الأحد، تموز ١٥، ٢٠٠٧

المناضل العاشق غسان كنفاني

معاوية موسى

" لقد حاولت منذ البدء أن أستبدل الوطن بالعمل ، ثم بالعائلة ، ثم بالكلمة ، ثم بالعنف ، ثم بالمرأة وكان دائما يعوزني الانتساب الذي يهتف بنا حين نصحو في الصباح :

لك شيء في هذا العالم فقم . غسان كنفاني

ها هو شهيد الكلمة وأدب المقاومة كما هو شهيد السياسة والنضال "غسان كنفاني" يتطلع الينا بعيونه بعد 35 عاما من استشهاده يستنهضنا بعد أن ودع روايته "رجال في الشمس" عاتبا ثائرا ساخطا على الصمت في وجه الحزن والظلم والقهر والموت بقوله "لماذا لم يدقوا جدران الخزان " يدعونا في ذكراه بقوة أن نستنهض من ذاكرتنا وهج الكلمة الغاضبة والثائرة بصخب بما يليق بمرارة الحالة في زمن الخسة والردة والرجوع الى الخلف .

"غسان كنفاني" تجربة فلسطينية نادرة وعبقري لم تلده أم بعد

غسان الذي عاش قضيته حد الشهادة ، وغسان الشهيد حيث تكون الكتابة عنه ترتج لها بواطن الأبجديه ، فشهادته كانت كافيه بذاتها لتكون أبجدية تعلمنا الفصحى الأعمق ، الفصحى المدويه بالدم .

نقول لصاحب " رجال في الشمس " :

أننا تعلمنا منك فيها سيرة الوجع حين يكون الوجع نشيجا وأنها سيرة الرمل حين يكون ألأمل كيس طحين في صحراء مات فيها الفلسطيني حين ركض وراء لقمة العيش ليرمي حجرا بعد ذلك ، وهي دوما سيرة المستحيل في ركض الروح نحو فضاءات الوحشة والضياع .

لكن ما لم نتعلمه بعد يا غسان أن " غودو " العربي لم يأتي ليحمل الخزان الى آخر الأرض ليفتت جدرانه .


ليست هناك تعليقات: