalla adozione e dal rafforzamento della cultura della resistenza, ivi inclusa la resistenza a ogni normalizzazione e il boicottaggio dei prodotti americani; e infine dalla fede assoluta nel carattere arabo della terra, nella necessita’ di lottare per la sua unificazione, appoggiando lo svolgimento della lotta armata e la liberazione di tutte le terre arabe occupate, e in primo luogo della terra naturale della Palestina dal fiume Giordano fino al mare.


La volonta’ popolare della Nazione Araba si attende che militanti onorati, attivisti della liberta’, e tutte le forze vitali della nazione, accompagnino il loro rifiuto verbale della divisione dell’Irak con azioni concrete di vario tipo. L’unica risposta pratica ai piani di divisione dell’Irak risiede nella unita’ della lotta nazionale araba ed islamica, sempre basata sui suoi fermi principii e ottenuta attraverso la cementazione dei legami militanti organici fra i movimenti patriottici della resistenza araba e islamica, e in particolare quelli dell’Irak, della Palestina, del Libano e della Siria, nonche’ delle restanti regioni arabe. Questo e’ il minimo che puo’ essere fatto in questo difficile stadio che la Grande Patria Araba dall’Atlantico al Golfo sta attualmente attraversando.

Oggi sulle forze e sulle personalita’ nazionaliste, patriottiche, e islamiche, incombe una responsabilita’ storica, forse la piu’ grande nella storia della nostra nazione. Si tratta infatti della responsabilita’ di condurre una resistenza collettiva e deliberata a questo grande complotto. Occorre mettere l’interesse supremo al disopra di quelli dei partiti o delle ideologie. Il fatto che non si possa fare alcun assegnamento sui alcuni regimi arabi (quando addirittura essi non agiscono nei fatti come collaborazionisti dei nemici della Nazione Araba) altro non fa che aumentare l’importanza del compito che grava sulle spalle di noi tutti cittadini arabi.

E’ questa la ragione per la quale noi della Lista Nazionalista Araba riteniamo che cio’ che sta ancora una volta accadendo conferma che la via della unita’ araba e’ l’unica in grado di affrontare i complotti intesi a frammentare il nostro paese, e che l’unita’ di tutti coloro che credono nei diritti della Nazione Araba, nel suo unico destino, e nella sua lotta, sara’ la forza che non manchera’ di schiacciare il complotto della divisione dell’Irak e della risuddivisione della nostra patria araba.


Viva l’Irak, unito, libero, e arabo, e rispetto a tutti coloro che ne fanno parte!

Viva la Resistenza Irachena islamica e patriottica, unica rappresentante legittima del popolo dell’Irak!

Viva l’unita’ della resistenza armata, chiave della liberazione dell’Irak!


Firmato:

La Lista Nazionalista Araba
http://arab-nationalist.blogspot.com
Addi’ 19 Ottobre 2007

http://www.albasrah.net/en_articles_2007/1007/arab_list_221007.htm


تقييمان لفلم "المملكة"

قراءة في فيلم <<الممــلكة>>

سوسن البرغوتي

لست هنا في معرض التعريف الشائك، أو ولوج ومناقشة مسألة الإرهاب، والتي لم تجد "أو على الأدق لم يسّع من أعلن الحرب على الإرهاب" حتى الآن لإيجاد تعريف لها، وهي بذلك دون تعريف وتوضيح تخلط بين الإرهاب كفعل إجرامي مرفوض على كافة المستويات، وبين المقاومة المشروعة بكل القيم والمعايير، وهي حق لكل الأمم المغلوبة والمحتلة والمضطهدة.

قراءة انطباعية لهذا العمل السينمائي، وقد تجنح للنقد أو الانتقاد. أركّز على مشاهد بعينها في الفيلم، أبرزت النظرة الأمريكية المتعالية والمتعجرفة والمضللة، ليس للآخرين فقط بل وفي الوقت نفسه لتضليل الشعب الأمريكي وشعوب الأرض كافة.

ألتقط من خلال عرض الفيلم بعض نقاط قابلة لكثير من الاستقصاء والجدل، وتوضح بما لا يقبل التأويل النظرة الاستعلائية والتضليلية في أمريكا للهيمنة على العالم.

أولا ـ إن الدين الإسلامي الحنيف عنوان "الإرهاب" كما يصورونه للعالم، والمجتمع السعودي مجتمع مسلم وليس متعدد الديانات، ما يلقي بالظلّ واضحاً من خلال الفيلم استهداف الإسلام.

ثانياً ـ ثمة رسالة تشير إلى أننا شعوب لا نحسن ولا نعرف كيف نحمي بلادنا، وإننا نحتاج دائماً إلى العملاق الأمريكي لإحلال أمننا الداخلي.

ثالثاً ـ إن بلادنا متخلّفة، وخارجة عن ركب التحضر وكأننا من كوكب آخر لا يمتّ إلى كوكب الأرض بصلة، وإننا الأبعد عن عالمهم المتحضر والمتطور.

رابعاً- ترسيخ ثقافة الكره المتبادل، وتصديرها للأجيال القادمة.

لا يعتبر الفيلم من الأفلام الأمريكية المركبة، لكنه يعرض وجهة نظر، وتصوّر واضح عن رد فعل "التطرف الإسلامي" حسب الرؤية الأمريكية، بصرف النظر عن الأسباب التي قادت إلى تكريس "ثقافة الكره المتبادل".
فلم يكن العرض بأي حال محاولة جادة لتفهم الآخر، ولا لفتح قنوات بين الطرفين المعنيين بالمشكلة، وبضراوة القتل الجماعي.

يبدأ الفيلم، بتسليط الضوء على مجمّع سكني بالرياض في السعودية مخصص لإقامة الأمريكيين، ولا أعرف ما القصد من إطلاق اسم "الرحمة" على التجمّع!، علماً أن أمثال تلك التجمّعات السكنية التي تخص الأمريكيين تتمتع بامتيازات ترفيهية ليست متاحة لعامة الشعب، ولكنه ربما تغيير في حروف مجمع آخر.
فظاهر المشهد أن سكان المجمع يمارسون حياتهم الطبيعية المرفّهة، كما يبدو حيّ التجمّع أكثر حيوية من كثير من أحياء العاصمة، وفيه تتمتّع النساء بالحرية المطلقة في الملبس، ويتمتع الجميع بحرية التحرّك بالهواء الطلق، وممارسة الرياضة الجماعية، خلاف الوضع العام السائد في المملكة.

الفيلم بشكل عام بسيط ولا يحتاج لإشغال الفكر، بمعنى أنه ليس من الأفلام المعقدة، ولا يحتاج إلى لقطات إبداعية تترك للمشاهد استنباط الجمع بينها، وقد يكون هذا جهد مخرج الفيلم (بيتر بيرج) لإيصال رسالته بسهولة، إلا أن هناك لقطات مقصودة تأتي بين الفينة والأخرى، تركّز على مئذنة مسجد مثلاً، وهي إشارة لطبيعة الصدام المسلح العنيف.
بشكل عام لم يكن موضوع الطرح مجرد تواجد طبيعي للجالية الأمريكية، بقدر ما كان يبرز نشاط الكثيرين من سكانه في العمل على زيادة وتفعيل التواجد المدني والعسكري الأمريكي.

لقد حاول المخرج تخفيف حدة العداء للإسلام باستضافة مجموعة استخبارتية جاءت من أمريكا، لمعرفة القتلة ومتابعة التحقيقات، وأخذ عينات من بقايا الأسلحة المستخدمة في تفجير تجمع حيوي يعج بسكانه، في مسعى لإبراز دور تعاون ضابط الشرطة السعودي مع الفرقة، وهو رجل ملتزم بالصلاة وعائلته ترتبط ارتباطا وثيقاً بالفكر والسلوك الإسلامي، والهدف من وراء ذلك، تخفيف حدة التهجم على الإسلام، وكأنه يريد أن يقول بأن ليس كل المسلمين كهؤلاء "المتطرفين"، ولكنه أخفق لتعدد المشاهد التي تدل على عكس ذلك.

الغريب في الأمر، مجريات التخاطب مع سفير السعودية في واشنطن، والذي لم يكن بأي حال وبأسلوب فظ، تحديد وقت الذهاب إلى موقع الانفجار دون استئذان.

نقاط عدة طرحها المخرج وأهمها، الترحيب الرسمي لفريق من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، وعدم تنسيق بين الشرطة والأمن السعودي، مما أدى إلى اشتباك مسلح بينهما، والمسموح أمنياً لدى طرف ممنوع على الطرف الآخر، مما يبرر تدخل الفرقة القادمة من وراء المحيطات "الأمريكيين" لاستعراض وإظهار قدراتهم "السوبرمانية" على فعل ما يريدونه.

الأهم من كل ما ورد، مشاعر الكراهية المتبادلة بين ما أطلق عليهم مجموعة – القاعدة- وزعيمهم أبو حمزة والحيّ الذي يقطنه، وبين سكان المجمّع. وقد يكون القصد من عدم التعرض إلى نشأة البغضاء، وإقصاء ضرورة تفهم منطق الآخر، هو طبيعة علاقة القوة المهيمنة المطلقة بآخر ضعيف لا يملك إلا رد الفعل، مهما كانت وسائله.

الأسلحة المستخدمة من المجموعة "المتطرفة"، بسيطة ومصنعة محلياً، واستعمال حبات رخامية ومسامير، لصناعة أحزمة ناسفة، للتدليل على أنها بشكل عام عصابة مارقة ولا تنتمي إلى أخلاق وفكر عامّة الشعب الراغب في كل وقت لتوفير الأمن والاستقرار كبقية شعوب الأرض، كما أن استخدام كرات الرخام في ألعاب الأطفال، دلالة على طريقة تفكير القائمين على العمل، وكأنها رسالة تقول بأننا نعلم أولادنا القتل منذ نعومة أظفارهم!.

المشهد الذي لم يعر له الكثير من المشاهدين اهتماماً، هو توبة أحد أفراد مجموعة أبو حمزة، وتوجهه لفتح محل للألعاب الالكترونية على الحاسوب الآلي، وبمجملها ألعاب تتطرق إلى القتال مع العدو!، وهذا يعني أن التوبة لم تجّب المبدأ في العمق الفكري له، وما زال حاضراً بقوة.

تتدخل الفرقة القادمة للتحقيق بأدق التفاصيل، وإظهار أن فرقة الضابط "فارس" ليست أكثر من مرافقين وحامين أمنيين لـ"الرامبو" الأمريكي، ما يومىء على عدم الثقة بقدرة الجهات المحلية بالتحقيق بالحادث، وأن العرب "أو كما قال أحدهم" إنهم ذاهبون إلى بلاد "نوعا ما أشبه بالمريخ"، ولذلك فهم -أي نحن- بحاجة إلى قوة الأمريكيين وخبرتهم لاكتشاف ما يحدث في بلادهم.

أما عقدة "الرامبو" تحديداً، فإنها تظهر بوضوح في الأفلام الأمريكية عامّة، وأن البطل يملك قدرات فوق قدرات البشر، فهو يقاتل ويلاحق ويحقق ويبحث ثم يخرج سالماً منتصراً. لعل مشهد حفلة إعداد أحد أعضاء الفرقة المختطف للاعدام بطريقة بدائية وبالاصرار على تصوير العملية واستخدام السلاح الأبيض من قبل المجموعة المسلحة، وهي محاطة بالمخاطر، تثير مشاعر السخف والاستخفاف بعقل المشاهد، لتنتهي بقتل المجموعة، ويبقى "سوبرمان" على قيد الحياة.

بعد القضاء على مجموعة أبو حمزة، ومن الواضح أنها من نفذت عملية التفجير في المجمع السكني لمدنيين وعسكريين أمريكيين، تظهر رسالة المخرج جلية لا التباس بها، عندما سلط الضوء على أبو حمزة وهو يحتضر، وإلى جانبه حفيده، وقد شاهد كل أحداث التصفيات الجسدية، ومن ضمنهم الأخ الأكبر للصغير، فكانت وصية الجد الأخيرة "اقتلوهم جميعاً"، وهي الرسالة نفسها التي قيلت من قبل الفريق الأمريكي في بداية مجيئهم إلى المدينة.

إذن رسالة المخرج ليست مسعى إلى التسامح، ولا في البحث عن المؤشرات والمعطيات التي قادت للصدام المسلح بين أطراف عدة، ويبدو أنه ليس معنياً بها، لكنه أصر على أن ثقافة القتل الجماعي المتبادل، هي سياسة المستقبل لكلا الطرفين...

فغاية القوة دائما هي شريعة التعامل مع الشعوب، لا تقبل رد الفعل في التدخل العلني واختراق لسيادة البلد، ولا تملك إلا سياسة عين السمكة التي تتجه إلى الأمام دائما في تصعيد الصراع، بدلاً من محاولة إيجاد حلول لاستئصال الكره المتبادل، واعتماد منهجية فكر متوازن للأجيال القادمة.
هل هناك مخرجاً أو وميض ضوء؟، حسب رؤية الفيلم، لا بصيص أمل والصراع مستمر!...

بقي أن أضيف أن المخرج حرص على إظهار أن القتل والكره المتبادل فعل وراثي وانتقامي، وتجسيد المخرج لهذا المنحى مقزز للغاية، فالشعوب لا يمكن أن تدخل في صراع أبدي قاتل ومدمر لحضارتها وتعوق دون تقدمها في منظومة تطور العالم إلى الأفضل.
وكان الأجدى البحث عن روابط إنسانية تقوم على مبدأ احترام حرية عامّة الشعوب في تقرير مصيرها وسلوك حياتها، وعلى الشعب الأمريكي أن يتخلى عن نظرته الفوقية، واعتبارنا مجرد عصابات تسعى للتخريب والتدمير، لكن ولأسباب استعمارية لا يريدون عن قصد إشغال الفكر في ذلك، ولا يسعون لإدراك أن هذا السلوك التضليلي، هو السبب في رفضنا القاطع لوجدوهم في بلادنا، وهذا الصدام العنيف لا بد أن يؤدي إلى مزيد من تطرف الجانبين.

من طبيعة الأمور أن تسعى الشعوب لحماية وجودها وأرضها من الاحتلالات المباشرة أوالتدخل بشؤونها الداخلية، بينما يسعى الطرف الآخر المعتدي لتثبيت سيطرته وسطوته بالقوة، وهذا حال الإدارة الأمريكية، فهي تحاول أن تعيد أمجاد إمبراطوريات قامت على الحرب والتدمير، لكن فاتهم أن مصير كل تلك الإمبراطوريات كان إلى زوال، فالتعايش السليم بين أبناء البشر هو الأساس وهو الفطرة، وأما افتعال الحروب وخوضها فهي ليست أكثر من أدوات تعمل على الفتك بالقيم الإنسانية وبني البشر.

إن شعوب العالم بأسره شعوب مسالمة، لكنها عندما تتعرض للغزو تصبح مكرهة على خوض الحروب لسلامتها وحريتها، ويبقى الفرق شاسعاً بين من يقاتل مكرهاً من أجل حريته ووجوده وانتمائه، وبين من يسعى إلى حروب وقتال بأشرس وأعتى القوة، ودون أدنى اعتبار للمعايير الإنسانية والأخلاقية لإيقاع احتلال أرض بشكل أو بآخر ونهب خيرات الشعوب الأخرى.

19/10/2007
http://www.arabiancreativity.com/kingdom.htm


________________________________



فيلم المملكة: خطاب دعائي لدعم إرهاب المحافظين الجدد

ودعوة للأقليات الأمريكية والعرب للانضمام لحروب أمريكا الخارجية


فيلم يقرأ أساساً من خلال أدوار شخصياته


نشر في العرب اليوم الأردنية في 21/10/2007


د. إبراهيم علوش

عندما يصبح فيلمٌ سينمائيٌ ما مجرد امتدادٍ ميكانيكي للموقف السياسي للمحافظين الجدد فيما يسمى "الحرب على الإرهاب"، وعندما ينبثق ذلك الفيلم من ثنايا الإشكالات التي كانت حكومة الولايات المتحدة تتذمر كثيراً أنها واجهتها في إقناع السعودية بالتنسيق معها أمنياً في المعركة ضد "الإرهاب"، وعندما يبدأ الفيلم على خلفية العمليات التي استهدفت مجمعات الأمريكيين السكنية في السعودية في عامي 1996 و2003، فإن الحديث يكون بالضرورة عن فيلم "المملكة" الذي أطلق في الولايات المتحدة الأمريكية في 28/9/2007.

وقد كلف الفيلم حوالي ثمانين مليون دولار، وهو يدخل ضمن فئة "الأكشن" والإثارة المعتمدة على تتابع الأحداث، لا على أسبابها، وعلى المهارات القتالية لممثليه في مواجهة "المسلمين المتطرفين"، دون اقتران ذلك برسالة إنسانية ما أو ببنية درامية معقدة، أو حتى بشخصيات تحركها دوافع نفسية عميقة على الأقل كما جرت العادة في الكثير من الأفلام الأمريكية. وهو بالتأكيد ليس فيلماً خيالياً أو معلقاً في الهواء، بل ينطلق من أحداث حقيقية، وظروف سياسية مباشرة هي الإشكالات المحيطة بالتعاون الأمني بين الولايات المتحدة وبعض حلفائها.

وفي المجلد الضخم المعنون "الأسماء المشفرة: حل شيفرة الخطط والبرامج والعمليات العسكرية الأمريكية في عالم ما بعد 11 سبتمبر"، الصادر عام 2005، يخلص واضعه الكاتب والصحافي الأمريكي وليم أركِن في الفصل الخاص بالسعودية إلى أن التعاون العسكري الأمريكي-السعودي أفضل بكثير من التعاون الأمني. وهو يدعي نقلاً عن مسؤولين أمريكيين أن السي أي إيه لم تتمكن من تأسيس "علاقة يومية أصيلة" مع الأجهزة الأمنية السعودية كما ترغب، حتى بعد عملية الخبر عام 1996 ضد القوات الأمريكية وأحداث 11 سبتمبر، وبالرغم من تشكيل قوة تدخل مشتركة سعودية-أمريكية لمكافحة تمويل الإرهاب في آب 2003 وزيادة تبادل المعلومات بعد اعتقال عشرات المتعاونين مع القاعدة و"الإرهابيين" المحتملين في السعودية. وهذه هي الخلفية الحقيقية لفيلم "المملكة". والأفلام الأمريكية كثيراً ما تتألف من طبقات، أولها سطحي هدفه تجاري، وأخرها سياسي موجه.

وتقوم قصة الفيلم على رحلة لفريق من مكتب المباحث الفيدرالية، أف بي أي FBI، إلى السعودية للتحقيق في عدوان إرهابي على مجمع سكني أمريكي في الرياض يقتل فيه عدد كبير من المدنيين الأمريكيين بالإضافة إلى مسؤول مكتب الأف بي أي FBI في السعودية. ومن المعروف أن مجمعاً سكنياً أمريكياً تم تفجيره في 12 أيار / مايو 2003، وأن مجمعاً آخر تم تفجيره في الخبر في 26 حزيران / يونيو 1996 وأن تسعة عشر جندياً أمريكياً قضوا في تفجير الخبر. وفي الفيلم، أتى دخول الفريق الأمني الأمريكي للسعودية عنوة عملياً، ونتيجة ابتزاز مباشر لممثلي البعثة الديبلوماسية السعودية في واشنطن.

إذن لا حبكة معقدة أو شخصيات قلقة، كما تقول النيويورك تايمز في 28/9/2007، بل يهدف هذا الفيلم الخطي المباشر، وهو بالفعل فيلم تبسيطي سياسياً في تبرير أهداف تدخلات أمريكا الأمنية خارج حدودها، أن يحرض الشباب الأمريكي والعربي وأن يعبئهم جميعاً في "الحرب على الإرهاب". وهذا ما يبدو، أكثر ما يبدو، لا من الحبكة أو الأحداث، بل من خلال قراءة أدوار الشخصيات الرئيسية فيه.

فهناك أولاً دور ضابط الشرطة السعودي فارس الغازي (الممثل أشرف برهوم من الأراضي المحتلة عام 1948) المتعاون والمنسجم مع الفريق الأمني الأمريكي. وهدف الفيلم هنا هو أن يحرض الشباب العربي والمسلم على التعاون مع هذه الحرب، مظهراً ضابط الشرطة السعودي المكلف بمرافقة الفريق الأمريكي والترجمة له كأكثر عربي "كووول" في السعودية، ولا ينسى الضابط فارس الغازي (الممثل أشرف برهوم) الذي يلعب هذا الدور أن يضع "جل" على شعره وأن يلبس نظارة شمسية خلال الفيلم حتى مماته غدراً في النهاية، ولا يتوانى الضابط فارس الغازي إبان ذلك أن يبذل قصارى جهده لثني القوانين وتجاوز العوائق البيروقراطية المحلية لتسهيل مهمة الفريق الأمني الأمريكي. وهو يصور في نفس الوقت باعتباره رجلاً متديناً خلوقاً شجاعاً ذكياً محباً لعائلته... فهكذا يصور المتعاونون أمنياً مع الطرف الأمريكي-الصهيوني!

ويلاحظ أن الشخصيتين العربيتين الرئيسيتين في الفيلم هما الممثل أشرف برهوم والممثل علي سليمان، وكلاهما من الأراضي المحتلة عام 48، وسبق أن مثلا في فيلم "الجنة الآن" المعادي بحنكة سوداء للعمليات الاستشهادية في فلسطين...

وفي توقيته أتى فيلم "المملكة" تمجيداً للحرب في العراق وأفغانستان، بينما تواجه الإدارة الأمريكية صعوبةً بإقناع الشباب الأمريكي بالانضمام للقوات المسلحة الأمريكية. أما العمليات القتالية في الفيلم، فهي أشبه بألعاب الفيديو، وكذلك أزياء المقاتلين بالتي شيرت القطني الذي يضعون فوقه واقياً للرصاص أو لا يضعون. فمحاكاة ألعاب الفيديو يهدف الوصول لقطاع أصغر سناً من المشاهدين، من الخريجين حديثاً من الثانوية العامة، المهيئين للتطوع في القوات المسلحة الأمريكية.

وكذلك اختيار أبطال الفريق الأمني الأمريكي في الفيلم من فئة السود، أي الأمريكيين الأفارقة، ومن النساء، حيث بات هذان العنصران مكونين رئيسيين في قوات الولايات المتحدة في الخارج، فاستخدام الأقليات في الجيش الأمريكي كوقود لحروب أمريكا الخارجية - والمرأة تعتبر أقلية في أمريكا لا بحكم العدد طبعاً بل بحكم وضعها الاجتماعي الدوني مقارنةً بالرجل - هو مهم جداً لاستقطاب هاتين الفئتين للقوات المسلحة الأمريكية.

وباعتبار الأقليات عامةً أقل غطرسةً وغروراً من الرجل الأمريكي الأبيض في التعامل مع شعوب العالم الثالث، فإن جعل الشخصيتين الرئيسيتين في الفريق الأمني الأمريكي الذاهب إلى السعودية الممثل الأسود جيمي فوكس الحائز على جائزة أفضل ممثل، والممثلة جنيفر غارنر المشهورة بدورها في مسلسل "ألياس" Alias حيث تلعب دور عميلة سي أي إيه CIA متخفية في هذا البلد أو ذاك خارج أمريكا، مهمٌ جداً، من منظور أمريكي، للتواصل مع العرب والمسلمين، باعتبار أن العقل الاستشراقي الغربي هنا يفترض بأن الأقليات في الغرب ستكون أقرب لشعوب العالم الثالث من البيض من الرجال. ولو فهموا عقد النقص المتفشية في بلادنا، لعلموا غير ذلك!

وعودة إلى استقطاب الشباب الأمريكي للقوات المسلحة الأمريكية، فإن قائد الفريق الأمني الممثل الأسود جيمي فوكس يذكر في الفيلم اسم بلدته الحقيقية التي ولد فيها، وهي تيريل في ولاية تكساس، كبلدة صغيرة غير معروفة، وكونه أتى منها فعلاً يجعل دوره أقرب للتصديق. ومن المعروف أن نسبة كبيرة من المنتسبين للقوات المسلحة الأمريكية يتم استقطابهم من البلدات الصغيرة والفقيرة في الولايات المتحدة.

والحقيقة أن الفريق الأمني الأمريكي كان كله من الأقليات، اسمياً على الأقل. فدور العضو الثاني في الفريق، بعد قائده الأسمر جيمي فوكس، وهو دور المرأة المقاتلة جنيفر غارنر، مهمٌ باعتبار أن المرأة لم تعد تلعب دوراً ثانوياً في المجتمع، ولم تعد تجلس بالبيت بانتظار النصيب، ومن هنا أهمية إعطائها دوراً قتالياً رئيسياً لا تكون فيه حبيبة أو زوجة أو تتمة للرجل المقاتل كممرضة مثلاً، بل يتهكم الفيلم ضمناً على تقاليد المجتمع السعودي التي تهمش امرأة مقاتلة متفوقة مثل جنيفر بالرغم من تفوقها على الرجال في ما يفترض تقليدياً أنه مجالهم العسكري، وقد حرص المخرج كثيراً هنا أن لا يجعل شخصية جنيفر غارنر تبدي حتى نظرة إعجاب برجل خلال الفيلم، فهي ضابط محترف فحسب، وقد عوض المخرج عن ذلك، وكي لا يفهم أنها خالية من أي مشاعر إنسانية، بجعلها تتأثر كثيراً كلماً قتل أو جرح زميل لها في المخابرات أو ضحية بريئة (ولكن ليس من الإرهابيين طبعاً!)، وهو ما تم استخدامه منذ بداية الفيلم في تعزيز دافع الثأر من الإرهابيين كعنصر أساسي في التحريض على التدخل الخارجي الأمريكي العسكري والأمني.

أما العضو الثالث في الفريق، فهو الممثل جيمس بايتمان من نيويورك، وهو يلعب دور يهودي في الفيلم، يواجه مشكلة عند دخوله السعودية مع الفريق الأمني لأن جواز سفره عليه ثلاث تأشيرات دخول إلى "إسرائيل"، وعند سؤاله عن الأمر يقول للضابط السعودي مستنكراً بأن له أقارب في "إسرائيل" يذهب لزيارتهم، "فهل لديك مشكلة مع هذا؟!". ويدخل السعودية لممارسة التحقيق الأمني فيها بدون إشكالات طبعاً، وهو الذي يختطفه "الإرهابيون" ويحاولون جز رقبته أمام الكاميرا إلى أن تنقذه جنيفر غارنر المرأة المقاتلة ب"التي شيرت" الزيتوني التي تقتل كل الإرهابيين مع زملائها تماماً كما يحدث في ألعاب الفيديو.

أما العضو الرابع في الفريق فهو الممثل كريس كوبر، الذي يلعب في الفيلم دور خبير متفجرات، وهو رجل في السادسة والخمسين من عمره عند تصوير الفيلم، ومن المعروف أن القوات المسلحة الأمريكية رفعت سن الانتساب إلى الجندية إلى أوائل الأربعينات بسبب نقص الجنود لديها بعد العراق وأفغانستان، كما أن فئة المسنين في الولايات المتحدة Senior Citizens تعامل كأقلية.

المهم، يدخل الفريق ويقتل "الإسلاميين المتطرفين"، المتخفين في كل مكان (كما تفترض "الحرب على الإرهاب" الخالية من أهداف محددة جغرافياً)، بمساعدة "الإسلاميين المعتدلين"، ويخرج سالماً سوى بضع خدوش حسب تقاليد الكاوبوي الأمريكي الذي يعيد له الفيلم بعضاً من كرامته المفقودة في العراق وأفغانستان! ولا يعيق الفريق في مغامراتهم الرائعة هنا سوى مندوب وزارة الخارجية الأمريكية في السعودية، وهو رجل أمريكي أبيض يصور كشخص مزعج ضيق الأفق يحرص على البرتوكول الدبلوماسي أكثر من الصورة الكبيرة في محاربة "الإرهاب"، في إشارة للصراع التقليدي والحقيقي في الجهاز التنفيذي الأمريكي ما بين الأجهزة الأمنية والعسكرية من جهة، ووزارة الخارجية من جهة أخرى، على رسم السياسية الخارجية الأمريكية.

...الفيلم ذو الميزانية الضخمة تم تصويره في الإمارات العربية المتحدة بالمناسبة، وهو من إخراج بيتر بيرغ اليهودي من نيويورك، الممثل والمخرج والمنتج والكاتب الأمريكي ذو الشهرة المتوسطة.

السبت، تشرين الأول ٢٠، ٢٠٠٧

الإسلام الأمريكاني

بقلم محمد رياض

هذا الدين هو منتج أمريكي أصلي مائة بالمائة و حاصل على شهادة اّيزوا من وكالة الإستخبارات المركزية و هو من إخراج و توزيع قسم الحرب الإعلامية في وكالة الأمن القومي الأمريكية و لاعلاقة له بدين محمد بن عبد الله من قريب أو بعيد.

و أركان هذا الدين الجديد خمسة و هي 1 الشهادة بتفوق الجنس الأبيض و أفضلية الثقافة الامريكية 2. الصلاة بالإقتصار على الفاتحة مع شطب غير المغضوب عليهم ولا الضالين 3. الصيام برعاية كوكاكولا و مالبوروا 4. الزكاة بعد إجراء تعديل بسيط على أيتها بشطب عبارة في سبيل الله منها 5. حج البيت مع تحريم التواصل مع حجاج دول محور الشر و الدول المارقة و الحجاج الأصوليين و كذلك إستبدال رمي الحصى في منى برمي الزهور للتأكيد على الرغبة في السلام مع الشيطان و إقامة علاقات تطبيعية معه ومع أتباعه بدل نظريات المقاومة و الصمود الذي يدعوا إليها الإسلام المحمدي كذلك جاء تحريم رمي الحصى لعدم جواز التشبه بإعدائنا الفلسطينين.

أما أركان الإيمان فيه ستة و هي 1. الإيمان بالله الذي يكلم بوش و يأمره بتدمير العراق و الذي أقتطع اليهود أرض فلسطين للأبد و ليس ذلك الله الذي يتحدث عنه قراّن محمد لأن اله محمد معادي للسامية وضد اليهود و يأمر بالجهاد و العياذ بالله.
2. الإيمان بالملائكة ما عدا أولئك الملائكة المتطرفون المعادين للسامية و الذين قاتلوا مع محمد في بدر و خيبر.
3. الإيمان بالكتب السماوية السابقة و بالقراّن المعدل و الذي أشرفت على تهذيبة و ترجمته جمعية إتحاد السحاقيات المسلمات في واشنطن دي سي, و اللواتي قمن مشكورات بحذف اّيات الجهاد و الاّيات المعادية لليهود المساكين و اّيات الحدود و قلب اّيات الميراث لتحصل المرأة على ضعفيّ نصيب الرجل كتعويض عن فترة الحرمان السابقة منذ عهد محمد و حتى سنة تاسيس الجمعية في 2004م .4. الإيمان بالرسل أجمعين لا نفرق بين احد منهم بإستثناء محمد حيث أن ماضيه اللا سامي لا يؤهله لعضوية نقابة المرسلين 5. الإيمان باليوم الاّخر مع التاكيد على تفوق شعب الله المختار و احقيته بدخول الجنة مسبقاًَ ثم مواطني الدول الصناعية السبعة الكبرى ثم ناس دول أعضاء مجلس الامن الدائمين ثم أجناس أهل الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية ثم الصينيين و الروس ثم الحيوانات و القوارض يليهم العرب و الأفارقة و الذين هم أغلب أهل النار لتاريخهم المناهض للسامية و المعارض للحضارة الغربية الالهية. 6. الإيمان بالقدر مع التأكيد على ضرورة شراء بوليصة تأمين ضد غضب الله خاصة حينما يتعاطف الله مع المسلمين و يسخط على الغربين كما حدث في حطين.

و قد قررت إدارة الرسول بوش بعث مبشرين و منذرين لدول العالم المبتلاة بداء محمد, و ذلك ليخرج هؤلاء المبشرون أهل تلك البلاد من الظلام إلى النور و من الظلم و الجور. و لتسهيل المهمة و النهضة بالأمة ستقوم سفارات أمريكا في العالم بإعداد قوائم بأسماء المؤمنين أو من عندهم الإستعداد للإيمان و كذلك سيتم إعداد قوائم بأسماء اعداء الرسالة البوشية. و ستقوم هذه السفارات كذلك بإفتتاح مكاتب و جمعيات و تخصيص ميزانيات لهؤلاء المؤمنين ليتسنى لهم نشر الدعوة الجديدة بين الشعوب المحمدية التائهة في صحراء الضياع منذ ألف و اربعمائة عام.

أما هؤلاء المعادين للدعوة فستتم تصفيتهم و التنكيل بهم و ستقوم وسائل الإعلام و بعض الابواق الناعقة المتأثرة بالدعوة الجديدة بالتشهير بهم و تصويرهم لشعوبهم على انهم رجعيون متطرفون متهورون معادون للتقدم و المدنية.

غير أن هنالك مشكلتان تواجهان الدعوة الجديدة للدين القويم, أولهما هي مشكلة هؤلاء المسمون بالمقاومين في لبنان و غزة و العراق و الذين يصرون على إتباع الجزء المحذوف من القراّن المتعلق بالجهاد و معاداة السامية و لا زالوا على ولائهم للنبي محمد.

و المشكلة الثانية و الاعوص من المشكلة الاولى هي....ماذا لو رجع الله للتعاطف مع المسلمين كما حدث في حطين!

تنويه من الناطق الرسمي للقيادة العليا للجهاد والتحرير


بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا مجمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:

فقد أعلنا نهاية شهر أيلول 2007 عن تشكيل القيادة العليا للجهاد والتحرير والتي انضوى تحتها اثنان وعشرون فصيلا جهاديا منها (جيش المصطفى) ولغرض إحقاق الحق نود أن نبين أنه تم درج اسم (جيش المصطفى) سهواً والمقصود هو (جيش الفاروق) ولا علاقة لجيش المصطفى بالقيادة العليا للجهاد والتحرير، لذلك اقتضى التنويه.

الناطق الرسمي باسم القيادة العليا للجهاد والتحرير

رابط البيان المشار اليه


جامعات فلسطينية للإيجار

عبد الستار قاسم

هناك ظاهرة تتمدد وتنتشر في الجامعات الفلسطينية تثير الرعب والفزع ألا وهي إقامة برامج تعليمية داخل الحرم الجامعي غير تابعة للجامعة وإنما لدولة أو مؤسسة أجنبية. هناك جهات أجنبية غربية تتقدم لهذه الجامعة أو تلك بطلب لافتتاح برنامج تعليمي يعطي في العادة شهادة الماجستير دون أن تكون إدارة الجامعة هي المشرفة على البرنامج. غالبا ما تكون هذه البرامج في العلاقات الدولية أو حقوق الإنسان أو دراسات المرأة أو الديمقراطية أو ما يتعلق مباشر بمصلحة أهل الغرب في نشر الثقافة والفكر الغربيين.

ترشح الدولة الأجنبية أو المؤسسة مدرسا أو مدرسين غالبا من الجامعة نفسها، وتقوم الجامعة بتعيينه أو تعيينهما مسؤولا/ين عن البرنامج. تتعهد الجهة الأجنبية بتوفير كافة المتطلبات المادية من رواتب وأثاث وكتب ودوريات علمية ومنح ودورات ومؤتمرات، وتقدم الجامعة المكان وتكتفي بالإشراف الشكلي على البرنامج. أي يبقى المسؤول مسؤولا شكلا أمام إدارة الجامعة، لكن مسؤوليته الحقيقية تبقى أمام الذي يقدم المال، وتنفيذه للبرنامج يبقى ضمن دائرة رغبات الأجنبي بما في ذلك المساقات المطروحة ومحتواها.

ما الذي تستفيده الجامعة؟ لا أعلم بالضبط لأن إدارات الجامعات والقائمين على البرامج يتكتمون على الأمر. إنما من المعروف أن الطلبة يدفعون أقساطا جامعية، ولا بد أن الجامعة تحصل منها على نسبة معينة لتغطية النفقات الجارية مثل الكهرباء والماء والصيانة، ولتحقيق بعض الأرباح التي ترفع من ميزانية الجامعة. كم هي النسبة التي تحصل عليها الجامعة، أو ما هو أدنى حد من الأرباح المقبول؟ لا أعلم.

يقوم المكلفون بالمسؤولية بإعداد مشروع إقامة البرنامج وإيداعه لدى إدارة الجامعة، أو إرساله إلى لجنة التقييم المسؤولة في وزارة التعليم العالي إذا كان يتعلق بالدراسات العليا أو منح درجة دبلوم. تأخذ وزارة التعليم العالي الأمر وفق التعليمات المعمول بها وقد تجيز البرنامج وذلك وفقا لآراء المقيمين.

شكلا، هذه برامج تابعة للجامعة، وتصدر عنها إعلانات باسم الجامعة لكنها من الناحية الفعلية تتبع جهات أجنبية لها مصالح في بلادنا وتعمل على تنفيذها من خلال أكاديميينا حملة الشهادات العليا. هذا البرنامج لفرنسا، وذاك لأمريكا، والثالث لإيطاليا وهكذا. الجامعة تلعب دور المؤجر فقط، لكنها تتباهى أمام العامة والجامعات الأخرى ببرامجها الجديدة كجزء من عقلية المفاخرة المتخلفة.

المصيبة العظيمة هي أن الأجانب يطوعون الأكاديميين الفلسطينيين بالمال، ويستعملونهم لأغراض تطويع الأمة وانتهاك حرماتها. هناك أكاديميون كثر يتميزون بنفوس دنيئة ولديهم الاستعداد لأن يخونوا الأمانة ويبيعوا الأمة لقاء المال. إنهم يحصلون على أموال وامتيازات ومنح كثيرة، ومعها يزداد عبثهم بالمجتمع الفلسطيني. وبهذا تكون الجامعة التي تتجرأ على القيام بمثل هذه الأعمال قد فتحت أبوابها أمام الأجانب للتخريب، ورفعت ذوي العلم درجات من الخيانة والتواطؤ ونحر الوطن والمواطنين.

القوي والضعيف ومفارقات التأريخ

من مفارقات الأيام أن يقوم المجرم باتهام الضحية بأنها السبب في قتلها, وبأن المجرم ينوي أن يشكل فرقة أو شرطة أدآب للمحافظة على البشرية.

السياسة الأمريكية لطالما تصرفت على هذا النحو منذ الحروب الأمريكية الاسبانية والحروب الأمريكية البربرية الى حرب فييتنام والعراق وما بين هذه الحروب جميعا من حروب أخرى صغرى وكبرى وعظمى. فحين كان الساسة الأمريكيون يتشدقون ب"المنيفست دستني" كانوا هم نفسهم يقتلون مواطنيهم وييستعبدوهم فقط لأنهم من السود وكانوا يتحدثون أنهم يريدون نشر الحرية التي فوض الله الأمريكيين بها على العالم. وهم نفسهم الساسة الأمريكيون الذين قادوا حروب الابادة والتهميش ضد الهنود الحمر وقتلوا منهم ما بين الخمسين مليون كحد أدنى والثلاثماية مليون كما يقول رسل مينز وهو زعيم حركة الهنود الحمر الأمريكيين. وفي نهاية الأمر طبعا قام المستوطنون بوضع اللائمة على الحروب الأهلية التي قامت بين القبائل المختلفة من الهنود الحمروبتحميلهم المسؤؤلية عن قتل أنفسهم! هل يذكر هذا الكلام أحدا بما يحصل الآن في العراق وفلسطين ولبنان غيرها؟؟ هذه هي دائما سياستهم وهذه هي أساس خططهم العسكرية والسياسية. خلق الظروف المناسبة عبر فوضى خلاقة أو مشاكل أخرى أو استغلال عدم رضى فريق معين عن فريق آخر وخلق الظروف وتهيئتها للصدام العنيف والباقي تفاصيل والشيطان دائما يعيش في التفاصيل.

العبيد السود استقدمهم الأمريكيون لبناء هذه المستعمرة مقابل الدم والأرواح بدل دفع النقود والذهب. حركة الفهود السود وحركة أووهوروو السوداء تقول بأن عدد السود الذين رماهم البحارة عن المراكب ليأكلهم سمك القرش أو ليغرقوا كان عشرات الملايين, وبأن عدد السود الذين قضوا أو قتلوا على أيدي أسيادهم البيض أو بالمرض وخلافه يقدر أيضا بعشرات الملايين على أقل تقدير والأرقام أيضا تتراوح حول المئتي مليون أسود, وكل هذه الممارسات كانت تتم برضى أهل السياسة والعسكر في هذه المستعمرة الجديدة التي بنيت على أنقاض شعب هندي أحمر انتهى به المطاف للعيش في معسكرات تهميش, فيها أعلى نسبة انتحار في أمريكا. وكانت تكلفة اعمار هذه المستعمرة الجديدة مئات ملايين العبيد السود الذين لم يملكوا أي نوع من الحرية سواء العبادة أو أي نوع آخر من الحرية الشخصية الإجبر الجميع على اعناق دين أسيادهم البيض وقام السيد الأبيض باغتصاب من شاء من نساء العبيد كي يزيد من عبيده ويكسب يدا عاملة وأحيانا ربحا ماديا اذا باع بعض هؤلأ من الأقوياء منهم أو من الجميلات منهنّ في أسواق النخاسة واللذة اذا شئت تسميتها.

الكونغرس الأمريكي صوت مؤخرا على قانون ابادة الأرمن على أيدي العثمانيين كما يقولون ولست أناقش هذه الواقعة هنا الآن ولكنني أتسآءل ألم يبقى هناك أحد في هذا العالم يذكر التاريخ ويملك الجرأة ليقول لهؤلاء المنافقين ويذكرهم بمن قتل مئات الملايين من العبيد السود والهنود الحمر؟ ألم يعد للعالم ضميرا يتجرأ على الكلام مطلقا أم أن منطق القوي قد ساد العالم أخيرا وأصبح السيد يقتل الناس في وضح النهار ثم يتبجح بمحاسن الأخلاق ليلا؟ ألم يعد هناك من يردد بأن من يتحدث عن المجازر أولى به أن يختبئ أولا؟ أليس من الأجدى بهذا الوحش أن ينكفئ الى الكهف ليخلص العالم من شره وكيده؟

الذين يتشدقون بالديمقراطية وبمحاربة الدكتاتورية والارهاب نجحوا في قتل وتشريد الملايين من العراقيين الأحرار والعراقيات الماجدات كما كات يسميهم شهيد الأمة. لقد نجح المجرمون بقتل وتشريد الملايين من الشعب الفلسطيني وسرقة وطنهم واقامة مستعمرة على أرضهم في وضح النهار وأرسلوا سوداء من سلالات العبيد السود التي ارتضت مشروع أسيادها لكي تقول للضحية أن عليه القبول باملاآت السيد الأبيض والا فلن يحصل ولا على فتات قليل ويكون عقابه شديد ووبال عليه وعلى شعبه؟ هؤلأ المجرمون يقولون الآن بأن أهل العراق يكرهون بعضهم البعض وهم السبب في كل هذه المآسي وهم السبب في هذا العدد من القتلى ليعفوا أنفسهم من مسؤؤلية الجريمة التي ارتكبوها وتسببوا فيها تماما كما قالوا في حينها أن الهنود الحمر هم من قتلوا بعضهم البعض وان كان بسلاح المستعمر الأبيض وبتحريضه.

العالم لم يعد فيه رجال سوى المقاومين والمجاهدين الذين ارتضوا لأنفسهم الشهامة وأبوا عليها الهوان والعار. هؤلاء هم من تتفاخر بهم الأمم في حاضرها وتاريخها وما من أمة ذكرت في تاريخها البطولي سوى شهدائها الأبرار الذين قاوموا وقاتلوا الشر وردوه الى حجره وأهله بعد أن أهلكوه وأذاقوا المحتل طعم الذل. هذه هي القلة التي سوف نذكرهم بأنهم ان شاء الله خلصوا الأمة من الطغيان والتشرذم ومن الضياع وأعطوا الزخم لباقي الأمة لتتخلص من حكامها المستسلمين الذين سيذكرهم التاريخ أنهم عاشوا على مزابل الأمة وعلى آلام شعبها. هؤلاء الحكام تحديدا هم الذين يباركون خطى المحتل ويسهلون له ويساعدوه ضد المقاومة ويفتحوا له المجال الجوي والأرضي والمائي ليحتل أرض الأمة ويقتل شعبها ويعيث في الأرض فسادا فيدمر الحجر ويقتل البشر. أي شر هذا وأي فساد في نفوسهم وأي حياء عندهم ليتحدثوا عن مجازر ألآخرين؟؟

محمد شهاب

Ausser spesen, nichts gewesen


Written by Raja Chemayel, AN List member:
--------------------------------------------


Dr. Condom-liza Rice has her Guest-list ready
and the Hotels are fully reserved for the occasion:

The 135Th. Peace-Conference
between the Wolf and the Lambs
organised by the Wolf's owners.

All Lap-dogs-Leaders of the Middle East,
whether elected, apointed or selected, are invited.

Journalists are coming and the Catering is
Kosher and Halal, whereas no pigs will be served
although many pigs will be also attending.


Tony Blair shall be present, of course,
otherwise the credibility of that conference may suffer

Mahmoud Abbas shall be the Star of the show
otherwise the monotony of that conference may suffer

Husny Mubarak gets a front seat
otherwise gastronomy may suffer

Ehud Olmert shall set the agenda and the outcome
otherwise objective-impartiality may suffer.

Hamas, the only actual-legal-democratic-representative
of the Palestinian people shall not attend ,
because nobody succeeded in castrating them (yet)


Conclusion :

Ausser spesen, nichts gewesen!!
which is a German proverb meaning :
with the exception of the (related) expenses,
nothing would happen!


Eng. Moustafa Roosenbloom
Director of the Saeb Erakat Travel Agency,Ltd
17Th day of October 2007