الاثنين، تموز ٣٠، ٢٠٠٧

إنها ساعة الحقيقة ..المطلوب وقفة مع الذات

نذكّر القرّاء بأننا كقوميّين لا نعترف بقرارات الامم المتّحدة، من قرار تقسيم فلسطين الى قرارات تجريد العراق من السلاح، و لا نعترف، من حيث المبدأ، بأي شرعيّة غير الشرعيّة القوميّة الذاتيّة في ما يخصّ قضايانا العربيّة، و من شاء أن يؤيّدنا في ذلك فأهلا به، أمّا أن يكون المنطلق للقضايا القوميّة، و خصوصا السياديّة و الأمنيّة، هو مرجعية خارجية أو خاضعة لتوازنات قوى فهذا أمر مرفوض من أساسه.

و من هذا المنطلق فان لحكومة العراق الشرعيّة، و لكل أمّة في العالم، الحق في امتلاك السلاح و قدرة الدفاع مهما كان شكلها، و لا يجوز لأي هيئة دوليّة التخطّي على هذا الحق الاساسي. و لذلك فتبريرغزو أو عدم غزو العراق على اساس وجود أو عدم وجود اسلحة "محظورة" هو تبرير غير مقبول أصلا. و للعلم و التذكير فقط فان الغزو تمّ بدون تفويض مسبق من مجلس الامن.

- لجنة الاشراف غلى المدوّنة
لائحة القوميّ العربيّ
-----------------------

د. فؤاد الحاج

قبل أن يجرف تيار الزمن كل المسؤولين الذين يدعون أنهم قيادات وأنهم عروبيون وقوميون ومؤيدون للمقاومة الوطنية العراقية، خاصة هؤلاء المنافقين الذين يتسولون على أرصفة شوارع البلاد الأوروبية وبعض البلاد العربية الذين كتبوا ضد شرعية الحكم الوطني وأيدوا التدخل الأجنبي في العراق، وأستثني كل من تراجع وندم - وهم كثر والحمد لله - وعرف بعد أن تم تدمير العراق أن المطلوب لم يكن أبداً منذ عام 1988 تغيير النظام الوطني والشرعي في العراق بل كان المطلوب تدمير عراق الحضارات والتاريخ حفاظاً على أمن الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين العربية وتسهيل امتداده للوصول إلى العراق، تحقيقاً لخرافة "من النيل إلى الفرات أرضك يا..."، وأخص بالدرجة الأساس هنا أولئك الذين عقدوا المؤتمرات باسم العروبة وباسم الدين الإسلامي وباسم الأحزاب العربية ودعوا في كلماتهم وخطاباتهم وفي بياناتهم إلى تأييد المقاومة الوطنية العراقية وحقها المشروع في تحرير العراق من الغزاة المحتلين دون أن يذكروا بالاسم إيران وعناصرها من دمى الاحتلال وأذنابهم الذين كان لهم النصيب الأكبر في عملية تدمير العراق وبناه التحتية واغتيال علمائه وأساتذة الجامعات والأطباء وقيادات وعناصر الجيش العراقي الوطني وغيرهم من أبناء العراق، أدعوهم جميعاً إلى وقفة مع الذات من أجل محاسبة الآخرين وفي مقدمهم محاسبة أنظمة الذل والهوان الناطقة بالعربية التي أيدت غزو العراق واحتلاله، وأيدت الاعتراف بحكومة دمي الاحتلال وفتحت لها مكاتب وسفارات في عواصم البلاد العربية من المحيط إلى الخليج ودون استثناء، أطلب من هؤلاء وأولئك وقفة مع الذات لمحاسبة أنفسهم قبل أن يحاسبهم التاريخ، وقبل أن يحاسبهم أبناء الأمة الشرفاء والأحرار في أصقاع الأرض ولو بكلمة تكتب وتنشر هنا أو هناك، وأدعوهم إلى وقفة مع الذات لمحاسبة أنفسهم لأنهم لم يكونوا في يوم من الأيام مبادرين، بل كانونا دائماً رد فعل خطابي لا يسمن ولا يغني، لأن بينهم المشككين والمترددين إلا القليل منهم الذين يريدون الحفاظ على حبل الود وشعرة معاوية كما يقال، وبذلك أصبحوا ليس أكثر من بياعي كلام، وأن الشعب ملّهم كما ملّ أنظمة الذل والهوان الناطقة بالعربية.

لماذا كل هذا التهجم الشامل على كل هؤلاء وأولئك؟! سؤال لا يحتاج سوى إلى قراءة بسيطة لواقع الأمة عربياً، ودولياً بعد أن أعلنت ما تسمى بهيئة الأمم المتحدة ومجلسها الأمني المرتهن لإدارة الشر والطاغوت الأمريكية عن وقف ما أسموه عمليات البحث عن "أسلحة الدمار الشامل في العراق" وأعلنوا رسمياً باسم تلك الهيئة الأممية المقيتة أنه لم يكن في العراق أي أثر لما أسموه "أسلحة التدمير الشامل"!! وهذا بحد ذاته كان من المفترض فيهم أن يستغلوه في تظاهرات شعبية فورية، وفي إقامة ندوات بحثية علمية وثقافية لكشف حقيقة تلك الهيئة الأممية وسيطرة أركان إدارة الشر الصهيو-أمريكية، إضافة لكشف سؤ وعورات أنظمة الذل والهوان الناطقة بالعربية ومطالبتها بعدم استقبال أي من دمى حكومة الاحتلال، وبتحويل جميع مقرات البعثات والسفارات العراقية في أرجاء البلاد العربية إلى مكاتب لممثلي حركة المقاومة الوطنية العراقية، أسوة بما حصل أيام حرب الجزائر ضد المستعمر الفرنسي، إضافة إلى الإعلان عن قطع العلاقة مع أي بلد يقدم العون للغزاة والمحتلين.

إنها ساعة الحقيقة إذن، وما تحتاجه هو وقفة لمراجعة أخلاقية، إزاء قضية الحق والعدالة والأخلاق، ترى أتستحق أو لا تستحق أن يعنى بها الكتاب والمؤرخون، ويخصصوا لها من حين إلى آخر فصولاً طوالاً أو قصاراً، يعرضون فيها خطوبها العظام وأهوالها الجسام ومشاكلها التي لا تحصى، وأطرافها المتعددة في الرؤية والسلوك ومناهج الحياة والفكر!!..

إننا بهذا التقديم لا نريد غير الإشارة إلى أهمية التذكير بمعاني الحق والأخلاق، فقد شبعنا وشبع العالم من أكاذيب أمريكا اللعينة الطاغية وأساليبها، البعيدة عن التحضر وأدب المخاطبة والرقي الأخلاقي، حتى أننا من كثر ما نشرنا وكتبنا وطرحنا من مسميات وصفات لإدارة الشر الأمريكية، بتنا وكأننا ننشر فقط ضمن مسمى "حرية التعبير عن الرأي" بمعنى "القافلة تمشي والكلاب تنبح"!!، هذا هو الواقع الذي وصلنا إليه في "القرن الأمريكي" كما يسميه البعض وكما يبدو من مجريات الأمور، حيث أن البعض من الكتّاب وأصحاب الرأي الذين كانوا ولا زالوا يبرزون عبر شاشات الفضائيات تحت مسميات وألقاب "مفكر استراتيجي" أو "باحث استراتيجي" أو "مدير معهد كذا في واشنطن أو في باريس أو في لندن أو من القاهرة وما إلى هنالك من تسميات في عصر الانترنيت، (نقول البعض كي لا نشمل الجميع تاركين للتاريخ وللضمير الإنساني أن يصدر حكمه بحقهم)، حيث كنا نرى ونسمع منهم صفات أطلقوها على الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين أقلها "ديكتاتور" ووصل الأمر ببعضهم أن يطالب علناً بغزو العراق وتخليصه من "الحاكم الظالم الذي يمتلك أسلحة دمار شامل خطيرة تؤثر على العراق وشعبه وعلى دول الجوار والإقليم والعالم أجمع"!!، مرددين ما صدر عن إدارة الشر الأمريكية عبر وسائل شتى، وصدقوا بأن هذه الإدارة هي مخلصة العالم ومحررة شعوبه!!، وأن كل الناس يحبونها، وأن كل ما تدعو إليه هو نهج للحياة أفضل في الفضيلة والإيمان، وأنها تطرح خدمة للرأي العام في أرجاء العالم من أجل مستقبل صالح بعيد عن الشرور والحروب، ووصل الأمر ببعضهم إلى شن حملات متلفزة عبر الفضائيات ضد حكومة العراق ورئيسها الشهيد طيلة عدة أشهر قبل وخلال وبعد الغزو والاحتلال حتى ما بعد اعتقال الرئيس العراقي واغتياله في صباح عيد الأضحى 2006!! ولا بد من التنويه بأنه ليس كل هؤلاء المذكورين أعلاه المقصودين في هذه الكلمة، لأنهم لن يتغيروا مهما قيل فيهم من كلام ومها كتب عنهم لأنهم سيبقون بهاليل السلطان لأنهم صدقوا أنفسهم كما صدق أشعب الكندي كذبته، وقبل أن نتابع سنروي باختصار قصة أشعب الكندي لعل فيها عبرة للقاريء، تروي كتب التاريخ أن أشعب الكندي كان من أبخل الناس في عصره، وأنه بينما كان يسير في شارع إحدى المناطق ركض خلفه صبية من أبناء المنطقة يتهتكون عليه ويرمونه بكلام يدل على بخله، فأراد أشعب التخلص منهم التفت عليهم وقال لهم بعد أن نهرهم: اسمعوا أن بيت فلان في المنطقة يوزع حلوى مجاناً لكل من يقصده، وتابع سيره، وبعد أن سار مسافة قليلة اختفت أصوات الصبية من خلفه، فالتفت متسائلاً بتعجب ترى هل تكون حقيقة أن فلان يوزع حلوى لكل قاصد له، فهرع شخصياً باتجاه بيت فلان عله يصيب بعض الحلوى!! وهكذا هؤلاء الكتبة سمعوا من إدارة الشر الأمريكية ومن بعض المنافقين فصدقوا بأنه يوجد في العراق أسلحة دمار شامل مع العلم أن القيادة الوطنية الشرعية ورئيسها أعلنوا مئات المرات بأنه لا يوجد في العراق أسلحة دمار شامل وأن المقصود هو تدمير البنية العلمية والحضارية للعراق خدمة للكيان الصهيوني ولأعداء العروبة، على أية حال نقول أنه ليس المقصود بكلمتنا هذه هؤلاء، بل المقصود أولئك الذين يدعون أنهم وطنيون وقوميون عرب من أحزاب ومنظمات ومؤتمرات، لكل أولئك نقول، الآن وقد تم كشف حقيقة المزاعم الصهيو-أمريكية بعد أن تكشفت حقيقة مزاعم وجود أسلحة الدمار الشامل بعد صدور قرار إعفاء لجنة البحث عن أسلحة الدمار الشامل الأممية في العراق بسبب عدم وجود أي من تلك الأسلحة حسبما ورد في التقرير النهائي لتلك اللجنة، وهو ما يجب أن تتمسك به على الأقل من الناحية المبدئية كل المؤتمرات والأحزاب والمنظمات العربية على امتداد مساحة الوطن العربي الكبير من المحيط إلى الخليج، ليكون وثيقة دامغة بيدهم ضد كل من ساهم واعتدى ودمر وغزا العراق دون استثناء، لذلك فأن المطلوب اليوم واحد من كل هؤلاء وأولئك:

تشكيل لجنة حيادية معروفة الهوية والأشخاص تضم عدد من الخبراء في كافة المجالات من العراقيين الأحرار والشرفاء إضافة إلى كل المحامين الشرفاء الذين وقفوا إلى جانب الحكومة الشرعية ورئيسها المناضل الشهيد الرئيس صدام حسين، للحصول وبكافة السبل القانونية عربياً وعالمياً على تعويض مادي من إدارتي الشر الأمريكية والبريطانية أولاً عن الخسائر في الممتلكات الشخصية لأفراد الشعب العراقي، وعن كافة الممتلكات الحكومية، وكافة البنى التحتية التي تهدمت ونهبت، وكذلك عن النهب والسرقات في مختلف المجالات الأخرى ومنها الآثار التاريخية في كل أرجاء العراق، وأيضاً منها الذهب والأموال من البنوك، وعن تغيير العملة الوطنية العراقية وغيرها، إضافة إلى رفع دعاوي ضد كل من ساهم وشارك ودعم غزو العراق واحتلاله حتى ولو بكلمة، ولا تستثنى إيران من دفع التعويضات المادية بسبب أنها كانت المساهم الأساس في تدمير البنى التحتية العراقية من خلال عناصرها منذ بداية احتلال العراق، إضافة إلى سرقة جزء كبير من نفط العراق، هذا منذ بداية الغزو والاحتلال، ويمكن إضافة كل القطاعات التي تأثرت بسبب الحصار الذي فرض على العراق طيلة أكثر من (12) عاماً، وفي مقدمتها قطاعات التعليم والغذاء والصحة والخدمات العامة من مياه الشرب ونظام الصرف الصحي والنظافة والكهرباء والنفط.

هذا في مجال التعويض المادي، أما في مجال التعويض عن الخسائر البشرية جراء القصف والقنص والقتل اليومي المستمر نتيجة استعمال الأسلحة المحرمة ومنها اليورانيوم المنضب والأسلحة غير المعروفة حتى الآن التي أبيد فيها عشرات الآلاف من أبناء العراق إن في الشوارع أو في المنازل وغيرها فأن ذلك متروك لذوي الضحايا، وأسوة بلجنة أهالي ضحايا الأطفال الليبيين يجب أن يتم تشكيل لجان ضحايا أبناء العراق الأطفال، والنساء، والشبيبة، والشيوخ، وكل لجنة تأخذ جانب مما ذكرته أي لجنة للأطفال وأخرى للنساء وهكذا، ولجنة للآثار المنهوبة، ولجنة للمفقودين العراقيين، ولجنة للمصابين بالسرطان والأورام الخبيثة ومنها غير المعروفة نتيجة استعمال اليورانيوم المنضب والأسلحة الفتاكة التي جربت لأول مرة في العراق من قبل قوات الغزو والاحتلال.

وهنا أيضاً نقول أنه آن لنا جميعاً أن نعرض للمؤسسة الدولية (الأمم المتحدة) في سبيل الحق والمنطق، فقد نجد فيها (ما يلذ!)..وقد نجد فيها ما يسلي الهموم والمحن ويعزي قليلاً أو كثيراً عن واقع هذه المؤسسة، وعما يلحق بها من مواقف لا تحسد عليها من جراء سلوك أمريكا وطغيانها، وما يترتب عليهما من محن كثيرة ومظالم متصلة، أصابت العراق في الصميم وأصابت ذات نفس الشعب وفي أكرم الأشياء عليه، وأثرها كهدف ومبتغى أمريكي إجرامي، والتي هي من دون شك، وحسبما أشرته (المنظمات الدولية!) في تقاريرها وتصريحات مسؤوليها، ومنهم (هانس فان سبونيك) (منسق برنامج الأمم المتحدة الإنساني في العراق)، وقبله (هاليداي)، أهوال جدية لا سبيل إلى وصفها ولا إلى تقريرها من دون أن تكون (المنظمة الدولية) في جوها الصحي، وليس في جوها الملوث بملوثات مناهج أمريكا الطاغية وفلسفتها في إضفاء الظلام على الأرض عبر سياساتها العدوانية والإرهابية والتجويعية.

فبعد أن فضح تقرير تلك اللجنة المكلفة بالبحث عن ما أسموه أسلحة الدمار الشامل في العراق من خلال تواجدها الفعلي والميداني في العراق أن الولايات المتحدة الأمريكية ومعها بريطانيا التائهة، دولتان عنصريتان ومجرمتان بكل القوانين والأعراف (الخاصة والعامة) ذات الصلة بالإنسان وبقوانين السماء والأرض، وأنه وبحسب مخططات إدارة الشر الصهيو-أمريكية أنه من غير المعقول في تفكير وعقل تلك الإدارة الأمريكية الشاذة، أن يكون هناك عراق، وأن لا مجال لهذا البلد في أن يلعب دوره الحضاري المعاصر، والإنساني الراقي، في الدفاع عن القيم وحمل راية الأخلاق والفضيلة والإيمان، ومقارعة الظلم والطغيان والظاهرة الأمريكية الشاذة في عبادة المادة وعناصرها المتوحشة والدموية، لذلك وبازدواجية معايير واضحة سارعت تلك الإدارة للقول وعلى لسان رئيسها بوش الصغير أنهم يريدون "نشر الديمقراطية والحرية في العراق"!!.

أليس في ذلك عيباً على تلك الهيئة الأممية المسماة "هيئة الأمم المتحدة؟" ثم أليس عيباً على العالم أن لا يتمتع بحقه في نقد وتجريم إدارة الشر الصهيو-أمريكية وعناصرها برئاسة بوش الصغير وعصابة "المحافظين الجدد" وتابعهم الذليل "بلير" وشلته في بريطانيا وتحويلهم إلى محاكم جرائم الحرب!..

أيستحق العراق بعد كل الحقائق التي برزت أن يبقى كل هؤلاء وأولئك من أحزاب وتنظيمات ومؤتمرات مقرها إن في لبنان أو في الأردن أو في أي عاصمة من البلاد العربية؟! أن تمنعهم من قول الحقيقة، أمام مسمع ومرأى العالم.؟. أليس في ذلك إهانة فاضحة للأخلاق والقيم وقواعد العمل الإنساني؟!.. ثم إذا كانت إدارة الشر الصهيو-أمريكية قد اعترفت رسمياً بتقرير تلك اللجنة من خلال مجلس الأمن الدولي الذي تسيطر عليه، فأنه على البعض على الأقل أن يقود ومن مركز قوة الآن الحملات العربية المنظمة نصرة للحق العربي والحرص على النصح للأنظمة الناطقة بالعربية من المحيط إلى الخليج وإن كرهوا النصح والناصحين.

وفي الختام نقول أنه من المؤكد أن حب الحق لا يرضي أنظمة الاستبداد الناطقة بالعربية، وأن قول الحق يلقي في روعها ما لم تألفه وما لم تحب، ويخافوا أن تزعجهم أمريكا بعد أن طال اطمئنانهم إليها.

إذن، ليقل الجميع كلمة حق في وجه سلطان جائر، لأنه ليس بغير الحق يصل الإنسان إلى تحقيق ذاته ليحافظ على وطنه، وهذا ما نعتقد أن المقاومة الوطنية العراقية تطالب به وتدعو الجميع إليه، لأنه في قول الحق شجاعة للشجعان، وخيار أصحاب القرار المستقل، فدعم المقاومة الوطنية والقومية العراقية هو قرار حق، والحق يتطلب أن يتم تحويل كافة مقرات ومراكز البعثات العراقية في كل البلاد العربية إلى مقرات لممثلي شعب العراق الحقيقيين ألا وهي المقاومة الوطنية والقومية العراقية وهذه تعتبر بداية التحرير الفعلي ليس للعراق فحسب بل لكل البلاد العربية مثلما هي بلا زيادة وبلا ادعاء، تحرير شامل لكل تلك الأحزاب والتنظيمات والمؤتمرات التي تصرف الحبر الكثير مطبوعاتها وتبقى حبراً على ورق، كما أنها تصرف الكثير على جلساتها من أجل صورة في هذه الصحيفة أو تلك الفضائية، مع أننا نؤكد أنه ليس قصدنا هو التقليل من أهمية عقد تلك اللقاءات وأهميتها على المدى الطويل ولكننا نريد من كل هؤلاء وأولئك أن يفرزوا لجان عمل ومتابعة فعلية على الأرض وأن لا يتشبهوا بمؤتمرات أنظمة تلك الجامعة والقمم العربية المهترئة، لأن التاريخ لا ولن يرحم أحداً، لأن الأمم الأخلاق ما بقيت، وأن عراق التاريخ والحضارات قد التقت فيه كل عناصر التفاعل التاريخية والحضارية، وأنه ليس بغير تحرير العراق وعودته بصيغة العراق الوطني القومي العربي الصميم الفعال المقتدر، الذي تحتاجه الإنسانية حيثما احتاجت إلى من يذكرها بالقيم الحقيقية لتحيا حياة حرة كريمة، وهذا هو المطلوب من كل هؤلاء وأولئك في هذا الظرف الصعب من تاريخ الأمة العربية، وعلى الجميع أن يفرّق، بين المقاومة الوطنية والقومية العراقية وبين ما تلصقه العصابات الصهيو-أميركية -إيرانية باسمها من أعمال لزرع الفتنة الطائفية، وتصوير هذه المقاومة وكأنها ضرب من ضروب "الإرهاب"، ذلك لأن المقاومة العراقية تمثل العراقيين جميعاً في الشمال والوسط والجنوب وهي بحق ممثلهم الشرعي والوحيد، مع التنبيه إلى عدم استعمال كلمة "السابق" في حال ورود اسم الرئيس الشهيد صدام حسين لأنه كان ولا يزال الرئيس الشرعي والقانوني للعراق لحين انتخاب رئيس شرعي من قبل شعب العراق الحر المحرر، وكذلك عدم استعمال كلمة "السابق" و"السابقين" و"نواب سابقين" وما إلى هنالك من كلمات وجمل ترد فيها مثل هذه الكلمة التي تستعملها معظم وسائل الإعلام وتبثها الفضائيات لدى ورود كلمة "النظام" لأنه ليس "نظام سابق" بل هو النظام الشرعي والرسمي لحين غزو العراق واحتلاله وحتى اليوم ولحين انتخاب قيادة وطنية ومباشرة من الشعب، وأن ما بعد الاحتلال هو نظام الغزاة المحتلين، وأن القيادة الحالية والشرعية هي التي تقود المقاومة الوطنية العراقية والقومية العراقية، وكل الذين اعتقلتهم قوات الغزو والاحتلال الأمريكية والذين لا زال بعضهم أحياء في سجون الاحتلال في الواقع هم القيادة الشرعية والرسمية.

ليست هناك تعليقات: