الخميس، تموز ٠٥، ٢٠٠٧

البصرة في قبضة العصابات الانفصاليّة الطائفيّة


تتحدث الاخبار الآتية من العراق عن انفصال واقعي لمحافظة البصرة عن الوطن الأم فمدينة المدن كما أسماها وأراد لها أن تكون الرئيس الشهيد صدام حسين ضائعة وخاضعة لسيطرة أمراء الميليشيات والطؤائف والتطهير المذهبي بلغ ذروته في المحافظة واصبحت اقرب لأن تكون تحت مظلة النفوذ الايراني الفارسي منها الى الوطن العراقي

هذه المحافظة الرئيسة في العراق أصبحت عمليا الآن في قبضة ثلاث قوى رئيسية متحكمة بثرواتها وعائداتها فأصبح هناك
ما يشبه الاقتسام للسلطة والثروة بين هذه الاطراف فنجد أن حزب الفضيلة يتولى ادارة وحراسة المنشأت النفطية وأهمها شركة نفط الجنوب والمجلس الأعلى "ألأوطى" للثورة الاسلامية في العراق وضع يديه على عائدات الجمارك والتيار الصدري وضع يديه على عوائد الموانىء

هذه القوى الطائفية تبدو أكثر حماسة للفيدرالية من غيرها لا سيما بعد امتداد النفوذ الايراني للمدينة وادمان هذه القوى على طعم الدولارات وشرب البترول ونعيمه اضافة الى أنها أصبحت تتحجج ان صح التعبير بوجود قوى انفصالية اخرى في العراق كالأكراد في الشمال والقاعدة أو دولة العراق الأسلامية في الوسط السني فلماذا لايعلن الشيعة عن امارتهم في الجنوب

في الحقيقة ما أردت هنا إلا أن أعطي توصيفا لحال هذه المدينة الحزينة وما آلت إليه أوضاعها اليوم بسبب الإحتلال وافرازاته وما أردنا يوما أن تصل الأمور في البصرة الى ما وصلت اليه من ضياع وانقسام هذه المدينة الضاربة جذورها في التاريخ واحدى أهم بوابات الفتح الأسلامي ومراكز الخلافة الأسلامية على امتداد عصورها وأزمانها ، مدينة المدن ، مدينة الحسن البصري وبدر شاكر السياب والفراهيدي والأصمعي وبشار بن برد وأبو الأسود الدؤلي والجاحظ


شخصيا كان ومازال لهذه المدينة مكانة خاصة في قلبي وفضل كبير لا أستطيع أن أنكره وأخفيه ، فقد عشت بها زمنا وتجولت في أزقة شوارعها وحواريها وعلى شاطئها شربت من مائها المالح وأكتويت بلهيب حر صيفها وقد تخرجت في جامعتها ،"جامعة البصرة"

معاوية موسى

ليست هناك تعليقات: