الأربعاء، تموز ١١، ٢٠٠٧

يجب أن نسقط السلطة الفلسطينية ومشروع أوسلو

زياد الجشي

(المقال السابق أدناه يحوي ترجمة المؤلّف الانغليزيّة)

اتضحت للجميع عمالة السلطة الفلسطينية وزمرة عباس ودحلان للعدو الصهيونى. كمية الحب والحنان اللذان تلقاهما هؤلاء الاثنان من ثالوث الشر: العدو الصهيونى والولايات المتحدة والأنظمة العربية، أثارت غيظ كل شريف فى هذه الأمة وفضحت حقيقة من هم ولمن يكنون ولائهم وحبهم وسر وجودهم وهو حماية المصالح الأمريكية وحماية دولة العدو وخدمة الأنظمة العربية المتامرة من أجل اجهاض مسار المقاومة والتحرير فى فلسطين والوطن العربى.

ان ما فعلته حماس يستحق الاحترام والتأييد وأننا نعجب من حديث الكثيرين عن حرمة الاقتتال الداخلي و أوهام الوحدة أمام العدو والى أخر ذلك في هذ ا السياق ان في هذا الحديث جهل حقيقي بطبيعة الصراع مع العدو من جانب وقوى التحرر والاستقلال من جانب اخر وفيه جهل للواقع الفلسطينى تحديدا ولاسيما الموقف من عملية أوسلو نفسها والهدف من اقامة سلطة فلسطينية في الضفة وغزة.

أولا فى تاريخ حركات التحرر العالمية من فيتنام الى الصين الى الجزائر الى فلسطين دوما وابدا كان نضال هذه الشعوب من أجل نيل الاستقلال ودحر الاحتلال وصولا للحرية المنشودة يصاحبه مواجهتان أساسيتان واحدة ضد عدو خارجى الا وهو قوى الاستعمارالمحتلة وواحدة ضد قوى المنافقين الداخلية التى تشكل حالة طابور خامس داخل صف قوى التحرر وتشكل طبقة من العملاء التى تعمل فى الحقيقة لمصلحة العدو ومن أجل اجهاض حركة التحرر نفسها هذه القوى تتغلل فى صفوف حركة التحرير وتحاول أن تصل الى أماكن القرار فيها ومن ثم فان برنامجها وطبيعتها المتامرة لا يتركان أى مجال للتفاهم معها اللهم سوى تطهير حركة التحرر من هذه العناصر وبالقوة كما أثبتت أمثلة عديدة من تجارب شعوب العالم ،والحالة الفلسطينية غير مختلفة عن هذه الأمثلة التاريخية العديدة.

ثانيا فيما يخص الوضع الفلسطينى نفسه، علينا أن نعى كلنا بأن ما حدث فى غزة هو ليس صراع فصائلى بين فتح وحماس حتى لو دخله البعض على هذا الاساس أو حاولوا أن يحولوه الى هذا المسار فى المستقبل بحيث يصبح صراع حول سلطة لا شرعية لها أصلا الا وهى السلطة الوطنية الأسلوية كما سنوضح لاحقا.

ان ما حدث فى غزة هو صراع بين قوى المقاومة من جهة وقوى المساومة من جهة أخرى أى ان الفريقين ليسا فى صف واحد هناك معسكر يمثل استمرار نهج المقاومة ومعسكر يمثل نهج الاستسلام من جهة أخرى.
فريق يطلق صواريخ القسام على العدو وفريق يرشد طائرات العدو الى أماكن تواجد المقاومين لكى يفوموا بتصفيتهم بصواريخ الأباتشى وفرق الاغتيال.

ان الفريق المتمثل بالسلطة الأسلوية هو نصّب (بضم النون) على راس الشعب الفلسطينى من قبل قوى ثالوث الشر ولذلك هو يمثل طموحات العدو وليس طموحات شعبنا وأمتنا ونحن بدورنا لا نعترف به ولا بسلطته الأسلوية لان ميلاد هذه السلطة أصلا تمخض من رحم اتفاقيات أوسلو التى لا نعترف فيها أصلا أى أنه لا شرعية لهذه القيادة ولا شرعية لهذه الاتفاقيات والى جهنم وبئس المصير.

لقد أثبتت السنوات الماضية فشل أوسلو وتمسك شعبنا الجبار بخيار المقاومة حتى التحرير الكامل لتراب فلسطين التاريخية بأكملها وأى خروج عن هذا هو خروج عن الشرعية التى أقرها شعبنا وكان اخرها انتخاب حماس بدلا عن السلطة الأسلوية وتمسك شعبنا بخيار الكفاح المسلح بدل نهج المفاوضات المهين التى انتهجه أبو مازن ومن معه منذ 1993.

اليوم أمتنا العظيمة أقرت خيار المقاومة برنامجا ونهجا وخيار من العراق الى فلسطين كل من مع المقاومة هو مع قوى شعبنا وكل من هو ضد المقاومة هو مع العدو.

فى هذا زمن الانحطاط الامريكى الذى نعيشه اليس عظيما ميلاد المقاومة العربية المسلحة هذه مهما مكر الماكرون من قوى الهزيمة والانبطاح وشيعوا فى أوساطنا طريق الهزيمة والاستسلام !

اذا سنوات الفساد الطوال التى عاشها شعبنا فى فلسطين تحت ذل اتفاقيات أوسلو الفاشلة والمهينة وقيادة هذه السلطة الفاسدة والمنبطحة للعدو والعميلة له لم تمنع شعبنا من اختيار حماس كقيادة منتخبة (رغم اننا لا نعترف بانتخابات تقوم تحت سقف أوسلو) ثم الأتيان بها الى السلطة ثم تسليمها غزة كلها بعد فرار كل من كان ينتفع من زمرة أوسلو وهو لم يواجه حماس اصلا ونعنى هنا أجهزة دحلان الامنية المرتزقة.

اذا حتى لا يقال أننا نتبع فصيل على حساب فصيل أخر نحن نهيب بأخواننا الشرفاء فى فتح وأخواننا الشرفاء فى حماس والى جميع فصائل المقاومة الفلسطينية الشريفة الى دعم حماس فى انقلابها الشريف فى غزة الى أن تكون هذه الخطوة الأولى يتبعها اسقاط حكم السلطة الوطنية فى الضفة وصولا الى اسقاط السلطة الوطنية نفسها التى بنيت باطلا على اساس نهج أوسلو الاستسلامى الخارج عن الشرعية الثورية الفلسطينية المبنية على الميثاق الوطنى الفلسطينى الأصلى والغير معدل

الذى يروج اليوم بان ما يحصل فى غزة اليوم على أنه اقتتال بين الاخوة هو يخدم مصالح العدو والتى تحاول ايجاد مخرج للسلطة الأسلوية وتحاول بهذا ذر الرماد فى العيون، الموقف القومى والوطنى الاصيل اليوم يدعونا جميعا الى دعم انقلاب غزة وبان نصطف معه من باب اسقاط اتفاقية أوسلو نفسها ومن يمثلها فى غزة والضفة من سلطة، و بذلك نكون فد دعمنا خيار المقاومة بديلا لخيار الاستسلام.

ليست هناك تعليقات: