الأربعاء، تموز ١١، ٢٠٠٧

ويبقى العطاء حيّا

خمس و ثلاثون عاما على اغتيال غسان كنفاني

عندما يجنح بنا عالم الخيال، وتغوص الذاكرة في أعماق الزمن، تداعب نفحات عشق لنورس كثيراً ما حلق بفكره في آفاق جفرا، وكثيراً ما امتزج شموخه بوعي الأديب الذي جدَل من حروف اللغة ثورة من دم ولحم.
رجل أضاء ظلمة طريق العودة، وكل ما خطّه هو مجموعة من خفقات ألم وأمل، أوجع "من واقع المأساة" في أرض البرتقال الحزين...ذلك الوجع الذي تجسد في كتاباته، وما يجعل من الفلسطيني حالة مقاومة، يخرج من مأساة لجوئه، إلى فعل مقاومة نبيلة لاسترداد حقّه.
استشهد غسان كنفاني ورحل عنا إلى عالم أكثر سلاما. لكنه لم يبرح مكانه في قلوبنا، ورسم لنا خريطة، نسيجها خيوط مبادئ وقيمٍ راسخة.. وإن غابت عنا إلى حين، تبقى فلسطين متوهّجةً بإيقاعات نبضٍ متدفق في رسوم حروف رواياته وقصصه، ليولد من جديد جيل فلسطيني وراء جيل أكثر تصميماً على الاستمرار في طرق سبل النضال كي يسترد حقّه بالحرية والوطن.
فإلى كل من عشق وطن الحزن، أطلق غسان كنفاني العنان لفكره الثوري، منارةً تُنيرُ فكر رجال أضاؤوا الشمس بصمودهم وثباتهم.
رغم المسافات بيننا يا نورس الوطن الحاضر أبداً.. يعاهدك كل حرّ أن يبقى مخلصاً وصامداً أمام هذا الطغيان الذي يحول سماء عروبتنا إلى دخان شياطين الطغاة.
فرق كبير بين خيمةٍ للاجئ، وخيمةٍ لوطن أبيّ لا تمزقه صيحات مشبوهة، ولا تقطع أوصاله الفرقة، ولا يتقزّم ليصير مسخاًً يردد ببلاهة، أبجديات ديموقراطيتهم الزائفة.
هي خيمة صمود وقرار تكبر مساحتها، وتكبر.. لتخترق بمدلولاتها وفعلها وصمودها كل الزيف، وإلى (أبعد من كل الحدود).

سوسن البرغوتي

ليست هناك تعليقات: